رأي اسرائيلي: تميم هو رئيس «حماس»

الشيخ أمين تميم

ما يميّز الشيخ أمين تميم، الذي ورث قبل سنة تقريبًا مكان أبيه كأمير لقطر، أنه أصبح بممارسة ضغط من أمه المهيّمنة مسلمًا متشددًا. بينما يفضّل أمراء الخليج الذين وُلدوا في غنى أسطوري، قضاء وقتهم بالقيام بالكثير من الأنشطة الترفيهية، فاختار الأمير الشاب السفر إلى إفريقيا، بهدف محاولة إدخال القبائل هناك في الإسلام.

أصبح الفتى الصغير (34 عامًا فقط) أحد مسببي “وجع الرأس” للكثيرين في المنطقة. وتصل أفكاره المتطرفة في هذه الأيام، التي يدور فيها قتال بين إسرائيل وحماس في غزة، في الوقت الذي يضغط فيه تميم على عناصر حماس المستضافين في قطر، وعلى رأسهم قائد التنظيم خالد مشعل، إلى أن تتبنى عناصر حماس موقفًا متشددًا وترفض وقف إطلاق النار، الأمر الذي يؤدي لاستمرار الحرب وللكثير من القتلى، وبالأخص من سكان غزة.

يبدو أن تميم فعلا يتعاطف بصدق مع أهداف حركة “الإخوان المسلمين” ويستوحي إلهامه من مزيج غريب ومثير من المرشدين مثل الشيخ يوسف القرضاوي من جهة وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق عزمي بشارة (رغم كونه مسيحيًّا) من جهة أخرى. مع ذلك، من المهم أن لا نخطئ ونظن أن الكلام يدور عن أيديولوجية فقط – ما يهم الأمير الفتى في الدرجة الأولى هو التأثير. “يجب عليه أن يثبت أنه لاعب مهم، وخاصة بسبب عمره الصغير أيضًا” يقول أحد المختصين الإسرائيليين الذين تحدثنا معهم.

 

يحظى تميم بتأثيره السياسي بواسطة المال، كما هو متبع في قطر – هذه الدولة الصغرى التي لولا كميات المال الهائلة التي تجعلها دولة مؤثرة، لكانت ستختفي منذ زمن عن الخارطة. إن دعمه الاقتصادي لحماس، تحديدًا في الوقت الذي ليس فيه لحماس تقريبًا أي مصدر تمويل آخر وحين يرغب معظم اللاعبين في المنطقة في مشاهدة زوال حماس عن الخارطة، يمنحه الصلاحية المطلقة وحق الفيتو على قرارات التنظيم. على عكس ما هو متبع من التفكير، لا يدور الكلام عن الفنادق الفخمة في الدوحة والتي من المتبع أن يمكث فيها خالد مشعل (وهو ملياردير قادر بالتأكيد على دفع الحساب) وإنما الحديث هو عن الأموال التي تصل مباشرة للذراع العسكري للتنظيم: بهدف بناء الأنفاق، امتلاك الأسلحة، ودفع أجور المسلحين (مع الإيهام أنها معاشات للموظفين) وغيرها.

عدة مرات خلال المحادثات لوقف إطلاق النار في القاهرة كان تأثير الشيخ تميم هو ما يسبب انفجارها. السبب الرئيسي هو أن من قاد المحادثات هو عبد الفتاح السيسي، البغيض على نفوس الإخوان المسلمين، ويعتبر “سارقًا” لمصر من أيديهم. وهناك سبب آخر وهو رفض إسرائيل إشراك قطر في المحادثات، بالرغم من الضغط الأمريكي، فتعتبر قطر بنظر الإسرائيليين “طرفًا سلبيًّا متطرفًا”.

المرحلة التي تبدأ فيها الأمور بالتأزم هي العلاقة القائمة بين قطر والولايات المتحدة. يدعي خبراء إسرائيليون أن قطر في الواقع “تشتري” دعم حكومة أوباما بالمال. ويبدو أن القطريين يعرفون أين توجد مراكز التأثير الأمريكية – في صناعة الأسلحة وفي سوق الاتصالات، حيث امتلكت قطر مؤخرًا أسلحة بمبلغ 11 مليار دولار من الولايات المتحدة، وهي تعمّق النشر في وسائل الإعلام الأمريكية (مثل CNN). إذا أضفنا لذلك حقيقة أن قطر تستضيف أكبر قاعدة أمريكية في المنطقة، يمكننا فهم سبب أهمية العلاقات الجيدة لحكومة أوباما مع الشاب الصغير من الدوحة. السؤال الوحيد المتبقي هو كم من الفلسطينيين سيُقتل حتى يشعر الشيخ أن له ما يكفي من التأثير.

 

 

السابق
من يهتم أكثر بالوالدين المسنَّين
التالي
هيئة العلماء تتجه لتعليق وساطتهـا مع خاطفي العسكريين