هذه إيجابيات الـSelfie وسلبيّاتها

إنتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الـSelfie في المجتمعات حول العالم، وهي لم تَعُد تقتصر على الشبّان والشابات، بل تحوّلت وسيلة يلجأ اليها الجميع لالتقاط صورة ذاتية لهم، عن طريق مدّ الذراع، في مشهدٍ بات مألوفاً ومتكرّراً في حياة المشاهير والسياسيين وحتى رجال الدين.
مصطلح «Selfie» يعني بالعربية «التصوير الذاتي»، وهو أن تأخذ صورة ذاتية لنفسك مع شخص واحد أو أشخاص كثيرين بإستخدام كاميرا الهواتف الذكية أو الأجهزة الذكية، لتنشرها لاحقاً على موقع التواصل الإجتماعي وعلى الصفحات الشخصية.

وعلى رغم أنّ صورة الـ»Selfie» تُعرف منذ وقت طويل وكانت تُلتقط من خلال كاميرات تحمل ميزة التصوير التلقائي، إلّا أنّ تكنولوجيا الكاميرات أكسبتها اليوم شهرةً وبعداً كبيرين، بحيث أصبحت الـ»Selfie» هوَساً عند كثير من الأشخاص وتعكس بحسب الدراسات، إضطرابات عقليّة ناتجة من رغبة جامحة في تعويض عدم الثقة بالنفس ووجود فجوة في العلاقات الحميمة بين الأصدقاء والأهل. وبحسب دراسات كثيرة أيضاً، إنّ التقاط كثيرٍ من الصور الشخصية الـ»Selfie» قد لا يكون مجرّد حال إدمان على التصوير الذاتي، بل يُمكن أن يكون أحد المؤشرات الأولية للإصابة بإضطراب يمكن أن يؤدي إلى اكتئاب وعواقب نفسية وخيمة. لكن من جهة ثانية هذا لا يعني أنّ كلّ شخص يلتقط الصور الشخصية قد يكون مصاباً بالهوس أو المرض النفسي.

وللإطلاع أكثر على ظاهرة الـ»Selfie» وأسبابها والهدف منها وما يمكن أن تؤدّي اليه، كان لـ»الجمهورية» لقاء مع الاختصاصية النفسية في العلاج السلوكي والمعرفي ومعالجة الإدمان إليز عساف التي قالت إنّ «الـ «Selfie» عبارة عن تصوير الذات من خلال الهواتف أو الويب كام لتنزيلها لاحقاً على مواقع التواصل الإجتماعي، وبدأت هذه الظاهرة بالشيوع عامَي 2012 و2013. وأضافت: «بحسب موسوعة أوكسفورد، كانت كلمة سيلفي الأكثر استخداماً خلال العام الحالي، علماً أنّ الـ»Selfie» وُجدت منذ زمن بعيد، وليست وليدة اليوم. فهنالك رسامون مثل «فان غوغ» رسموا أنفسهم ضمن ما يُعرف بالـ»Auto Portrait».

وعن إيجابيات الـ»Selfie» وسلبياتها، أكّدت عساف أنّ التقاط الصوَر الذاتية لا يندرج ضمن السلوكيّات الخاطئة، فهي موضة كغيرها، لكن لديها جانب سلبي وآخر إيجابي. فمن إيجابيات الـ»Selfie» أنها موضة جيدة، لأنّها مواكبة للتطوُّر الفكري والتكنولوجي. أمّا الجانب السيّئ لها فأكبر وأخطر من الجانب الإيجابي. فالجانب السلبي يتمحوَر حول الـ»أنا» وهنا تكمُن المشكلة، لأنّها تشير الى الأنانية والغرور وزعزعة الثقة بالنفس. والمشكلة تبدأ عندما تنتقل السلفي من إطار الـ»AutoPortrait» إلى ما يُعرف بالـ»Ego Portrait»، وهو مُصطلح يشير الى حُبّ الذات والأنانيّة والغرور، أو ما يُعرف بالـ»أنا». وقالت: «في الـ»Selfie» يُصوّر الشخص ذاته لإلتقاط الصورة الفُضلى، ولو أنّها لا تعبّر عن شكله الحقيقي، وهنا نكون قد داخلنا في نطاق عوارض النرجسيّة والهوَس بالشكل، وهي حال مرضيّة ناتجة من حال نفسيّة مُضطربة ومن نقص في الثقة بالنفس».

وتابعت عساف: «في بريطانيا مثلاً، هناك مراهق شاب يبلغ 19 عاماً، أمضى عشر ساعات في تصوير نفسه، مُحاولاً الوصول الى صورة ذاتيّة مثاليّة، وعندما لم يتمكَّن حاول الإنتحار. ومن جهة أخرى إلتقط مشاهير كثيرون في بريطانيا صوَر سلفي لهم من دون أيّ تعديل على أشكالهم وملامحهم وبلا ماكياج، في محاولة لمساعدة مرضى السرطان التي تتغير بعض ملامحهم نتيجة العلاجات التي يخضعون لها، وهذا شيء إيجابي».

وختمت قائلة: «يقول المثل اللبناني «كل شي زاد، بالمعنى نقص»، لذا يجب على كلّ شخص الإفادة من كل ما هو جديد ضمن الحدود المنطقية، وإلّا فيُمكن أن يواجه حالات نفسية تحتاج علاجات مُكثّفة في ما بعد».

السابق
فيديو جديد لـ ’داعش’ يبين اعتناق ايزيديين للإسلام
التالي
لبنانيَين أبهرا أساتذة التكنولوجيا في الولايات المتحدة