حين تقول لي الجغرافيا: أنظر تفهم

العراق وسوريا

هذا ستاتوس كتبته على صفحتي، فسبكتي. أذكر فيه نفسي بأهمية الجغرافيا و افهم نفسي بكيفية فهم الامور من خلال لجغرافيا. أنه نداء الجغرافيا: أنظر، تفهم..

امضى العراق نصف القرن الماضي محاصر بعدوين: واحد من الشرق أسمه ايران و آخر من الغرب أسمه سورية. استلم صدام العراق واسعا من فوق وضيقا من تحت، اشتغل باكرا على توسيعه شرقا من تحت وفشل واستدار سنة 1990 لتوسيعه غربا فتم عزله. ككان صدام عادلا ولم يفرق بين شيعي وسني وكردي وكان تصرفه سليما: العرب السنة للعسكر و العرب الشيعة للتعليم والاكراد اتركوهم بحالهم. و تم بعد اسقاطه تمزيق العرب السنة العسكر. وحتى الصحوات. من تحت الركام جاء البغدادي . جاء من يفكر بجغرافيا صحيحة. يجب ان يكون للعراق منفذا على المتوسط.يجب اسقاط سايكس بيكو .
عاش السوري نصف القرن الماضي على الاكتفاء بسورية. له موقع على البحر المتوسط و عدوه العراقي و هو يتفاهم مع الاردني تارة و يفرك له طورا , أما لبنان او فلسطين فهي منطقة نفوذه التي يتلاعب بها . كان هذا قبل ظهور ايران الخمينية بوقت كثير.و كانت قاعدته الداخلية: “ومن البداية أنا و اسرتي و قبيلتي العلوية، والباقي ديكورا. اليوم يكاد ان يسقط الاسد ويترنخ تحت الضربات ، لكنه لا يسقط . لكن من يفكر جيدا يكتشف ان ضاربوه من النصرة او الجبهة الاسلامية او حتى ما يسمى بنموذج كفر نبلو ملحقاتها (سلمية سلمية) تفكر بنفس الطريقة.
إذا السوري يفكر ايضا من خلال الجغرافي.
الاردني ايضا يفكر من خلال الجغرافيا. خسر ما استولى عليه بكذبة مؤتمر اريحا و انتهى حليفا لأسرائيل و معتمدا اميركيا و لاعبا مناورا مع السوري والعراقي و السعودي و حتى المصري.
إذا الاردني يفكر من خلال الجغرافيا و الجغرافيا المسروقة ايضا.
بقي لبنان؟ لتشتته و فسيفسائه و استلابه للخارج وصغر عقول أهلهة ، أكتفى بالاستسلام الى جغرافيا محاصرة لن تكون الا ملحقا للسوري.
حالة الفلسطيني هي الاصعب ففلسطين لم تقم ولم تركب اصلا وركبت بديلها اسرائيل وها هو وقد استسلم في الضفة مذ زمن بعيد، لكنه يقاتل في غزة.
ليست غزة بوابة فلسطين، بل ومذ سقوط مصر على يد نابليون صارت غزة بوابة الولايات العثمانية في كل هلال يعرب.
ما جرى في الفترة الماضية هو عودة التحالف الذي لم يتوقف مذ سايكس بيكو بين مصر محمد على و ما تلاها وبين اسرائيل. في 1956 و 1967 ، اسرائيل هي التي هاحمت ومصر هي التي خسرت . لم تكن غزة اطلاقا من اولوياتها لا في زمن عبد الناصر ولا السادات ولا مبارك ولا السيسي. الاستثناء كان في السنة اليتيمة للشعب المصري. سنة مرسي .
في ليبيا و فجأة اليوم طيران غربي يضرب لصالح حفتر و عسكر الجزائر و حزب فرنسا في تونس و السيسي و دول الهزائم في جزيرة العرب.
هناك ايضا الجغرافيا تلعب دورها هناك غربي – جنوبي المتوسط ومنطقة نفوذ دول شمالي المتوسط من فرنسا الى ايطاليا الة اسبانيا في ذاك الزمن الايزابلي الى امريكا.
لا تقوم الدول الا على مفهوم الجغرافيا و التارييخ اسنادا لها.
يا حسرتي على لبنان و على بيروت بلدي لا جغرافيا و لا اسناد تاريخي.لدرجة ان انتخاب “شقفة مفتي” لم يمر الا بموافقات سعودية – مصرية – و سورية. وان كان هذا حالنا، فحال الموارنة من نوع “يا سلام” انتهوا مذ زمان كميل نمر شمعون. أي بعيد قيام اسرائيل. يا حسر تي على بلدي انه وبلا حرب معلنة فانه لا يستطيع تصحيح امتحانات طلابه !! يوزع عليهم إفادات!!!ليس المدرسين فيه سوى مجموعة مهرجين. ما يشفع لهم انهم يشبهوت السياسيين اللبنانيين.
لا احد يمنني بحرية الحكي وانها رسالة لبنان والخ. فهذه مفروضة لا بالوعي و ما شابه، بل بخطوط الحكي ضمن المسموح للمغلوبين على امرهم . وانا منهم.
كل اللبنانيين يتسلون و على حساب جلدهم الذي صار “متمسحا”. انهم الفئة التي لا تعرف او تفهم في الجغرافيا . فيعيشون عابرين للجغرافيا . اي عوالم افتراضية او قل فقاعات هوائية.

السابق
وزير الماني يتهم قطر بتمويل «الدولة الاسلامية» في العراق
التالي
مسؤول بلجيكي يرفع نقاب أميرة قطرية في الشارع