لبنان تحت ضغط الملفات المأزومة… ولا حلول سريعة

كتبت صحيفة “الشرق” تقول : في ظل ظروف إقليمية وداخلية بالغة الصعوبة، بل والخطورة، يحتل لبنان دوراً مميزاً في العجز عن حل أي من الملفات المأزومة، سياسياً واقتصادياً ونقابياً وتربوياً وخدماتياً، ويبقى التخبط سيد المواقف، ولا يظهر في الأفق المنظور، ما يشير الى أية حلول لهذه الملفات العالقة، لا على مستوى انتخاب رئيس جمهورية، ولا على مستوى الحسم النهائي لمسألة الانتخابات النيابية، ولا على مستوى حلول موضوعية للمسألة التربوية، بعد قرار وزير التربية الياس بوصعب، مؤيداً بقرار حكومي، اعتماد الافادات للطلاب… كما لمسألة المياومين في كهرباء لبنان… وذلك على رغم وفرة المساعي والجهود التي تبذل على هذه الخطوط، ولا تجد طريقاً للعبور الى الفرج المرجو، – الذي “يحصن لبنان من خطر التيارات المتطرفة” ومن خطر الازمات الاجتماعية التي تبقى كالنار تحت الرماد… وقد تابع رئيس الحكومة تمام سلام هذه الملفات، لاسيما ملف مياومي الكهرباء وملف العسكريين المخطفين كما والملف الأمني حيث التقى عضو الكونغرس الاميركي داريل عيسى يرافقه السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل وجرى التأكيد على ان “الولايات المتحدة مستعدة للوقوف الى جانب لبنان وتأمين المزيد من المساعدات للقوات المسلحة اللبنانية لدعم سيادة لبنان…”.

سليمان – السنيورة ابو فاعور الرئاسة أولاً

وسط هذه الأجواء فقد شدد الرئيس ميشال سليمان، خلال استقباله رئيس كتلة “المستقبل” فؤاد السنيورة، ووزير الصحة وائل ابو فاعور، على ضرورة ايلاء الاستحقاق الرئاسي كل الجهد لاخراجه من حالة الجمود، “التي تستجدي كل ما يتعارض مع الدستور وترتب على اللبنانيين المزيد من الأضرار السياسية، والأمنية والاقتصادية…”. بدوره لفت الرئيس السنيورة دعوته الى ان “لبنان في حاجة الى رئيس قوي، ويكون لديه القدرة على ان يحظى بالتأييد من مختلف مكون المجتمع… وكشف السنيورة الى أنه “جرى البحث بشكل معمق في هذا الشأن”. مذكراً بأن “كل يوم هو أولوية لانتخاب رئيس… ولقد أصبح واضحاً ان ما هو مطروح الآن مش “ماشي” وبالتالي يجب ان نفكر بعقلانية وانفتاح وبرغبة حقيقية في ايجاد الحل… وبشأن ما يحكى عن التمديد لمجلس النواب، لفت السنيورة الى اننا “نحن الآن نمر بمرحلة مماثلة للتمديد الأول… والأولوية يجب ان تكون لانتخاب رئيس للجمهورية وبالتالي السير في اتجاه الانتخابات النيابية، ولكن الظروف الأمنية تجعل هذا الأمر فيه بعض الصعوبات… بناء على ذلك نكون مضطرين للجوء الى التمديد لمجلس النواب. وفي السياق نفسه قال الوزير ابو فاعور، ان “الأولوية هي لانتخاب رئيس للجمهورية”. لافتاً الى ان “التمديد للمجلس النيابي هو بدافع الخوف من الفراغ الكامل في المؤسسات…”. وعن تحرك النائب وليد جنبلاط وزياراته للقوى السياسية قال ابو فاعور هي بهدف ايجاد الحلول المشتركة التي يمكن ان تؤدي أولاً الى انتخاب رئيس للجمهورية، وثانياً الى عودة الاستقامة الدستورية في كل المؤسسات لافتاً الى ان “هذا الأمر لا يمكن ان يقوم به وليد جنبلاط وحده…”.

تحرك جنبلاط

إلى ذلك واصل جنبلاط جولاته على القيادات السياسية – بعد تريث لفترة واكبت عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت – حيث توجه أمس الى بنشعي حيث التقى النائب سليمان فرنجية مؤكداً أنه “مهما كان التفاوت السياسي هناك محطات مشتركة تبدأ في الحفاظ على سيادة لبنان واستقراره واستقلاله… “مشدداً على “انني لست من يملك الحل…”. وقالت مصادر ان جنبلاط لم يغير “المنطق” الذي قاده لزيارة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله ولزيارة النائب العماد ميشال عون، وان أسئلته وهواجسه هي نفسها…

مبادرة حرب: لانتخاب رئيس بالأكثرية

إلى ذلك، فقد أعلن وزير الاتصالات بطرس حرب، في مؤتمر صحافي عقده ظهر أمس عن “مبادرة لحل أزمة انتخاب رئيس الجمهورية ولاخراج البلاد من المأزق الدستوري الذي تتخبط فيه، والذي يهدد استمرارية الوطن ووجود الدولة، ووحدة شعبها ومؤسساتها… وقدم الوزير عرضاً مفصلاً لمجريات ما حصل منذ الجلسة الأولى لانتخاب الرئيس في 22 أيار الماضي… وأشار الى القلق على المصير “فالقضية لم تعد تسابقاً على السلطة ومنصب رئاسة الجمهورية… فالقضية أبعد من ذلك بكثير فهي مرتبطة ببقاء الجمهورية او زوالها، وهي مرتبطة باستمرار الدولة سقوطها، وهي مرتبطة بمصائر اللبنانيين وباستمرار دور المسيحيين في الشرق وبميثاقية السلطة في لبنان…” داعياً الى “وجوب ان تتبدل مقاربة موضوع الرئاسة…” فالتادي في تعطيل أحكام الدستور يشكل انقلاباً سياسياً على الدستور وعلى الدولة… ورأى ان محاولة دفع القوى السياسية للاتفاق على رئيس أمر محمود ومشكور، اما ان يفرغ موقع الرئاسة الأولى بسبب عدم الاتفاق ففيه خطورة كبيرة… ليخلص الى أنه “وكما استنتجنا نصاب الثلثين للدورة الأولى… فلنستنتج نصاب الأكثرية المطلقة من أعضاء مجلس النواب في دورات الاقتراع التي تلي الدورة الأولى”. لافتاً الى ان بطريرك الموارنة يؤيد اليوم بحرارة انتخاب الرئيس في الدورة الثانية، وما يليها بنصاب الأكثرية المطلقة… ومتوجهاً الى الرئيس بري بالقول: “ان مشاركتكم وكتلتكم النيابية في جلسة الانتخاب، ومشاركة كتل من مختلف الطوائف تسقط أي حجة بعدم ميثاقية العملية الانتخابية”. داعياً بري الى “الحسم والاقدام”.

الانتخابات النيابية ومأزق الموعد

وسط هذه الأجواء فقد اقتحم ساحة التجاذبات السياسية ملف جديد تمثل في عدم دعوة الهيئات الناخبة قبل 90 يوماً من موعد الانتخابات النيابية (أي أمس) استناداً الى المادة 44 من قانون الانتخاب الساري المفعول، بما يجعل الطعن في الانتخابات أمراً وارداً… وفي هذا، فقد نقلت “المركزية” عن الخبير الدستوري، النائب السابق صلاح حنين قوله “ان الدعوة اذا لم تتم فإن الحكومة تكون أخلت بواجباتها…” مشيراً الى “ان توجيه الدعوة بعد انقضاء المهل مخالف للقانون”. لكنه استطرد موضحاً أنه “يمكن للحكومة ان تعدل في موعد دعوة الهيئات الناخبة او حتى ان تصدر قانون انتخاب جديدا، عبر مرسوم اشتراعي…”. وفي الاطار عينه قال وزير الاعلام رمزي جريج، أنه “ضد التمديد، لأن النواب عندهم وكالة من الشعب لأجل معين، لا يستطيعون ان يتخطوا هذه الوكالة المحددة الأجل”. لافتاً بعد زيارة لمفتي الجمهورية المنتخب الشيخ عبد اللطيف دريان “ان الأمر الملح والملح جداً هو انتخاب رئيس جمهورية جديد…”.

الراعي الى اربيل: الفراغ مخز

من جهته، وإذ يستعد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، مع وفد بطريركي للتوجه غداً الى اربيل لعقد لقاءات مع كبار المسؤولين المدنيين والروحيين في كردستان العراق، فقد شارك أمس في “اللقاء السنوي” الذي تقيمه “رابطة قنوبين للرسالة والتراث”. برعايته في الصرح البطريركي في الديمان، وكانت له كلمة عبر فيها عن أسفه “لأن القيمين على العمل السياسي عندنا، عن قصد او عن جهل، او عن تورط يهدمون كل يوم مقومات هذا البلد، وهذا أمر كبير جداً، وقد مرت خمسة أشهر ولبنان من دون رئيس جمهورية… وهذا أمر مخز جداً لكرامتنا اللبنانية، لأن النواب لم يعقدوا إلا جلسة من دون نصاب”، لافتاً الى “اننا لا يمكن ان نتحمل وصمة العار هذه في حياتنا وكرامتنا مهما كانت الأسباب والاعتبارات…”. وقال: “اليوم هو دور لبنان ولا يمكن العبث به، ولا يمكن للمسؤولين أيضاً العبث فيه… وعلينا ان نحافظ على ثقافتنا ونعمل على بنائها يوماً بعد يوم، لأن مسيحيي لبنان هم مثال دائم لكل مسيحيي الشرق…”. يذكر ان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل قام أمس بزيارة رسمية الى العراق حيث التقى نظيره العراقي وزير الخارجية بالوكالة الدكتور حسين الشهرستاني وتوجه بعدها الى اربيل حيث عقد سلسلة لقاءات مع مسؤولين هناك…

كباش التصحيح ومياومو الكهرباء

في المقلب التربوي، وفي ضوء اعلان وزير التربية الياس بوصعب قرار “اعطاء حاملي وثائق القيد في الامتحانات الرسمية العامة والمهنية افادة تثبت قيدهم في أي من هذه الامتحانات وتبرز الى الجامعات من أجل الانتساب اليها”، أعلن عضو هيئة التنسيق النقابية حنا غريب ان قرار اعطاء الافادات غير تربوي ولا مسؤول، مشيراً الى ضرورة ان تبقى ورقة مقاطعة التصحيح حية لأنهم لا يستطيعون اعطاء افادة كل سنة وصرف هذه الورقة يلغي التعليم الثانوني. وفي انتظار القرار النهائي الذي يرتقب ان يصدر غدا عن الهيئة، بقي الصراع بين المياومين وجباة الاكراء وادارة مؤسسة كهرباء لبنان على أشده. وواصل هؤلاء اضرابهم المفتوح، بمام فيه إقفال أبواب المبنى الرئيسي للمؤسسة في منطقة كورنيش النهر، حيث هدد المياوم علي عاصي بإشعال نفسه بواسطة البنزين، تضامناً مع زميلين أوقفا في صور اثر اشكال مع القوى الأمنية.

السابق
تفاهم على فتح 6 معابر مع غزة
التالي
تحرّك كنسي نحو مسيحيي العراق