جنبلاط: الهوية المذهبيّة لا تحمي الأقلية الدرزية

وجه رئيس ’اللقاء الديمقراطي’ النائب وليد جنبلاط ’مرّة جديدة إلى العرب الموحدين الدروز في سوريا بعد الأحداث التي تشهدها منطقة السويداء، والتي تعكس الأساليب التي يجيد النظام السوري لعبها، وترتكز إلى تأليب المناطق والطوائف والمذاهب على بعضها البعض وإشعال نار الفتنة المتنقلة، بما يتيح له إعادة بسط سيطرته وسطوته الأمنية والسياسية في مواقع مختلفة من سوريا’، معتبراً أنّه “في اللحظة التي يسقط فيها الدروز في الفخ الذي ينصبه النظام ويسيرون في نظرية الأقليات التي روجها ويروجها النظام، يكونون قد تخلوا عن كل تراثهم القومي والوطني والتاريخي في النضال من أجل سوريا عربيّة موحدة تعدديّة متنوعة’.

وقال في موقفه الأسبوعي لجريدة ’الأنباء’الإلكترونية، ’مرّة جديدة، أكرّر أنّ أمام العرب الدروز الإختيار بين الإنتماء المذهبي الضيق والمقيت الذي يستخدمه النظام السوري ويترجمه من خلال عناصر ما يُسمّى الدفاع الوطني في مواجهة أهلهم في حوران وباقي المناطق التي ترمي لإذكاء نار الفتنة، وبين الإنتماء العربي والقومي العريض. فالهوية المذهبيّة لا تحمي الأقلية الدرزية المنتشرة بين لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة وبعض المناطق الأخرى، إنّما وحدها الهوية العربية الجامعة التي تصون هذه الطائفة في إطار محيطها السياسي والجغرافي الطبيعي’.

وأضاف: ’من هنا، فإنّ الدعوة موجهة إلى كل فاعليات ومشايخ الدروز للتحلي بأعلى درجات المسؤوليّة والوعي والعقلانية لبناء تفاهماتٍ وتحقيق مصالحات مع المحيط، لأنّ في هذه السياسة ما هو أجدى من توسل السلاح من النظام الذي يريد إستخدام الدروز وغير الدروز في إطار حربه العبثية، التي أدّت إلى قتل ما يزيد عن مئتي ألف مواطن سوري وتدمير سوريا بأكملها تقريباً، فيما يعيش رأس النظام في برجه العاجي’.

وختم جنبلاط: ’واضحٌ أنّ سياسة إستغلال الطوائف والمذاهب التي إعتمدها النظام لم ترحم حتى الطائفة العلويّة ذاتها، كما سائر الطوائف الأخرى، وقد تكبّدت هذه الطائفة ما يزيد عن أربعين ألف قتيل من الجيش، فضلاً عن الخسائر المدمرة التي لحقت بها جرّاء سياسات النظام في علاقاتها السياسية والإجتماعية مع سائر مكونات المجتمع السوري الذي يعيش أصعب الظروف وأقساها في تاريخه المعاصر’.

السابق
لماذا يعدّ سد الموصل الاخطر في العالم؟
التالي
الفيضانات تودي بحياة 200 شخص في النيبال والهند