‘حزب الله’ والدعاية السوداء: من ‘فيلكا إسرائيل’ الى ‘لواء أحرار السنة’

لم تغب يوما تغريدة من تغريدات “لواء أحرار السنة- بعلبك” عن وسائل إعلام “حزب الله”. كانت دائما تحتل موقعا متقدما من الأهمية، خصوصا متى جاءت لزرع المخاوف لدى المسيحيين ولتهديد الجيش اللبناني.

هذه العناية التي رعى بها “حزب الله” تغريدات الصفحة التي ظهر انتماؤها بتوقيف مشغلّها “الظاهري”، كانت تتوالى وتتزخّم، على الرغم من أن تحليل مضمونها صبّ دائما، في اتجاه ربط هذه التغريدات بمصلحة “حزب الله” والنظام السوري، وعلى الرغم من ظهور أدلة “براءة” تنظيم ” الدولة الإسلامية” منها.

إذن، كان هناك سعي دؤوب لدى “حزب الله” لتضخيم ما يورده هذا الحساب على موقع “تويتر”، لأنه كان يستغله في الدفاع عن قتاله في سوريا، وفي التحريض على فئة لبنانية، وفي دعوة مسيحيي لبنان للإحتماء به، وفي توجيه قرارات قيادة الجيش بعدائية نحو مناطق كثيرة ومن بينها عرسال، وفي اعتبار المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم هدفا لـ”داعش”.

وفجأة، وبعد انكشاف الأمر، لجهة ارتباط حسين الحسين، مشغل الصفحة ” الظاهري”، بحزب الله ، شخصيا وعائليا ومناطقيا، بدأ الحزب عملية ممنهجة لتسخيف الأمر: “عمل صبياني”!

“عمل صبياني”؟

تخيّلوا الأمر بشكل مختلف.

لو كان مشغل هذه الصفحة، عمره 19 سنة وينتمي الى بيئة سياسية ومذهبية وحزبية تتناقض مع توجهات “حزب الله”، ماذا تراه كان قد حصل؟

هل كانت وسائل إعلام حزب الله” غيّبت الموضوع، أم أنها كانت قد أعطته الأولوية، تماما كما كانت تعطي تغريداته التحريضية؟

وهل كانت المنابر التي يقف عليها كل خطباء “حزب الله” يتقدمهم حسن نصرالله، قد غيّبت هذا الموضوع، أم أنها جعلته مادتها الأولى والأخيرة، كما كان قد حصل مع مضمون التغريدات؟

“عمل صبياني”؟

وهل ما يقوله حسن نصرالله عن “داعش” وأعمال “داعش” وتهديدات “داعش” ومخططات “داعش” يختلف بمضمونه الترهيبي عما كانت تشيّع له صفحة حسين الحسين؟

هذا ” العمل الصبياني” ليس جديدا على سلوكيات “حزب الله”، في استعماله المعيب للشبكة العنكبوتية.

أساسا، هو يجند مجموعة شبابية تحت العشرين من عمرها، من أجل “الحرب النفسية الإلكترونية”. ترى هؤلاء، في كل مكان على مواقع التواصل الاجتماعي. يحملون أسماء مستعارة. ينتحلون صفات مذهبية. مهمتهم مهاجمة خصوم “حزب الله”، ومهمتهم تشويه سمعتهم، ومهمتهم الإساءة اليهم.

قبل ” لواء أحرار السنة – بعلبك” كان هناك مدونة إسمها “فيلكا إسرائيل”.

كانت قناة ” المنار” تحديدا، تتولى الترويج لهذه المدونة، التي هدفت الى فبركة روايات عن خصوم “حزب الله” باسم إسرائيل، من أجل تخوين هؤلاء، ومن أجل تشويه سمعتهم.

وبعد انكشاف أمر هذه المدوّنة التي يديرها شخص على ارتباط تام بحزب الله، جرى التخلي بصمت عنها.

مع خروج “عدو” جديد، إسمه “داعش” كانت صفحة “لواء أحرار السنة- بعلبك”. كانت الحاجة هذه المرة ليس لأسرلة الخصوم بل لتدعيشهم.

“عمل صبياني”!

عفوا، هو “عمل شيطاني”، أثبت “حزب الله” قدرة هائلة على ما هو أدهى منه.

بعض المعارضين الإيرانيين ، يجزمون بأن هذه هي مدرسة “الحرس الثوري الإيراني”.

أما بعد، فكل التهاني لعقل من يمكن أن يصدق “حزب الله” الذي يستّر الشيطنات…بالولدنات.

السابق
عون تعرض لكسر وخضع لعملية وصحته جيدة
التالي
هكذا قتل الاعلامي مازن دياب