أبو محجن: ظهر أم لم يظهر ولماذا عاد الحديث عنه الآن؟

مخيم عين الحلوة
في 26 أيلول 2001 أصدرت عصبة الأنصار بزعامة أبو محجن المختفي عن الأنظار بياناً نفت فيه أي صلة تنظيمية بالقاعدة وأكدت على استقلالية قراراتها وأن الصلة بالقاعدة صلة عقائدية ودينية. وعلى الرغم من غياب أبو محجن وعدم معرفة أماكن تواجده، فإن صفاً قيادياً آخر، يترأسه أبو طارق شقيق أبو محجن قاد العصبة خلال الفترة الماضية. وتميزت هذه المجموعة أنها لا تؤمن بالعملية السياسية أو المشاركة في الانتخابات، وتسعى إلى إرساء حكم الله ومحاربة من يؤذي المسلمين.

يضحك أهالي مخيم عين الحلوة من الاخبار التي نشرتها بعض وسائل الإعلام والتي تدور حول ظهور أحمد عبد الكريم السعدي المعروف بأبي محجن في المخيم وتجواله في شوارعه وآخرون شاهدوه برفقة أحمد الأسير أيضاً وتعلق زينب إحدى سكان المخيم بقولها: “ربما كانا ينويان التوجه إلى الكورنيش البحري لتناول العصير”، في إشارة منها إلى أن محجن كان يعمل في محل عصير على الكورنيش البحري قبل أن يتولى إمارة عصبة الأنصار عام 1985، وقد ضمت في صفوفها عدداً من الناشطين الإسلاميين والمطلوبين للقضاء اللبناني. وقد وجهت إلى عصبة الأنصار تهمة اغتيال زعيم الأحباش الشيخ نزار الحلبي عام 1995، كما وجهت أصابع الاتهام إليها بجريمة قتل القضاة الأربعة في صيدا وفي أيلول 2001 جمّد الرئيس الأميركي جورج بوش أرصدتها المالية في الولايات المتحدة الأميركية بعد أن أدرجتها الدولة اللبنانية على لائحة الإرهاب لمنظمة إسلامية متطرفة.

وفي 26 أيلول 2001 أصدرت عصبة الأنصار بزعامة أبو محجن المختفي عن الأنظار بياناً نفت فيه أي صلة تنظيمية بالقاعدة وأكدت على استقلالية قراراتها وأن الصلة بالقاعدة صلة عقائدية ودينية.

وعلى الرغم من غياب أبو محجن وعدم معرفة أماكن تواجده، فإن صفاً قيادياً آخر، يترأسه أبو طارق شقيق أبو محجن قاد العصبة خلال الفترة الماضية. وتميزت هذه المجموعة أنها لا تؤمن بالعملية السياسية أو المشاركة في الانتخابات، وتسعى إلى إرساء حكم الله ومحاربة من يؤذي المسلمين. وتوجد إشارات اشتباه بدور ما للعصبة في العمليات التي تمت ضد قوات اليونيفيل في جنوب لبنان. وكان واضحاً مشاركة عناصرها في الحرب ضد الأميركيين في العراق، وسقط للعصبة عدد من القتلى في العراق. وبعضهم الآخر قاتل هناك ثم عاد إلى مخيم عين الحلوة. وكل ذلك بتسهيلات من أجهزة أمنية إقليمية.

وتلعب عصبة الأنصار دوراً هاماً في حفظ أمن المخيم حالياً، وهي تشكل فريقاً أساسياً فيه، وقد تطورت علاقتها مع الأجهزة الأمنية اللبنانية إلى درجة أنها لعبت دور قوة فصل بين الجيش اللبناني وجند الشام، وعنت هذه الخطوة أن هذه المجموعة وسلاحها الذي طالما أعتبر أنه غير شرعي، اكتسب شرعية ما بموجب هذا الاتفاق.

ويشير أحد المصادر الفلسطينية إلى أن “عصبة الأنصار” يستخدم المجموعات الإسلامية المتطرفة الأخرى في نزاعها مع القوى الأساسية في المخيم.

الآن الوضع الأمني هادئ جداً، يوضح أمين سر تجمع شهداء فلسطين عصام الحلبي الأمر قائلاً: “يبدو أن الوضع في غزة والعدوام المستمر عليها قد أدخل المجموعات المتطرفة في سبات عميق، ونزع أي مبرر للقيام بحوادث أمنية بالإضافة إلى انتشار القوة الأمنية المشتركة في مخيم عين الحلوة.”

لكن لفاطمة إحدى الناشطات رأي آخر تتندر به قائلة:”بعض هذه المجموعات تعمل على القطعة وربما الحوالة المالية لم تصل بعد لانشغال القوى الإقليمية بالوضع في العراق، وهذا ما يسهّل حياتنا في المخيم”.

لكن ناديا ابنة حي الطيري (حيث تتمركز مجموعة بلال بدر) تعزو الأمن إلى سبب آخر، إذا تقول:”بلال الآن مشغولة بخطبته وعقد قرانه، وهذا أحد أسباب الهدوء الأمني في المخيم”.

 

إذا عاد أبو محجن إلى مخيم عين الحلوة أم لم يعد، فإن الوضع الأمني في المخيم يرتبط بشكل وثيق بالوضع العام في لبنان، حيث تجد القوى اللبنانية المختلفة في مخيم عين الحلوة متنفساً لاختناقاتها.

السابق
سيرة حزبية: خطوات أولى متنقلة في النضال العمالي
التالي
148 الف طالب في لبنان نجحوا دون تصحيح