افتتح وزير السياحة ميشال فرعون مهرجانات جزين أمام القصر البلدي، بحضور النائب زياد الاسود، مدير عام التنظيم المدني الياس الطويل، قائمقام جزين هويدا الترك، رئيس اتحاد بلديات جزين خليل حرفوش، ممثل المطران الياس نصار الموسينيور غازي خوري، ممثل المطران ايلي حداد أمين سر المطرانية للروم الكاثوليك الاب سليمان وهبي، رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، منسقي الاحزاب في جزين، فاعليات سياسية ودينية وأمنية وحشد كبير من أبناء جزين ومنطقتها.
بداية دقيقة صمت عن روح شهداء الجيش، ثم أنشد التينور جوني عواد النشيد الوطني، فكلمة لحرفوش قال فيها: “جزين اليوم تشع، جزين اليوم تنبض، جزين تنتفض، جزين تشرق، جزين اليوم تنفض عنها غبار النسيان. لقد بذلنا في السنوات الماضية كل الجهد في اتحاد البلديات لإعادة الإعتبار لمنطقة كانت منسية، فأقمنا المشاريع الإنمائية والسياحية وأصدرنا منشورات سياحية وأطلقنا حملة ترويجية لتسويق المنطقة كمقصد أساسي للسياح اللبنانيين والاجانب، سياحا يتمتعون بطبيعة خلابة وبضيافة مميزة”.
اضاف: “وها نحن اليوم في بلدية جزين – عين مجدلين ننكب على العمل في سبيل التنمية المستدامة من خلال خطة عمل مؤلفة من اربعين مشروعا، هدفها تحويل البلدة الى مدينة نموذجية ليس فقط بالبنى التحتية والمشاريع السياحية بل ايضا ببناء أسس جديدة للمجتمع الجزيني، ركائزه الاخلاق وتقبل الآخر، لا بل التعاون مع الآخر في سبيل المصلحة العامة، وهذا بالرغم من وضع مادي معدم، لا بل تراكم ديون على البلدية منذ سنوات طويلة”.
واشار الى ان “تقبل الآخر لا ينحصر بالبلدة الواحدة او المنطقة الواحدة، بل يتعداه ليشمل محيطنا الجغرافي، فالتواصل والتفاهم مع الجار أساسي لإرساء السلام والطمأنينة، فلجزين رسالة واحدة، رسالة سلام ومحبة لكن ايضا رسالة التعلق بالارض والهوية”.
وقال: “هل تعلمون ان جزين، مخبأ كنوز الفينيقيين كانت من أهم المصايف في لبنان تستقطب سياحا من مصر وفلسطين والمحيط، هل تعلمون ان جزين خرجت كبار الادباء والشعراء والفنانين. ايها الاحباء، سوية سوف نستعيد هذا الدور”.
وتوجه الى وزير السياحة قائلا: “جزين عائدة الى الصدارة ودعمكم لنا في إطلاق الموسم السياحي للمنطقة كان أساسيا، فشكرا لهذا الاهتمام الاستثنائي الذي أبديتموه ونحن لن ننسى ابدا هذه الإلتفاتة السخية”.
وقال: “من يجمعنا اليوم هي السيدة العذراء، سيدة المعبور، لها نقول: لقد حميت جزين في أحلك وأصعب الظروف، أيام القصف والحصار والتهجير، لا تتركينا الآن، ابقي معنا، واكبينا في مسيرة الإنماء، انت الشامخة على صخرة المعبور، انت النقية والطاهرة، سامحينا على كل ما ارتكبناه بحق بعضنا البعض وبحق أرضنا ابقي معنا”.
وشكر حرفوش كل من ساهم في إنجاح هذا المهرجان.
فرعون
بدوره القى الوزير فرعون كلمة قال فيها: “يسعدني ويشرفني ان أكون في مهرجان جزين على أكثر من صعيد، لانني أعتبر هذا النهار يوما استثنائيا في منطقة استثنائية، وأقول لكم ينعاد عليكم بعيد السيدة العذراء وتحميكم وتحمي جزين ولبنان.
عندما نريد تسويق جمال لبنان الطبيعة والانسان، لا يمكننا تسويقها دون ان نسوق جمال الطبيعة والانسان في جزين بالذات. وعندما أطلقنا العنوان بموسم السياحة لهذه السنة لا بد ان نحيي روح الحياة والايمان والتحدي في جزين. ومما لا شك فيه ان الاجتماعات التي عقدت مع رئيس اتحاد بلديات جزين كانت تتمحور حول كيفية إنهاض ونمو السياحة في جزين. وأؤكد لكم كوزير للسياحة اننا سنطلق قريبا الخطة الاستراتيجية للسياحة الريفية في كل لبنان وجزء اساسي منها في جزين لما تتمتع به من معالم سياحية. كما بالنسبة الى الرزنامة المختصة بالاحتفالات والاعياد في جزين والتعاطي الايجابي بين مختلف البلديات. ونتمنى ان يعم هذا النموذج في كل بلديات لبنان”.
اضاف: “في هذه المناسبة، لا بد لنا من العمل للحفاظ على البيئة، وقد شاهدت جمالها من خلال الجولة التي قمت بها في جزين، وكما علمنا اولادنا أضرار التدخين في هذه الفترة من الزمن ولأكثر من 20 سنة، كذلك من الضروري ان ننبه اولادنا الى ضرورة المحافظة على البيئة ولو اخذ ذلك سنوات للتأقلم مع هذه النظرية التي تحافظ على جمال لبنان، خصوصا ان الحفاظ على البيئة هو استثمار وليس كلفة للاجيال الآتية وللسياحة البيئية والدينية ولكل القطاع السياحي الذي ما نزال نعتبره بترول لبنان”.
وحيا فرعون جزين “على تاريخها ودفاعها عن القيم والدستور والحرية، وما نراه اليوم في فلسطين من ديمقراطية دموية وفي سوريا من دكتاتورية وتوتاليرية وتطرف، وفي العراق وليبيا واليمن من تطرف وظلم وظلام، هذه المشاهد تؤدي بنا الى التجنيد في سبيل الديمقراطية والحرية والسيادة والعيش المشترك”.
وفي السياسة، أكد ضرورة انتخاب سريع لرئيس الجمهورية وهي محطة اساسية من أجل تكثيف الحوار للدفاع عن هذه الصيغة ومنع الفيروس الموجود في المنطقة من الدخول الى لبنان.
وأكد “إيماننا بالمؤسسة العسكرية”، وحيا شهداء الجيش الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الدفاع عن لبنان وعن رسالته وصيغته المميزة.
واشار فرعون الى انه وخلال الجولة “مررت على مصنع نبيذ حبيب كرم وهي فرصة لنؤكد ضرورة الحفاظ على الحريات الشخصية المصانة في الدستور والقانون والامن، صحيح اننا لا نريد التشجيع على شرب الكحول او التدخين، كلها تقع ضمن الحريات الشخصية، وبالتالي لا نريد من اي رئيس بلدية الا ان يحترم الحريات العامة في لبنان التي يزيد عمرها عن مئات السنين”.
ثم قدم حرفوش سيفا من الصناعة الجزينية الى الوزير فرعون.
بعدها انطلقت نشاطات المهرجان بلوحات فنية راقصة وإطلاق الأسهم النارية التي أضاءت سماء جزين. بعدها انتقل وزير السياحة للمشاركة في عشاء أقامه له اتحاد بلديات جزين في مطعم الشلال.
