النهار: ماذا بعد تمسك نصرالله بعون مرشحا حصريا؟

اذا كانت تطورات الاسبوع الحالي انتهت ليلا الى كلمة الأمين العام ل” حزب الله ” السيد حسن نصرالله في الذكرى الثامنة لانتهاء حرب تموز 2006 والتي استحوذت الهجمة الداعشية على معظمها من منطلق شرح نصرالله لرؤية الحزب الى هذه الهجمة فان ذلك لم يحجب التفاعلات الداخلية التي بدأ يثيرها التداخل القوي بين استحقاق الانتخابات النيابية وأزمة الفراغ الرئاسي الذي برز في الايام الاخيرة .

تقف أوساط واسعة الاطلاع امام المشهد المتداخل هذا بخشية ملحوظة من طلائع إغراق الوضع الداخلي بمزيد من الارباكات مما يرسم غموضا كبيرا حول المرحلة المقبلة خصوصا في ظل التداعيات التي أثارتها احداث عرسال والتي تقول هذه الاوساط انها أقامت جانبا جانبياً في المشهد الداخلي لكنها لم تحجب جوانب سلبية اخرى تتنامى باطراد . الجانب الإيجابي يتمثل في الاحتواء العسكري والامني والسياسي الذي حصل لهذه الأحداث ولو ان قضية الأسرى العسكريين لدى الجهات الأصولية الارهابية ستبقى العنوان الدائم للتداعيات المفتوحة لهذه الأحداث . والجانب الاخر لهذا المشهد الاحتوائي يتمثل في مبادرتين سعودية واميركية للمضي في تسليح الجيش وتزويده الحاجات الملحة في مواجهته مع الارهاب .
ولكن في المقابل ثمة في المشهد السياسي الداخلي ما يثير الخشية من المرحلة الطالعة لجهة عدم مواءمة الوسط السياسي خطواته ومواقفه وتكييفها مع تحديات هذه المرحلة.

اذ ان المعطيات التي حملتها الايام الاخيرة كما تضيف الاوساط نفسها توحي بتعقيدات واسعة جديدة لا تحمل بشائر حلحلة في الازمة الرئاسية التي يتفق معظم القوى السياسية ان وضع حد لها هو الأولوية التي يجب ان تسبق بت مصير الانتخابات النيابية بالاتفاق على إجرائها أيا تكن الظروف السائدة او التمديد للمجلس النيابي لمدة يتوافق عليها معظم الكتل النيابية .

وما يثير تشاؤم هذه الاوساط سيناريو بدأت ملامحه تتصاعد ولا يجري عبره فتح اي مسرب فلا انتخابات رئاسية ولا توافق على التمديد للمجلس او الانتخابات النيابية بما يشرع الوضع على احتمالات تعميم الفراغ الدستوري بشكل لم يشهد لبنان مثيلا له حتى في عز حقبات الحروب التي تعاقبت عليه.

ولعل ما أدهش هذه الاوساط انه عقب القرار السعودي بإبقاء السفير علي عوض عسيري في بيروت وتعليق مغادرته لبنان للبقاء على مواكبة للتطورات الداخلية الدقيقة وما أوحاه هذا القرار من دلالات في دفع ملف استعجال الانتخابات الرئاسية لا تظهر ملامح واستعدادات داخلية بمستوى خرق هذه الازمة بأسرع وقت وإلا فان الازمة ذاهبة نحو تعقيدات أسوأ بكثير من فترة الأشهر الثلاثة الاولى للفراغ الرئاسي .
وتساءلت في هذا السياق عن الجدوى من طروحات خطرة رمي بها في الساعات الاخيرة من نوع المناداة العلنية بالفيديرالية على لسان النائب السابق أيلي الفرزلي وما اذا كانت تؤشر الى موقف شخصي ام هي طليعة موقف لفريقه السياسي المحسوب على العماد ميشال عون وما اذا كان تاليا هذا الموقف يشكل ضغطا ضمنيا في الطريق الى اعلان شروط الفريق العوني من استحقاقي التمديد والانتخابات الرئاسية بعد حسابات تتصل بمعركة عون الرئاسية .

واتسم موقف السيد نصرالله لناحية الاستحقاق الرئاسي وأمور اخرى مفصلية ببعض المفاجآت التي ادرجتها الاوساط في اطار تصلب في الموقف ان لم يكن تصعيدا .

اذ ان نصرالله عاد الى تثبيت معادلة الجيش والشعب والمقاومة ورفض المطالبات بسحب حزب الله من سوريا وعاد بدوره الى المطالبة بالتفاوض مع النظام السوري حول مسالة اللاجئين السوريين . اما في الموضوع الرئاسي فكانت مفاجأته ان انتقد ما وصفه باللف والدوران معلنا ان ثمة اسما واحدا وعنوانا للحديث معه في هذا الموضوع ملمحا بذلك بوضوح الى العماد ميشال عون كمرشح لا حياد عنه لقوى 8 آذار وناصحا بعدم انتظار تطورات وتسويات خارجية.

السابق
وداعاً (مؤلماً) يا عراق
التالي
الحياة: لوّح السيستاني بالتصعيد فتنحى المالكي