الحزن يسيطر على الايزيديين الذين تركوا أطفالهم..

رغم أن جونو خلف تمكن من اخراج معظم افراد عائلته من العراق الى منطقة تنعم بالسلام النسبي في مخيم للاجئين السوريين، إلا أن مشاعر الحزن والقلق تنتابه بسبب ابنه وابنته اللذين انفصلا عن الاسرة اثناء هروبها، ولا يعرف مصيرهما.

وكان خلف، وهو ايزيدي، قد فر مع ابناء هذه الاقلية من وجه مقاتلي تنظيم ’الدولة الاسلامية’ الذين اقتحموا بلدة سنجار قبل نحو الاسبوعين.
وفر خلف (45 سنة) مع زوجته واطفاله التسعة الى الجبال شمال المدينة خوفا من المتطرفين الاسلاميين الذين يعتبرونهم كفارا.

ولم يتمكن المقاتلون الاكراد الذين كانوا يسيطرون على المدينة من صد مقاتلي ’الدولة الاسلامية’ المسلحين بشكل جيد، وانهارت مقاومتهم ما دفع المدنيين الى الفرار.

وقال خلف ’لقد كانوا يطلقون علينا النار بينما كنا نفر من منزلنا. وعمت الفوضى التامة’.

واضاف ’لقد فقدنا صغيرتي اليفة وابني عماد اثناء فرارنا. ولا اعرف اين هما، ولا اعلم ان كنا سنعثر عليهما مرة اخرى’.

واختبأ خلف وزوجته وابناؤه السبعة لعدة ايام في الجبال، فيما سيطر المقاتلون الاسلاميين على قرى الايزيديين. ورغم نقص الغذاء والماء وحرارة الصيف الشديدة، الا ان الاسرة تابعت هروبها باتجاه الحدود السورية الى الغرب.

وفتحت الغارات الجوية التي شنتها طائرات اميركية طريق الهرب لاسرة خلف وغيرها من الاسر للتوجه الى الحدود حيث كان المقاتلون الاكراد في استقبالهم. ولكن خلف لا يزال يعيش كابوس ذلك اليوم الذي صادف الاحد الثالث من اب.

وقال ’نحن لا نملك سيارة. وكان علينا ان نركض ونصعد جبل سنجار ولم نكن نملك سوى الملابس التي نرتديها. وكان حولنا الكثير من الناس الفارين مثلنا’.

ومعظم الايزيديين الذين فروا الى سوريا عادوا عبر نهر دجلة الى العراق شمالا للانضمام الى مئات الاف النازحين المقيمين في مخيمات مؤقتة في مناطق لا تزال تحت سيطرة الاكراد.

الا ان خلف واسرته قرروا البقاء في سوريا، حيث لجأوا الى مخيم نوروز الذي اقيم اساسا للسوريين الذين شردتهم الحرب الاهلية المستمرة في بلادهم منذ ثلاث سنوات.

وتقدم مجموعة من مجموعات الاغاثة المساعدة للاجئين بالتنسيق مع وحدات ’حماية الشعب الكردي’، وهي مجموعة من المقاتلين الاكراد المتمردين الذين يسيطرون على المنطقة واعلنوا الحكم الذاتي في ثلاث مناطق شمال سوريا.

ولا تشك هادية يوسف التي ترأس الادارة الكردية في المنطقة، ان المقاتلين الاكراد السوريين هم الذين انقذوا الايزيديين.
وتوضح ان الحركة المتمردة ’فتحت جبهة مع مقاتلي الدولة الاسلامية من الجانب السوري من الحدود، وخسرت ثمانية من مقاتليها قبل ان تؤمن طريقا لخروج الايزيديين’.

وتضيف ’حشد الجميع ومن كل القرى المحيطة هنا جهودهم لنقل الاشخاص الذين تمكنوا من الوصول من اسفل الجبل الى هنا، الى منطقة امنة”.
ويوفر المخيم الامن لباقي اسرة خلف، الا ان الحزن والقلق لا يزالان يخيمان على ملامحه.

فهو لا يعلم مكان ابنه البالغ 18 عاما او ابنته البالغة 10 سنوات، وما اذا كانا حيين ام لا، ولا يعرف اين يبحث عنهما.
اما زوجته خوناف فقد اضطرت الى ترك امها الكفيفة وراءها. وتقول ’لم تكن لتستطيع الهروب وقطع هذه الرحلة’.
واشارت الى خد ابنتها رانية (4 سنوات) المصاب وهي تحمل في يدها طفلها الرضيع الذي علا صراخه.

وتقول ’لقد ضربتها سيارة كانت تمر من جانبنا بسرعة اثناء هربنا. الحمد لله انها بخير’.
وقالت الفتاة الصغيرة الحافية التي ترتدي فستانا اخضر انها سارت سبع ساعات متواصلة من قريتها الى الجبال العالية دون مساعدة من احد.
واضافت ’انا خائفة. لا اعرف اين اخي واختي. اريد ان اذهب الى البيت’.

وردا على سؤال حول ما اذا كان يعتقد انه سيعود الى سنجار في يوم من الايام، قال خلف “ربما اكون في مكان امن الان. ولكنني خسرت روحي في هذا الهروب. ساعدونا ارجوكم”.

السابق
انفجار سيارة مفخخة في جنوب سوريا والحصيلة 14 قتيلاً
التالي
روسيا: أوكرانيا تعيق دخول قافلة مساعدات انسانية