لا جديد في موضوع اقرار السلسلة

لا أفق قريبا لحلّ في قضية سلسلة الرتب والرواتب. فالاجتماع الذي جمع رئيسة لجنة التربية النيابية بهية الحريري واعضاء هيئة التنسيق النقابية في حضور وزير التربية الياس بو صعب لم يحمل “اي جديد” وفقا لما قاله نقيب معلمي الخاص نعمة محفوض لـ”النهار”.

وعما اذا كان الواقع الحالي قد يفرض تراجع الهيئة عن المقاطعة اجاب محفوض: “اذا تراجعنا سيبادر المعلمون الى القول لنا اننا لم ننل اي شيء ملموس بعد نضال 3 اعوام”. وعن تفاصيل اللقاء، قال محفوض انه “تميز بتأكيد النائبة الحريري دعمها لحقوق المعلمين وسعيها الدائم لتحديد جلسة لاقرار السلسلة”. وذكرت انها استقبلتهم نيابة عن الرئيس سعد الحريري الذي اضطر للتوجه الى جدة. وشدد محفوض على ان الحريري “اكدت لنا انها ضامنة شخصيا لحقوقنا وهذا موقف الرئيس سعد الحريري”. لكنها لفتت وفقا لمحفوض بأن “تحديد جلسة لاقرار السلسلة ليس عندها بل هو موضوع يتعدّاها ويتعلق بالخلاف الرئاسي والنيابي”.
وعلمت “النهار” ان النائبة الحريري توجهت بعد الاجتماع للقاء وزير المال علي حسن خليل الذي اكد لها ان اي سلفة لن تمر ما لم تقر في مجلس النواب”. من جهة اخرى، صادف محفوض علي حسن خليل في مجلس النواب وتمنى عليه ان يكمل الاجتماعات التي جمعته مع الرئيس فؤاد السنيورة والوزير وائل بو فاعور للبحث في السلسلة والتي توقفت بعد حوادث عرسال.

رفع الصوت مجدداً
وفي اعتصام هيئة التنسيق النقابية امس، غياب للزحف البشري الذي دعا اليه اول من امس رئيس رابطة التعليم الثانوي حنا غريب. وفي النقاط الاساسية للطروحات التي عرضها المتحدثون امس في ساحة رياض الصلح، تذكير من محفوض بمقاطعة التصحيح حتى اقرار السلسلة.
وسجل غريب في كلمة مجموعة مواقف، فطالب بمعاقبة المعتدين على محفوض ومجموعة من اعضاء هيئة التنسيق النقابية امام بوابة وزارة التربية اول من امس، ودعا الى “قيادة نقابية موحدة” و”تحويل الرابطات الى نقابات والهيئة الى اتحاد عام يضم كل النقابات والرابطات المنضوية في هيئة التنسيق”.
وفي ظل انتشار عسكري لقوى الامن الداخلي في محيط المداخل المؤدية الى مجلسي النواب والوزراء، لم يخف النقابيون استغرابهم من الاعداد “الخجولة” للمشاركين التي لم تغزو الساحة كالعادة.
وقبل الموعد المحدد لانطلاق الاعتصام، فاق اعداد العسكريين من جيش وامن داخلي المعتصمين في ساحة رياض الصلح. وابدى محفوض امتعاضه من كثرة العسكريين متوجها الى الصحافيين بالقول: “هذا الكم من العسكريين الذين نجلهم يكون مناسبا في المعركة لا في اعتصام لمربيين…”.
وبعد سلام حار بين الامين العام للحزب الشيوعي الدكتور خالد حدادة والنقابي حنا غريب، بدأ العدد “الخجول” يزداد وسط بعض “الهتافات” من المعتصمين ضد معرقلي السلسلة. لم يسلم رئيس جمعية تجار بيروت نقولا الشماس من هذه الانتقادات التي اتهمته بعرقلة اقرار السلسلة التي يطمح اليها اعضاء هيئة التنسيق.
ودعا امين سر رابطة اساتذة الثانوي نزيه جباوي التلامذة الى الصبر، وقال: “نحن من علمكم وتعب عليكم ولا يمكن ان نترككم”. وبعد انتقاده انتشار العدد الكثيف للعسكريين، اشار محفوض الى انه “خلال الاربعة ايام الاخيرة مورست على هيئة التنسيق النقابية شتى انواع الضغوط من السياسيين، وانتصرت الهيئة”.
واعلن ان “الممارسات البوليسية التي مورست في حق عشرات المعلمين على الهواتف خلال الليل اضافة الى الممارسات الميليشياوية داخل الوزارة، مرفوضة، وهذه ليست وزارة تربية ولم نر مثل هذه الممارسات خلال 30 سنة، وهذا الموضوع يجب وضع حد له”، مؤكدا اننا “مع الدولة، لكن يجب ألا تقف في وجه مواطنيها الصالحين”.
من جهته، اعلن رئيس رابطة موظفي الادارة العامة محمود حيدر “الاستمرار في المعركة حتى اقرار السلسلة”. وشدد على انهم “حاولوا شق صفوفنا على مدار ثلاث سنوات، ولم يعدموا وسيلة الا واستعلموها لضرب وحدتنا، لكننا في كل مرة اكدنا لهم اننا وحدة موحدة وسنبقى حتى اقرار السلسلة لتشمل كل الموظفين في القطاع العام، اضافة الى اقرار صرف رواتب المتعاقدين”.
بدوره، طالب حمود الموسوي عن رابطة التعليم الاساسي بأخذ المبادرة واقرار حقوق المواطنين في السلسلة، واستفادة المتقاعدين والمتعاقدين والاجراء والمياومين بالساعة بنسبة الزيادة نفسها والتي تصيب الداخلين في الملاك. وتوجه الى النواب بالقول: “عليكم بالتشريع في مجلس النواب وانهاء المهزلة”، محذرا المسؤولين “مما يفعلون عن قصد او عن غير قصد”.
وتحدث عصام عزام باسم رابطة المتقاعدين، سائلا: من المسؤول عما يحدث غير الوزراء والنواب؟ أليس معيبا ان يصلوا بالبلد الى هنا؟. وقال: “قريبا سيعقدون جلسة خاصة للتمديد للمجلس. لو ان النواب الذين يمددون لانفسهم يدفعون تكلفة هذا التمديد لسددنا بها السلسلة”.
اما غريب فانتقد بعض العناصر الامنية الذين ارتكبوا اول من امس اساءة واعتداء على نقيب المعلمين نعمة محفوض والزملاء قادتنا النقابيين، قائلا لهم: “وحياة الدموع اللي نزلت من عيونك لن نقبل الا بمعاقبة هذا الذي تجاوز حدوده”.
وبعد رفضه مشروع النائب جورج عدوان، قال غريب: “يريدون ايضا ان يفرضوا علينا ضريبة على القيمة المضافة لتقوم الناس ضدنا وزيادة رسوم الكهرباء التي لا تأتي اساسا، وكل ذلك لحماية حيتان المال وعدم فرض الضرائب عليهم وحماية الفساد والسرقة والنهب. هذه سياستهم ولا يريدون التراجع، لذا يريدون ضرب هيئة التنسيق”.
وختم: “اتوا الى موضوع الافادات لتأليب التلامذة والاهالي علينا. موقف هيئة التنسيق من الشهادة قالته الهيئة وثبتته بالاتفاق مع وزير التربية، لا افادات مع التمسك بالحقوق”.

السابق
نظرية المؤامرات
التالي
البنتاغون يستبعد تنفيذ عملية اخلاء من جبل سنجار