المالكي وغباء صدام

صدام حسين

كتب عوني الكعكي في “الشرق”:
كلّما تخلصت هذه الأمة من ديكتاتور وقعت على آخر أسوأ منه… وفي هذا السياق، وازاء تطورات العراق المتلاحقة، يحضرني عندما ركب صدّام حسين رأسه واجتاح الكويت، طالبه العالم أجمع بأن يخرج… فينسحب تاركاً الكويت الآمن في أمنه، موفراً على العراق مأساة جديدة. ولكن صدّام رفض… وكان ما كان من مسلسل مآسٍ لم تنتهِ تداعياته بعد حتى اليوم! يومها قرّر صدّام أن يحارب الولايات المتحدة الأميركية قبل أن يلقى مصيره وقد اكتشفنا في أي جحر اختبأ؟ اليوم وكأنّ التاريخ يكرر نفسه مع هذا الديكتاتور الصغير رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي ما إن وصل الى السلطة بسبب علاقته بإيران، كونه أحسن من أطاع أوامر قاسم سليماني… حتى توهّم أنّه صار بطلاً. مدّدوا له المرة الأولى لولاية ثانية… فصار يريد أن يمتلك كرسي رئاسة الوزارة وكأنها إرث تناهى إليه عن أبيه وجدّه! ونسي المالكي أو تناسى أنّه لا يحق له الترشح لأكثر من مرتين متتاليتين بموجب المنطق الديموقراطي. ولكن لا المالكي ولا سليماني يتنسّمان رائحة الديموقراطية، اذ انّهما صنيعة الديكتاتورية… فبأي حق يطمح لأن يبقى رئيساً للوزراء لولاية ثالثة؟ الأكراد ضدّه. السُنّة ضدّه. الشيعة العرب جميعهم يكرهونه… ولم يبقَ معه سوى الإيراني!.. وحتى الإيراني ضاق به ذرعاً وتخلّى عنه أخيراً… وبارك لخليفته المكلّف.. واضح أنّ الكثيرين لا يعتبرون بعِبر التاريخ… حتى ولو كان قريباً لم يمضِ عليه إلاّ سنوات معدودة!

السابق
لماذا الإصرارعلى 12 ميل بحري؟
التالي
نهاية المالكي درس للأسد والمنطقة