جنبلاط: الاستفادة من تجربة حرب تموز يفترض أن تبقى ماثلة أمامنا

أدلى رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، لمناسبة ذكرى حرب تموز، بالتصريح الآتي:

“أيا كانت الظروف والأحداث التي تشهدها المنطقة العربية من فوضى وانهيار حدود وتلاشي كيانات وصعود تيارات متشددة وسقوط إتفاقيات تاريخية، فإن ذلك يفترض ألا ينسينا الصراع المركزي مع العدو الأساسي، أي إسرائيل التي إغتصبت أرض فلسطين منذ ما يقارب قرنا من الزمن، وهجرت الفلسطينيين من أرضهم واستوطنت بيوتهم بعدما ارتكبت بحقهم عشرات المجازر وجرائم الحرب التي لم يقف المجتمع الدولي يوما لردعها ووضع حد لها ومحاسبة مرتكبيها رغم مخالفتها كل المواثيق والقوانين الدولية.

وأيا كانت الظروف الداخلية والانقسامات اللبنانية المستمرة حيال القضايا الكبرى والصغرى، فإن الاستفادة من تجربة حرب تموز يفترض أن تبقى ماثلة أمامنا، بحيث تكامل آنذاك الاحتضان الوطني العارم لأبناء الجنوب الصامد مع تضحيات المقاومة الوطنية والاسلامية من خلال عشرات الشهداء الذين قدموا حياتهم في سبيل الدفاع عن لبنان وسيادته في مواجهة العدوان الاسرائيلي، بالاضافة إلى المئات من الأبرياء الذين إصطادتهم إسرائيل بدم بارد، كما في كل إعتداءاتها السابقة في لبنان وفلسطين، دون أن تميز بين الأطفال والنساء والشيوخ.

ولا بد من التذكير أيضا بالعديد من المحطات النضالية التراكمية في المقاومة التي إنطلقت مع الحركة الوطنية اللبنانية وقوى الثورة الفلسطينية في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة بعد ما سمي “عملية الليطاني” سنة 1978 ثم في حصار بيروت أثناء الاجتياح سنة 1982 والبطولات التي سُطرت في العاصمة وصيدا والجبل والاقليم والضاحية والجنوب، وفي قانا الأولى وقانا الثانية، والعشرات من البلدات والقرى اللبنانية حيث كانت نضالات المقاومين تبني على منجزات من سبقها في هذا المجال وصولا إلى إنجاز التحرير التاريخي سنة 2000 مع الانسحاب الاسرائيلي دون قيد أو شرط.

ستبقى فلسطين هي القضية المركزية، رغم عدم الاكتراث العربي شبه الكامل والتخاذل الدولي الشامل بإستثناء مواقف محدودة من بينها الموقف الشجاع لرئيسة البرازيل إزاء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة. لذلك، فإن الحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية من الأولويات التي تعلو فوق كل الاعتبارات الأخرى بهدف توحيد الرؤية حيال هذا الصراع التاريخي المستمر منذ عقود. وها هي حركة “حماس” تتلاقى مع الشعار الأساسي الذي رفعه رمز النضال الوطني الفلسطيني ياسر عرفات أي الكفاح المسلح لتحرير فلسطين.

لقد سبق لكمال جنبلاط أن قال: “من ليس على صدورهم قميص سوف يُحررون هذا العالم”، وهذا هو شأن الشعب الفلسطيني المناضل. لذلك، تحية إلى المناضلين من المقاومة الوطنية والاسلامية في لبنان في ذكرى إنتصار تموز 2006، وتحية إلى المقاومة الفلسطينية التي، رغم الحصار العربي والدولي، تقوم من تحت الركام والدمار لتواصل النضال في مواجهة عدو يمارس الارهاب المنظم وينفذ المجازر والقتل دون حسيب أو رقيب”.

السابق
كيف وزع الحريري المليار دولار؟
التالي
ميقاتي: استمرار اللقاءات يمكن أن يثمر قريبا في الملف الرئاسي