تفاصيل الاتصالات الأميركية – الإيرانية التي أفضت إلى التوافق على العبادي

هل يؤدي الاتفاق إلى انفراجات في العراق ولبنان ومكافحة «الإرهاب»؟
مصادر أميركية: الحكومة العراقية المقبلة ستعيد إلى السنّة دورهم الأساسي … وستمد «الصحوات» بالمال والسلاح وقال أوباما انه «تعهد» دعم العبادي، ورئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري، وغمز الرئيس الاميركي من قناة رئيس الحكومة السابق، بعد انباء عن نية القوات الأمنية الموالية له بتنفيذ انقلاب عسكري، وقال: «أحضّ كل قادة العراق السياسيين على العمل بسلم وضمن إطار العملية السياسية في الأيام المقبلة».
ورغم ان واشنطن تصبح في هذا الشهر مدينة اشباح بسبب العطلة الصيفية السنوية للكونغرس والحكومة، الا ان الكادر الصغير المتبقي في واشنطن عاش ساعات عصيبة على وقع انباء قيام قوات المالكي بتنفيذ انتشار مكثف داخل المنطقة الخضراء في بغداد، في خطوة عدها الكثيرون بمثابة محاولة انقلاب عسكري.
وكانت تقارير سابقة تواترت الى العاصمة الأميركية مفادها ان المالكي عمد إلى اقحام أكثر من 200 من المسلحين المؤيدين له، بثياب أمنية، الى داخل قاعة البرلمان المخصصة للنواب فيما كان يبدو عملية لإرهاب معارضي فوزه بولاية ثالثة.
وتقول المصادر الأميركية ان أوباما، الذي يمضي عطلته الصيفية مع عائلته، طلب من فريقه ابقائه على اطلاع دوري حول الاحداث والتطورات في بغداد.
وروت مصادر أميركية لـ«الراي» ان نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون العراق وإيران برت ماكغيرك، والسفير الأميركي في العراق بوب بيكروفت، كانا على اتصال، عبر قنوات عراقية، بقائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني» الجنرال قاسم سليماني، الذي زار بغداد.
والقناة العراقية تضاف الى قنوات المفاوضات المباشرة بين الاميركيين والإيرانيين في جنيف، مطلع الأسبوع، والتي تطرقت الى غالبية ملفات المنطقة، بما فيها العراق.
وتقول المصادر الأميركية ان اتفاقا حاسما انعقد في بيت كبير نواب «كتلة دولة القانون» حسين الشهرستاني بحضور العبادي، وهادي العامري، وخضير الخزاعي، وسليماني. في ذلك اللقاء، توصل المجتمعون الى قرار ترشيح العبادي، الذي يحوز موافقة أميركية، لرئاسة الحكومة.
أوباما نفسه المح الى التعاون الجاري مع طهران في العراق بقوله: «نحن مستعدون للعمل مع دول أخرى في المنطقة للتعامل مع الازمة الإنسانية وتحديات مكافحة الإرهاب في العراق».
وترافق الاتفاق الدولي – الإقليمي – العراقي حول تسمية العبادي رئيسا لمجلس الوزراء مع رسم التحالف الراعي للخطوط العريضة لسياسات الحكومة العراقية المقبلة.
وتقول المصادر الأميركية انه «صار مفهوما لدى الجميع ان الحكومة المقبلة ستستعيد كل الأدوار التي أناطها المالكي بما اسماه مكتب القائد العام» للقوات المسلحة. كما صار مفهوما ان الحكومة العراقية المقبلة «ستعيد الى السنة دورهم الأساسي، بما في ذلك في الوزارات السيادية والأمنية والقوات المسلحة»، وان شخصيات سنية من داخل البرلمان، وأخرى قبلية وعشائرية، ستنضم الى الحكومة الجديدة.
كما يبدو ان الاتفاق حول العبادي يتضمن إعادة احياء «قوات الصحوات» المشكلة في غالبيتها من عشائر سنية، ومدها بالمال والسلاح. كما يتضمن الاتفاق تعاون الجيش العراقي مع قوات العشائر لإعادة المناطق التي خسرتها الحكومة الفيديرالية لمصلحة تنظيم «الدولة الإسلامية» في يونيو الماضي.
الى أي مدى يذهب التعاون الأميركي – الإيراني في العراق، وما هي الانفراجات التي سيؤدي اليها هو ما يراقبه كثيرون، وخصوصا من معارضي أوباما في واشنطن، عن كثب.
أوباما ومساعدوه يعتقدون انه يمكن للاتفاق مع إيران ان يؤدي الى انفراجات في العراق ولبنان، وان يساهم في مكافحة الإرهاب في المنطقة، والأهم من ذلك، يمكن ان تساهم الاتفاقات حول ملفات إقليمية بين واشنطن وطهران الى تعزيز الثقة بينهما، حسب مصادر أوباما، للتوصل الى اتفاقية نووية نهائية تتوج هذا التعاون وتنتقل بالبلدين الى مرحلة جديدة من العلاقة بينهما، والتي تعيش في أزمة منذ أكثر من ثلاثة عقود.

السابق
وداعاً.. موسى طيبا
التالي
راقصات تعري يواجهن كاهنا