روبن ويليامز: الكوميديا هي تمثيل التفاؤل

روبن وليامز
عانى روبن وليامز، كتلميذ في المدرسة، من استقواء التلامذة الآخرين عليه. كانوا يضايقونه بسبب وزنه الزائد، وغالباً ما كان يلعب وحيداً حتّى في منزله الخاص ليهرب من التعليقات السلبية، ويتفادى منتقديه. في نهاية الأمر، اكتشف وليامز طيقة مجدية ليكسب احترام وحب الأصدقاء: أن يُضحك الأولاد الآخرين. كأنّ هذه الرغبة بالإضحاك أتت منذ البداية كتعويض، تعويض لا نعرف إن كان يكفي فعلاً، أو يؤذي كون اجعل الآخر يضحك يصبح شرطاً للقبول.

عانى روبن وليامز، كتلميذ في المدرسة، من استقواء التلامذة الآخرين عليه. كانوا يضايقونه بسبب وزنه الزائد، وغالباً ما كان يلعب وحيداً حتّى في منزله الخاص ليهرب من التعليقات السلبية، ويتفادى منتقديه. في نهاية الأمر، اكتشف وليامز طيقة مجدية ليكسب احترام وحب الأصدقاء: أن يُضحك الأولاد الآخرين. كأنّ هذه الرغبة بالإضحاك أتت منذ البداية كتعويض، تعويض لا نعرف إن كان يكفي فعلاً، أو يؤذي كون اجعل الآخر يضحك يصبح شرطاً للقبول.

استيقظ العالم اليوم مصدوماً بخبر انتحار الممثل الكوميدي والقريب من القلب روبن ويليامز. إنّه الرجل الّذي رسم البسمة على قلوب الملايين، أمتع الجمهور، تفاعل معه وغاب هكذا فجأة، من دون أن نعرف ما رواء تلك الضحكات. إنّه المهرّج دوماً الّذي ينتهي بخلع القناع. لول كان فعلاً راضياً، ما حاجته إلى كل هذا الهزل؟
كانت منذ فترة فنانة كوميدية تتحدّث عبر إحدى شاشات التلفزيون عن تجربتها مع الاكتئاب. بإسهاب، شرحت حالة نفسية مرت فيها ولكنها قالت إنّ ذلك لن يثنيها عن الكوميديا. ممثلون وفنانون وكوميديون كثر انتهوا منتحرين، لم تكن ربما ضحكاتهم حبّاً للحياة على قدر ما كانت هرباً منها. لا شيء يثير الغرابة. ماذا نفعل لمقاومة الموت غير الضحك عالياً؟
ويليامز قرّر بشجاعة إنهاء حياته بعد معركة طويلة من الاكتئاب. صراعه السابق مع الإدمان على المخدرات لم يردِه. كانت الضربة القاضية، الضربة الأخيرة، ما لا يمكن توقعه. لقد قفز المهرج فوق الحواجز. عند اقترابه من خط النهاية، تعثّر. وقع أرضاً. تجاوز اختبارات الحياة لا يعكس بالضرورة تحصيناً مستقبلياً ضد الحزن. ربما، على العكس، تستنفذ قوانا قبل الامتحان الأخير.
ويليامز، “صائد النوايا الحسنة” البالغ 63 من العمر، وُجد منتحرًا بالخنق، فى منزله شمالى سان فرانسيسكو، إثر تأثره بأزمة اكتئاب حاد فى الآونة الأخيرة، فيما قررت السلطات بسان فرانسيسكو تشريح الجثة، اليوم الثلاثاء، للتأكد من سبب الوفاة.
كان آخر ما كتبه لابنته زيلدا التي أتمت 25 عامًا، في الأول من آب، ناشراً صورة له معها عندما كانت صغيرة وعلّق عليها قائلاً:”عيد ميلاد سعيد آنسة زيلدا. اليوم يكتمل ربع قرن من عمرك، لكنك ستظلين طفلتي، أحبك”.
ولد ويليامز، والفائز بجائزة الأوسكار والسوبرنوفا، لأب من أصول أيرلندية إنجليزية، وأم من أصول فرنسية عملت عارضة أزياء، فى شيكاغو 1951، ودرس المسرح فى مدرسة جوليارد قبل انتقاله إلى النوادى الليلية؛ ليقدم بعدها أعمالاً تليفزيونية وسينمائية عالمية، ليشتهر بالارتجال وإيفيهاته الهزلية، خاصة فى فيلم “صيد النوايا الحسنة” 1997، الذى حصل عنه على جائزة أوسكار لأفضل ممثل مساعد.
وليامز عانى، كتلميذ في المدرسة، من استقواء التلامذة الآخرين عليه. كانوا يضايقونه بسبب وزنه الزائد، وغالباً ما كان يلعب وحيداً حتّى في منزله الخاص ليهرب من التعليقات السلبية، ويتفادى منتقديه. في نهاية الأمر، اكتشف وليامز طيقة مجدية ليكسب احترام وحب الأصدقاء: أن يُضحك الأولاد الآخرين. كأنّ هذه الرغبة بالإضحاك أتت منذ البداية كتعويض، تعويض لا نعرف إن كان يكفي فعلاً، أو يؤذي كون اجعل الآخر يضحك يصبح شرطاً للقبول.
حتّى إدمانه لم ينجح في تشكيل منفذ له، اكتشف بعد فترة أنّه قام بأمور “مشينة ومقرفة” أثناء حقبة إدمانه، أمور يخجل منها، ومن الصعب أن يشفى منها، على حد تعبيره. كان بارزاً أيضاً دائماً الجانب الأنثوي في ويليامز، الّذي اشتهر بأقواله المناصرة للمرأة.
اختار ويليامز في نهاية المطاف أن يكتب السيناريو الخاص به، أن يمسك زمام الأمور. أخبرنا سابقاً أنّ “الكوميديا هي فن تمثيل التفاؤا”، لكننا لم نقرأ ما بين سطوره. عرفناه ممثلاً، واليوم نبحث عن الإنسان الذي لم نعرفه فيه!

السابق
كهرباء لبنان: استمرار إقفال المؤسسة سيؤدي الى خلل في تأمين التيار
التالي
الملاكم فرانك مالوني يتحول الى امرأة