هل تتحول جلسة الانتخاب العاشرة الى طاولة حوار غير رسمي؟

عشية الموعد العاشر لجلسة انتخاب رئيس جمهورية غدا تسارعت وتيرة اللقاءات والاتصالات بين القيادات السياسية من اجل احداث خرق في الازمة، ان لم ينتج توافقا وفق المتوقع على هوية الرئيس، يغير اقله في تفاصيل السيناريو المتبع على مدى الجلسات الثماني السابقة لجهة الفتور والبرودة في التعاطي مع الدعوة بعدما لم يتخط عدد النواب الحاضرين الى ساحة النجمة في الجلسة الاخيرة الخمسين نائبا.

ولعل العنصر الكفيل باحداث هذا التغيير يتمثل في ان الجلسة العاشرة ستشهد مفارقة مهمة تتمثل في امكان مشاركة الرئيس سعد الحريري العائد الى بيروت بعد ثلاث سنوات غياب فيها خصوصا ان عودته شكلت نقطة تحول اساسي في المشهد السياسي الداخلي، اذ بدأ فور عودته بترميم جسور التواصل مع القوى السياسية ومد خطوط شبكة التعاون التي كانت مهدت لها اللقاءات بين مسؤولي وقادة المستقبل مع التيار الوطني الحر وحركة امل.

واستنادا الى هذا الواقع، توقعت اوساط سياسية متابعة ان تشكل جلسة اغد في ما لو قرر الحريري التوجه الى المجلس النيابي، على رغم المحاذير الامنية، مناسبة لعقد طاولة حوار غير رسمية في البرلمان تكرس احياء التواصل السياسي بين الاطراف ومناقشة الازمات وكيفية العمل على ارساء الحلول لها، بعدما شكل مجمل هذه الملفات مدار بحث في لقاء الحريري المطول امس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وسط تكتم شديد على المداولات والتعتيم المتعمد لما آلت اليه نتائج النقاش على مختلف المستويات، علما ان ما رشح من معلومات على ندرتها اشار الى ان كل الملفات والازمات حضرت بين الرجلين سياسيا وامنيا وحتى اقتصاديا من ضمن عرض عام انطلق من هاجس لدى الجانبين حول الوضع العام وضرورة مد الجسور الكفيلة بالوصول الى نقطة التوافق على رئيس جمهورية يضع حدا للشغور الرئاسي وتداعياته البالغة السلبية منذ نحو شهرين ونصف الشهر والقلق من الشلل الذي يصيب المؤسسات الدستورية لا سيما المجلس النيابي وفق ما عبر عنه صراحة الرئيس بري.

واوضحت الاوساط ان الحريري اكد ان انجاز الاستحقاق الرئاسي يشكل مدخلا اساسيا لحل سائر الازمات مكررا مواقفه المعهودة لجهة ان لا اسماء محددة ولا مرشحين ولا فيتو على اي شخصية وان مهمة الاختيار تقع على عاتق القيادات المسيحية الواجب ان تتحرك لايجاد المخرج والتوافق على الرئيس على ان تساندها القيادات المسلمة من دون ان تؤثر في قرارها.

وكشفت الاوساط لـ”المركزية” عن لقاء سيعقد خلال ساعات بين الحريري ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط الذي كان بدأ حراكا في اطار مبادرة حل قادته نحو الرابية ومقار سياسية اخرى حيث يجري الرجلان جردة حساب للاوضاع العامة ويناقشان الحلول المتوقعة للازمات خصوصا ان جنبلاط استطلع في زيارته للنائب ميشال عون ما لديه من معطيات في هذا الشأن.

ومع ان اوساط الرئيس الحريري اشارت الى ان لا موعد محددا في اجندته للقاء العماد عون، فان مصادر مراقبة اعتبرت ان اي لقاء من هذا النوع قد يشكل محطة اساسية في سياق الازمة الرئاسية على رغم ان زوار الرابية ما زالوا يؤكدون حتى الساعة ان زعيم التيار الوطني الحر ما زال في المربع الاول ويتمسك بما يعتبره حقا له في الوصول الى سدة الرئاسة ويعتبر ان حظوظه ارتفعت في ظل التطورات في المنطقة والاضطهاد الذي يتعرض له مسيحيو الشرق ويوجب وصول رئيس مسيحي قوي يشكل السند لهم. ويضيف هؤلاء بأن عون يعتبر نفسه الاكثر قدرة في الوقت الحاضر بين القادة المسيحيين على التواصل مع كل فئات المجتمع اللبناني ويتمتع بشبكة علاقات واسعة وهو ليس في وارد اعادة تكرار سيناريو التسوية الرئاسية عام 2008.

اما المحطة الثانية في سياق معالجة الازمة فتعتبرها المصادر السياسية المراقبة في بكركي عبر اجتماع الرئيس الحريري مع البطريرك الماروني الذي تتجه الانظار الى دوره المحوري في هذا الاستحقاق خصوصا في ضوء تسريب معلومات عن خطوات قد يقوم بها قريبا من بينها امكان دعوة الفاعليات المسيحية من نقابية ومجتمع مدني لتشكيل عنصر ضغط على القوى السياسية لحملها على تعبيد طريق الرئاسة، الا ان ايا من هذه الخطوات لم يتأكد بعد لأن البطريرك ما زال في طور دراسة خياراته والاستماع الى ما لدى زواره من اقتراحات في هذا الخصوص.

وختمت بالتأكيد ان عودة الحريري على بالغ اهميتها، فإنها لن تكون عصاً سحرية تكفل حل كل الازمات دفعة واحدة وفق ما رأى البعض وان الحريري لا يحمل في جيبه اسم رئيس البلاد العتيد حسبما يعتبر المتفائلون بالحلول الوشيكة.

السابق
رئيس وزراء العراق حيدر العبادي: والدته لبنانية من آل الحرّ
التالي
لا جديـد اقليميـاً يدفع لمـلء الشـغور قبل تشــرين