هل استشهد الحريري ليسمحوا لسعد بالحكم بهذا الحجم؟

سعد الحريري

كتبت “الديار” تقول : هل تمّ اغتيال الشهيد رفيق الحريري ليسمحوا بان يحكم الرئيس سعد الحريري في لبنان بهذا الحجم وهذه القوة، ام اغتالوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري لانهاء زعامة عائلة الحريري كلياً واغلاق دارها؟

حجم الشهيد رفيق الحريري كان كبيراً فتم استهدافه لازالته من الساحة. وليحمِ الله الرئيس سعد الحريري، لكنه في وضع خطر لانه بات يؤدي الدور ذاته الذي اداه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا الدور ممنوع اقليمياً في ظل الصراع الحاصل في المنطقة، سواء كان سنياً – شيعياً ام كان صراعاً مع التكفيريين والاصوليين الذين لا يناسبهم ابداً زعيم اعتدال بحجم الرئيس سعد الحريري.

والتضخيم المرافق لعودة الرئيس سعد الحريري من الخارج وهو الزعيم الاقوى في الطائفة السنية و”تيار المستقبل” ورئيس اكبر كتلة نيابية، يشكل ضرراً وخطراً على الرئيس سعد الحريري.

وكان وجوده في الخارج يشكل فراغاً في الحياة السياسية اللبنانية، حتى ان اللعبة التي جرت ضده كانت سيئة، اذ وضعوا امامه بند شهود الزور لتعطيل كل جلسة لمجلس الوزراء يرأسها. وعند استقالة الحكومة ومجيء الرئيس ميقاتي، زال بند شهود الزور ولم يعد احد يتكلم به، وظهر ذلك كأكبر عرقلة للرئيس سعد الحريري.

غياب الرئيس سعد الحريري دام اكثر من 3 سنوات وكان الترحيب وكانت الرغبة كبيرة في ان يعود، ولكن السؤال الخطير هو: هل تم اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كي يأتي بعده نجله سعد الحريري ويحكم بهذا الحجم، آتياً من السعودية مع مليار دولار ليوزعها على الاجهزة الامنية؟

ولم يعد يظهر للرئيس تمام سلام حجم رئيس حكومة، اضافة الى ان الرئيس سعد الحريري بات يحضر اجتماعات امنية – سياسية ويقوم بتوزيع المليار دولار التي قدمتها السعودية عبر سعد الحريري.

نحن نريد السلام الكامل لسعد الحريري، ونحن نريد الا يغيب يوماً عن لبنان ويسافر، لان غيابه كان ضرراً كبيراً على لبنان وحضوره هو خير للبنان.

لكن السؤال يبقى: هل تمّ اغتيال الرئيس رفيق الحريري كي تستمر زعامة عائلة الحريري عبر سعد الحريري بهذ الحجم ولو انه زعيم الاعتدال السني ام ان اغتيال الشهيد رفيق الحريري لهو دلالة على انه في الصراع الاقليمي غير مسموح ان تلعب شخصية سنية كبيرة حجماً كبيراً في صراع دول المنطقة من حدود الكويت الى حدود فلسطين الى حدود مصر وليبيا.

وجاءت الصدفة مع انتخاب مفتي الجمهورية بعد عودة الحريري بيوم، ومعروف الخلاف مع المفتي محمد رشيد قباني، ليظهر ان الحسم في دار الفتوى قد تم فور عودة الحريري. ثم ان الرئيس تمام سلام شبه متنازل عن رئاسة الحكومة لسعد الحريري في الاجتماعات الحاصلة رسمياً وحزبياً وسياسياً.

اما اجتماع سفراء الدول الخمس الكبرى مع رئيس سعد الحريري فقد اعطى انطباعاًَ بان رجل الدولة المسؤول الاول في البلاد هو سعد الحريري، وكل هذا التضخيم لعودة الحريري الى لبنان ومنه انه سيفتح قصر بعبدا وينتخب رئيساً للجمهورية الى تضخيم آخر في عدة مجالات كلها تضرّ بالرئيس سعد الحريري وتضعه في دائرة الخطر الكبير لان الخطر يأتي من حجم الدور وليس من ايّ شيء آخر.

 

السابق
’الذمّية’… كيف بدأت ولماذا انتهت؟
التالي
كلينتون: اوباما ترك في سوريا ’فراغا ملأوه الجهاديون’