قمع وديمقراطية تحت سقف واحد في دار الفتوى

بعد إنتهاء أعضاء دار الفتوى من ممارسة حقهم في انتخاب مفتي جديد للجمهورية خلفا للمفتي محمد رشيد قباني، كان يمارس على باب القاعة المجتمعين فيها أبشع انواع القمع بحق الصحافيين الآتين لتغطية العملية الديمقراطية. "جنوبية" سألت الزميل عبد الرحمن عرابي عمّا جرى، ولماذا ضربه حرس رئاسة الحكومة، وأجاب بشفافية.

بعد انتهاء أعضاء دار الفتوى من ممارسة حقهم في انتخاب مفتي جديد للجمهورية خلفا للمفتي محمد رشيد قباني، بحضور رئيس الحكومة تمام سلام و رؤساء الحكومات السابقين، ونواب وشخصيات سياسية، وأثناء إعلان نجاح العملية الديمقراطية بإعلان فوز المفتي الجديد الشيخ عبد اللطيف دريان، كان يمارس على باب القاعة المجتمعين فيها أبشع انواع القمع بحق الصحفيين الآتين لتغطية العملية الديمقراطية.

الصحافي عبد الرحمن عرابي الذي اعتدي عليه من القوى الأمنية التابعة لرئاسة الحكومة يشرح لجنوبية حقيقة ما جرى معه: “عندما انتهوا من الإنتخابات وإعلان اسم المفتي الجديد، طلب منا نحن الصحافيين، أن ندخل الى قاعة الإجتماع في دار الفتوى، وقفنا على الباب، فطلب منا النقيب أن نرجع قليلا لكي ينظم دخولنا الى القاعة، ما نطرونا لنضهر لوحدنا بصيروا يدفشوا فينا بطريقة همجية، طلعت كاميرتي لصور بيجي نقيب تاني بطلعني لبرا، ولأنوا بيطلبوا مني الكاميرا ما بعطيهن هيي، بيجي النقيب الأول ليفوتني لجوا بوقع على الأرض وما بوعى إلا بالإسعاف، وكل إلى شفنا على تلفزيون ما كنت واعي في”.
ويضيف عرابي: “كل حدا يحمل تلفونوا ليصور ياخدوا منو، ولكن مؤسسة العربي الجديد التي أعمل فيها رفعت دعوى لمحاكمة القوى الأمنية الذين إعتدوا علي، واليوم أدليت بأقوالي في ثكنة الحلو، وسألتزم بالسقف القانوني لكي ليأخذ كل شخص حقه”.

وبعد علم رئيس الحكومة تمام سلام بما حصل أعلن بين صادر عن مكتبه : “المكتب الاعلامي اذ ياسف لهذا الحادث يعلن ان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام طلب من وزير الداخلية نهاد المشنوق باجراء التحقيق اللازم لاعطاء كل ذي حق حقه”.
وأعلن بيان صادر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة: “على الفور بناء لتوجيهات معالي وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، بوشر التحقيق باشراف القضاء المختص لتحديد المسؤوليات وستعلن النتيجة فور الإنتهاء منه”.
أما المكتب الاعلامي في دار الفتوى، في بيان، عن أسفه “لما جرى بين رجال الأمن وبعض الاعلاميين المولجين بتغطية انتخاب مفتي جديد للجمهورية اللبنانية”، كما أسف “لما حصل مع أحد الاعلاميين بضربه من قبل بعض العناصر الأمنية داخل حرم دار الفتوى”، مؤكدا “ان التعرض لأي اعلامي هو أمر مرفوض ومدان مهما كان السبب، باعتبار ان الاعلام هو عصب لبنان”. وشدد على “ان دار الفتوى حريصة على كرامة الجميع ولا ينبغي ان تصل الأمور إلى ما وصلت اليه بين الاعلاميين والأمنيين”..
كما أدانت الحادث كل من: نقابة المحررين استنكرت الاعتداء على الاعلاميين، ونقابة الاعلام المرئي والمسموع، نقابة المصورين..وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالاعتداء على الصحافي عرابي الذي تحولت قضيته الى قضية كل صحافي وناشط .

السابق
خلافا لأخبار كاذبة: كلينتون لم تقل إنّها دعمت داعش
التالي
بالفيديو: الاعتداء على صحافيين في دار الافتاء ..