جنبلاط للانباء: انتصار عرسال باهظ لكنه تاريخي للمؤسسة العسكرية

أدلى رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء” الالكترونية، وقال: “أما وقد ختمت الأحداث التي حصلت في عرسال بانتصار، ولو باهظا، إنما تاريخي للمؤسسة العسكرية، فإنه لا بد من الالتفات بصورة فورية وسريعة لإطلاق أوسع مشروع تنموي لتلك البلدة المناضلة والصامدة، والتي احتصنت الجيش اللبناني، على أن تنفذ تلك الخطط الانمائية لتحقق تحولا نوعيا وليس تجميليا لرفع الغبن عن أهلها الذين يتحملون ليس فقط الأوضاع المعيشية الصعبة، إنما أيضا يهتمون بنحو مئة ألف نازح سوري.
وبما أن الحرب السورية طويلة، وبعدما فشلنا في إقامة مخيمات لإيواء النازحين، فإنه بات ضروريا تكليف أحد الأجهزة الأمنية، سواء جهاز الأمن العام أو أي جهاز آخر، مراقبة النازحين والتدقيق في أوضاعهم والتمييز بين المظلومين منهم، وهم الأغلبية الساحقة، ومن قد تحوم حولهم شبهات ولديهم نيات تنفيذ أعمال تخريبية. وبعد تجربة عرسال، لا بد من إعادة التفكير الجدي في مسألة إقامة المخيمات لما لها من إيجابيات أمنية، فضلا عن كونها تساهم في تنظيم المساعدات لهم”.

وأضاف: “في مجال آخر، ومع تسارع الأحداث السياسية والأمنية، يبدو أن الكثيرين يتناسون النمو المطرد للدين العام، في وقت تغيب بشكل شبه تام أي رؤية إقتصادية إجتماعية، ولا تزال تتعثر العلاجات الأساسية لمكامن الهدر والفساد والترهل الاداري، وتبقى مشكلة الكهرباء تتفاقم رويدا رويدا وتستنزف موارد مالية كبيرة وترفع مستويات العجز بشكل كبير. فهل يمكن تناسي الانهيار المالي الذي حدث في الأرجنتين، ولاحقا في اليونان التي أنقذتها السوق الأوروبية المشتركة؟ فمن ينقذ لبنان في حال تدهور الأوضاع المالية والنقدية بشكل كبير؟”

وتابع: “أما وقد اتخذت الحكومة قرارا مهما بتطويع نحو عشرة آلاف جندي في المؤسسات العسكرية والأمنية المختلفة، فهو قرار مهم على المستوى الأمني، لكنه يتطلب أيضا البحث في سبل تأمين الموارد المالية له، وهي التي أصبحت موضع نقاش عقيم بعد السجال الذي رافق ملف سلسلة الرتب والرواتب. فهل يجوز أن تبقى الأرقام والمؤشرات وجهة نظر لا يمكن البناء عليها لاتخاذ المواقف المناسبة من الملفات المطروحة؟
ثم ما صحة المعلومات التي تم تناقلها عن انسحاب بعض الشركات النفطية الكبرى من المناقصات بسبب التأجيل المتواصل لفض العروض والتلكؤ الذي يشوب هذا الملف، وكأن النفط اللبناني ليس ثروة وطنية إنما ملف للتنافس بين كبار القوم؟ إن النفظ اللبناني ملك الشعب اللبناني، ولا بد من تنقيته من روائح الصفقات التي تحوم حوله قبل إنطلاقه”.

وختم: “حيال الوضع المتأزم في العراق، ومع الاضطهاد المتنامي للمسيحيين والأيزيديين، فإن المطلوب تحرك عاجل لوضع حد لهذه الكارثة، وألا تكون الضربات الجوية الأميركية، المتأخرة جدا، مجرد ضربات تجميلية. إن حماية التنوع في العراق وفي كردستان العراق مسؤولية المجتمع الدولي قاطبة، لذلك، فإن مساعدة إقليم كردستان على تخطي هذه المحنة يفترض أن تتصدر الأولويات. إن وجود الطائفة الأيزيدية في العراق تاريخي، ومر في العديد من العهود الاسلامية، وكذلك هو الوجود المسيحي، فلماذا لا يحافظ على الأقليات في هذا الشرق؟ ها هو المذهب الزردشتي في الجمهورية الاسلامية يعيش بطريقة طبيعية، فلماذا لا يحصل ذلك في بلداننا العربية؟”

السابق
إصابة عنصرين من الكتيبة الماليزية
التالي
استرداد ملالة في عملية للجيش قرب خربة نوح في جرود عرسال