تابع وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب الإجتماعات الإدارية التي رأى أنها ’ضرورية قبل وضع قرار مجلس الوزراء بإصدار الإفادات موضع التنفيذ’، وعقد لهذه الغاية إجتماعات مع مديري الثانويات الرسمية في حضور المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة فادي يرق مدير التعليم الثانوي محي الدين كشلي، رئيس مصلحة التعليم الخاص عماد الأشقر، مدير التعليم الإبتدائي جورج داوود، رئيسة دائرة الإمتحانات جمال بغدادي وعدد من المستشارين.
وأكد بو صعب للمشاركين أن ’هذه الخطوة الإدارية هي ضرورية لمعرفة إمكانات المشاركة بالتصحيح لا سيما وأن هيئة التنسيق النقابية أعربت عن رغبتها بتأجيل التنفيذ إلى يوم غد الثلاثاء لعقد جمعيات عمومية في المدارس’.
وتحدث بو صعب إلى الحضور معتبرا أن ’السلسلة أو عدمها أصبحت تفصيلا لدى السياسيين وليست هدفا يؤثر على السياسيين للبت بها’، مؤكدا أن ’التلامذة أصبحوا ضحيتنا’، ولفت إلى أنه ’إذا كان لدى هيئة التنسيق حل آخر غير الإفادات فليقدموه إلي ولكن مع الأسف ليس هناك من حل’.
اضاف: ’الآن نحن في جو قرار مصيري وقد دعوت اللجان الفاحصة لوضع أسس التصحيح. ونحن بين الإفادة والشهادة نختار طبعا التصحيح. لقد توافقنا مع كل الأحزاب في اجتماع تم تدوين محضره على الحق في السلسلة، وتحدثت مع الرئيس بري الذي أكد لي أن السلسلة بند أول على جدول أي جلسة تشريعية وهذه هي الضمانة الأكبر. وكان موقف المكاتب التربوية موحدا ضد الإفادات، ومجلس الوزراء اعطى الضوء الأخضر لإصدار الإفادات. لقد وصلنا إلى باب مقفل ولا يمكن لأحد أن يتحمل أن لا يعطى التلامذة الفرصة للدخول إلى الجامعات. إن موقف الأساتذة هو مقاطعة التصحيح وسوف أدعو إلى التصحيح الثلاثاء فإذا سارت هذه العملية يكون الوضع هو الأفضل وإذا فشل التصحيح فإن إصدار الإفادات سيبدأ صباح الأربعاء. فالخلاف ليس على السلسلة بل بالسياسة، وأنا أحترم رأي الأساتذة في حال رفضوا التصحيح، لكن النتيجة سوف تكون كارثة من خلال إصدار الإفادات وهو قرار نتحمل مسؤوليته جميعا’.
أعضاء اللجان الفاحصة
ثم اجتمع بو صعب مع أعضاء اللجان الفاحصة وتابع معهم الموضوع، لافتا إلى “اننا يجب أن نتعلم من الجيش اللبناني المعني أيضا بالسلسلة بأنه قام بواجبه في عرسال ووقع له شهداء’، وأكد أن “مطلب السلسلة محق وسيبقى الشغل الشاغل والأساسي لنا. لكن البلد مقفل سياسيا، فلا إنتخاب لرئيس الجمهورية حتى اليوم، ولا أحد يضمن متى يتم التوافق على السلسلة. في السياسة البلد مقفل، والإفادة هي الأسوأ. لكنها أفضل من خسارة سنة دراسية من عمر التلامذة. أما الموقف السياسي في مجلس الوزراء فقد طلب الذهاب نحو الإفادات ولم يعترض أحد. كما أن الرئيس سعد الحريري ليس ضد السلسلة ولكن لا شيء يدل على حل للأمور السياسية العالقة ومن ضمنها السلسلة في القريب المنظور. لذا أدعو إلى الأخذ في الإعتبار وضع البلاد. وأنا أبلغ اللجان قرارا إداريا وهو أننا سنبدأ من صباح غد الثلاثاء وضع أسس التصحيح وهذه الخطوة ضرورية قبل تجرع الكأس المرة بإعطاء الإفادات، ولن يراهن أحد على أن هذا تهويل، فإذا تم التجاوب مع التصحيح يكون خيرا. وفي حال عدم التجاوب سنصدر الإفادات صباح بعد غد الأربعاء. فليلتزم كل منكم ضميره وأنا أحترم خياراتكم’.
الإجتماع مع هيئة التنسيق
ثم إجتمع الوزير بو صعب مع وفد موسع من هيئة التنسيق النقابية بكامل فعالياتها ومكوناتها وتبلغ من الهيئة قرارها بالإجماع القاضي بالإستمرار في مقاطعة التصحيح.
بو صعب
وقال بو صعب للاعلاميين بعد الإجتماع: ’بعد استنفاد جميع الخيارات لإيجاد حل للعام الدراسي وتأمين مصلحة الطلاب، وبعد ساعات طويلة من الحوار مع هيئة التنسيق وزيارة جميع الكتل النيابية والقوى السياسية، وبعد عدم التمكن من الوصول إلى أي حل لهذه المسألة، وبعد إصرار هيئة التنسيق النقابية على موقفها، وحيث أن مستقبل الطلاب مسؤولية وطنية معني بها وزير التربية ولا يمكنه بالتالي تجاهل مصيرهم وأخذ عام كامل من حياتهم ومستقبلهم، وبعد إبلاغي موقف هيئة التنسيق النقابية القاضي بالإستمرار بمقاطعة أسس التصحيح والتصحيح قبل إقرار سلسلة الرتب والرواتب، قررت ما يأتي:
دعوة اللجان الفاحصة إلى وضع أسس التصحيح عند الساعة الثامنة والنصف من صباح غد الثلاثاء لإمتحانات التعليم العام، وعند التاسعة والنصف لإمتحانات التعليم المهني والتقني وفق الجدول الزمني المحدد من جانب المديرين العامين رئيسي اللجان الفاحصة في التعليم العام الأستاذ فادي يرق، وفي التعليم المهني والتقني الأستاذ أحمد دياب. وفي حال إبلاغي منهما عند الثانية عشرة ظهر غد بعدم السير بالتصحيح عندها سيصار إلى وضع القرار المتعلق بمنح الإفادات لجميع المرشحين للشهادات الرسمية موضع التطبيق وقد حظي هذا القرار بموافقة مجلس الوزراء’.
