كيف أصبحت داعش التنظيم الاقوى في سوريا والعراق؟

تمكن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام في اشهر قليلة ليصبح التظيم الاقوى عسكريا والاغنى ماديا في سوريا والعراق. فما هي حقيقة داعش وكيف تمكنت من السيطرة على مناطق وساعة في العراق وسوريا؟

تعد الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) تنظيماً جهادياً يضمّ عناصر من جنسيات مختلفة، يقاتل النظام والمعارضة معا. واهم ما قاموا به مؤخرا هو استيلائهم على مدينة الفلوجة بالعراق وتهجير المسيحيين والايزيديين من مناطقهم.

وقد تدرجت داعش على مراحل عدة. فبعد تأسيس (جماعة التوحيد والجهاد) بزعامة أبو مصعب الزرقاوي عام 2004، ومبايعته اسامة بن لادن ليصبح تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. كثف التنظيم عملياته بحيث اصبح من اقوى التنظيمات على الساحة العراقية.

وفي العام 2006 أعلن الزرقاوي عن تشكيل مجلس شورى المجاهدين بزعامة عبدالله البغدادي. وفي نهاية العام تم تشكيل دولة العراق الاسلامية بزعامة ابي عمر البغدادي. وبعد مقتله على يد الاميركيين عُين ابي بكر البغداداي خليفة له. فأعلن أبي بكر ان جبهة النصرة في سوريا امتداد لدولة العراق الاسلامية، فدمج جبهة النصرة ودولة العراق الاسلامية تحت اطار واحد هو الدولة الاسلامية في العراق والشام(داعش).

ويقال ان عدد مقاتليها في سوريا بما بين 6000 و7000 الاف، اما في العراق فما بين 5000 و6000 آلاف. أما مقاتلوها فهم متنوعون. منهم الشيشان والافغان والاوروبيين.

ورغم أن داعش لم تعلن ولاءها لأيمن الظواهري الا انها تملك عقيدته الجهادية نفسها.

فقد حوّل عبد الله ابراهيم، المعروف بأبو بكر البغدادي، تنظيم داعش الى اشهر تنظيم في أقصر وقت. حيث تميّز التنظيم بهيكلية وتراتبية غير مسبوقة لفتت أنظار وكالات الاستخبارات الدولية اليه، كما لفت استخدامه القوي لوسائل التواصل الإجتماعي كالفيسبوك والتويتر، اضافة الى منشوراته ومطبوعاته ، كـ”دابق” اضافة إلى مصادر تمويل تؤمن له الكثير من مراكز الأبحاث والدراسات الدولية.

وعلى عكس البغدادي نفسه، القادم من خلفية دينية بحسب احدى الدراسات الصحفية، فإن معظم الرجال المحيطين به هم من الجنود ذوي الرتب العالية في الجيش العراقي المنحل، ولديهم خبرات عسكرية ومدنية طويلة.

وقد تحولت داعش إلى أغنى منظمة إرهابية في العالم، وأكثرها تسليحا وتنظيما، خصوصا مع عائدات بيع النفط من الحقول التي تسيطر عليها في دير الزور السورية، والموصل العراقية، اضافة إلى استيلائها على أكثر من مصرف في العراق، وعدد من الأسلحة الأميركية الحديثة التي تركها الجيش العراقي عندما انسحب من مواقعه.

وجاء في هذه الدراسات أن هناك 25 ألفا من العراقيين الذين بايعوا داعش، لدى كل واحد منهم وظيفة معينة، وتتراوح رواتبهم الشهرية بين 300 و2000 دولار أميركي.

ويتميز اعضاء “داعش” باستعمالهم لعدد من التمويهات تجعل من الصعب كشف تحركاتهم، كالتنكر بزي رعاة، ويقيمون في القرى البعيدة، أو في الوديان العميقة مما يجعل كشفهم صعبا حتى بالأقمار الصناعية.

السابق
تركيا: التحوّل يُسقط أسس جمهورية أتاتورك
التالي
المفتي دريان: لا مجال بعد اليوم للانقسام بين المفتي والمجلس الشرعي