جعجع: داعش لن يدخل الى أي منطقة من لبنان

سمير جعجع

رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أنّ “ما يحصل اليوم هو مخاض محلي مئة في المئة”، لافتاً إلى أنّ “هناك محاولة لإدخال نمط آخر على الشرق الأوسط خصوصاً على أنظمة الحكم”، ومشدّداً على أنّ “تاريخ المنطقة العربية بدأ اليوم”.
وعن الوضع في عرسال، قال: “صراحة لا يمكنني تقدير بدقة ما يحصل في عرسال لكن من المؤكد أنه طالما أنّ الأزمة السورية مستمرة وطالما أن حزب الله يتدخل بالقتال هناك، فإننا لا يمكننا توقع ما سيحصل. إن بعض الأصوات كانت تريد تحويل حادثة عرسال إلى صراع مستمر ودائم بين الجيش والمسلحين السوريين”
وقال في حديث إذاعي:”نحن لا نقبل بوجود أي مسلح سوري على أرضنا، وهمنا كان إخراج المسلحين السوريين من عرسال، ولا أعتقد أن الجيش سيدع أي مسلح في جرود المنطقة”.
وعما إذا كان حزب الله هو المسؤول مباشرة عن تورط الجيش في عرسال، قال:”لا معطيات لدي حول هذا الأمر حتى إشعار آخر، معتبراً انّ قتال حزب الله في سوريا فتح الباب عريضا أمام هذه الحركات المتطرفة سواء داعش أو النصرة أو سواها لتدخل الى لبنان.
وأضاف: أعتقد أن بعض الأطراف تهدف إلى اشتباك بين الجيش والمسلحين والذهاب إلى ما لا نهاية، والمرحلة ستنقلب إلى معركة النظام السوري ضد المسلحين”.
وأكد أن “تنظيم داعش لن يدخل الى أي منطقة من لبنان، ونحن لم نخف ولن نخاف يوما”، مشدّداً أن “الحل يكون ببناء دولة قوية وليس بتأسيس مجموعات مسلحة عسكرية في كل منطقة من لبنان”.
وعن رفض البعض توسيع القرار 1701 ليشمل كل الحدود الشرقية، أكد أنه “على الجيش أن يغلق الحدود لمنع دخول أو خروج جميع المسلحين من دون تمييز”، متمنيا “ألا يتحجج البعض بأن مراقبة الحدود تحتاج الى عدد كبير من العناصر إذ إنه بالإمكان استخدام الوسائل الالكترونية في المراقبة كما هو معتمد في كل بلدان العالم”.
وحول وضع المسيحيين في الشرق خصوصاً في العراق وسوريا، قال: “إن ما يحصل تجاه المسيحيين صعب والعمليات التي نفذتها داعش في حق القرى المسيحية في سهل نينوى في العراق لا يمكن وصفها فقط بأنّها منذ ما قبل الإسلام بل منذ ما قبل الجاهلية لأنّها قضت على حضارات برمتها هي الحضارات الكلدانية والسريانية والآشورية”، مشدداً على أنّ “داعش لن تهرب من الحساب وحسابها سيكون عسيراً ولو بعد حين”.
ووجه نداء إلى “جميع المتألمين في الشرق الأوسط من مسيحيين ومسلمين”، داعياً إياهم إلى “البقاء والتمسك بأرضهم، وتمنى على المسيحيين الذين هاجروا الى كردستان البقاء هناك وعدم ترك العراق لأنهم سيعودون الى أرضهم بعد حين”.
ورأى أنّ “الوضع في لبنان مختلف عن الشرق الأوسط، فلبنان يشبه سفينة صغيرة تتقاذفها أمواج البحر في العاصفة ولكنّها تبقى متماسكة وستصل إلى بر الأمان”.
وعما إذا كانت أحداث عرسال “سيناريو” جديدا شبيها بأحداث نهر البارد للاتيان بالعماد جان قهوجي رئيسا، لفت جعجع إلى أن “أحداث نهر البارد ليست السبب في انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية بل تقاطعت مجموعة معطيات وظروف وهي بالطبع لا تشبه ظروف اليوم أدت في حينها الى انتخاب سليمان”.
وأضاف:”على الرغم من علاقتي الجيدة جدا مع العماد جان قهوجي، لقد كنت واضحا معه ومع الجميع منذ البداية أنني لست مع إجراء أي تعديل دستوري لانتخاب رئيس جديد اذ يجب عدم إجراء تعديلات دستورية عند كل استحقاق انتخابي لأن احترام الدستور واجب”.
وأشار الى أن “القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر هما أكبر حزبين مسيحيين وكان من الطبيعي أن يترشح رئيسا هذين الحزبين الى رئاسة الجمهورية”.
وقال: “نحن كقوات قمنا بكل ما في وسعنا، قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات أعلنت ترشحي ومن ثم برنامجي الانتخابي الذي وزعناه على الكتل النيابية كلها وبعدها شاركنا في جلسات الانتخاب كلها الا أن الجنرال عون مصر على مبدأ “أنا أو لا أحد”. أنا قلت إنني مستعد للتفاهم حول اسمين أو ثلاثة من خارج الاصطفاف السياسي ولكنني لم ألق جوابا”.
وعن تصريح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لصحيفة السفير منذ أيام بأنه يدعم العماد عون للوصول الى الرئاسة، قال جعجع “إن خوض معركة الرئاسة بهذا الشكل هو أمر خاطىء، فالانتخابات الرئاسية ليست “تزبيطات” ومن حق السيد حسن دعم العماد عون في معركته الرئاسية، ولكن لماذا لا ينزلون الى مجلس النواب ليشاركوا في جلسات الانتخاب؟ على جميع الأطراف السعي اليومي لإجراء الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت ممكن”.
وعن التحركات والزيارات التي يقوم بها النائب وليد جنبلاط، اعتبر جعجع أن “جنبلاط قد ضجر ويحاول القيام بجولة “على الشباب” لأنه ربما سمع في لقائه الأخير مع نصرالله دعمه المطلق لعون في انتخابات الرئاسة”.
ورفض جعجع “مبدأ التلاعب بمواعيد الاستحقاقات الدستورية على الرغم من الصعوبات الكثيرة لاجرائها”، مؤكدا أن “بين إجرائها أو عدمه نفضل طبعا أن تحصل الانتخابات حتى لا نقع في فراغ على مستوى مجلس النواب أيضا”.
وجدد رغبته “في حصول الانتخابات الرئاسية قبل النيابية ولكن إن وصلنا الى آخر المهلة الدستورية قبل دعوة الهيئات الناخبة، فنحن لسنا مع تعطيل الانتخابات النيابية، لأن الانتخابات النيابية بنظرنا تبقى أفضل بكثير من التمديد للمجلس النيابي”.
وأكد أن “فكرة المؤتمر التأسيسي هي فزاعة يقوم البعض بطرحها من وقت الى آخر، لكنها تبقى من قبيل الكلام المبني على أسس غير واقعية ولا سيما أنّ لدينا دستورا توصلنا إليه بعد 15 عاما من الحرب الأهلية”.
وفي ما يتعلق بالعلاقة مع 14 آذار قال: “وجودنا داخل قوى 14 آذار يأتي ضمن السياق الطبيعي لكل نضالنا التاريخي، فنحن لسنا تجار سياسة وهذه هي مبادئنا وهذا هو مشروعنا السياسي الذي نؤمن به، و 14 آذار ستبقى متماسكة مستقبلا وهي تملك خطة طريق واضحة للمرحلة التي نمر بها”.

السابق
توزيع شهادات تقديرية
التالي
لبنان في قلب الحرب الاقليمية.. رسميا