إسلاميو طرابلس خائفون: هل قدّم الحريري تنازلات جديدة؟

اسلاميون طرابلس
يعرب الإسلاميون في طرابلس عن خوفهم من أن يكون الرئيس سعد الحريري قد قدم تنازلات لحزب الله فيما يتعلّق بموضوع عرسال، كما يخافون من حملة للقضاء عليهم، يعتقد البعض منهم، أنّها ربما بدأت مع توقيف الشيخ حسام الصباغ. تقول المصادر إن الإسلاميين يحاولون أن يربطوا الأحداث ببعضها ليكتشفوا ماهية الصفقة التي تمت وراء هذه العودة، وما هي "حصتهم منها".

يعرب الإسلاميون في طرابلس عن خوفهم من أن يكون الرئيس سعد الحريري قد قدم تنازلات لحزب الله فيما يتعلّق بموضوع عرسال، كما يخافون من حملة للقضاء عليهم، يعتقد البعض منهم، أنّها ربما بدأت مع توقيف الشيخ حسام الصباغ. تقول المصادر إن الإسلاميين يحاولون أن يربطوا الأحداث ببعضها ليكتشفوا ماهية الصفقة التي تمت وراء هذه العودة، وما هي “حصتهم منها”.
فاجأ رئيس الوزراء السابق سعد الحريري الجميع بعودته إلى لبنان، بعد غياب دام قرابة الثلاثة أعوام. البعض وجد في “العودة” بريق أمل بأنّ تسوية ما ستعيد إنعاش الوضع اللّبناني، والبعض الآخر أصيب بالـ”صدمة” فقط وبات عاجزاً عن الكلام. شرائح أخرى لم تخف امتعاضها من العودة، والبعض الآخر استمرّ في السخرية من الحريري.
ورغم كل شيء، لا بد من القول إن مرحلة “ما بعد الحريري” لن تكون كمرحلة “ما قبل العودة”. وإن كانت مآخذ البعض السابقة أنّ الحريري لا يمكنه إدراة شؤون بلاده من شرفته في باريس، فقد أتى الآن ليدحض حجتهم. فهل تلقى العودة ترحيباً؟
في الشارع الطرابلسي، حيث الغالبية السنية، وحيث المدينة تتخبط في الأحداث الأمنية، انقسمت الآراء حول عودة الحريري. لكن أكثر ما يلفت الاهتمام هي “الهواجس والمخاوف” للإسلاميين وهيئة العلماء المسلمين، وفق مصادر مقربة منهم، فهم يعربون عن قلقهم من أن تتم التسوية على حسابهم.
يعرب الإسلاميون في طرابلس عن خوفهم من أن يكون الحريري قد قدم تنازلات لحزب الله فيما يتعلّق بموضوع عرسال، كما يخافون من حملة للقضاء عليهم، يعتقد البعض منهم، أنّها ربما بدأت مع توقيف الشيخ حسام الصباغ. تقول المصادر إن الإسلاميين يحاولون أن يربطوا الأحداث ببعضها ليكتشفوا ماهية الصفقة التي تمت وراء هذه العودة، وما هي “حصتهم منها”.
“كانت الدولة تكلّف الشيخ سالم الرافعي مثلاً لتولي المفاوضات فيما يتعلق بعرسال، والآن بات التعمل معه فجأة كأنّه خصم ما او رجل مشكوك بإمره، وهذه دلالات خطيرة”، تقول المصادر. وتضيف: “من هذا المنطلق، لا يبدو ثمة تقارب بين الإسلاميين والحريري في أيّ وقت قريب، خصوصاً بسبب موقفه من الإخوان المسلمين وعلاقته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كذلك ما قاله بحق الإسلاميين من فترة”.
الإسلاميون في طرابلس ممتعضون من هذه العودة، أو شروطها والتباساتها، كما هناك نوع من الإحباط في الشارع السني الطرابلسي، حيث المدينة منهكة منذ سنوات ومهملة. لكن هذه العودة، وما تحملها من فرص جديدة، ستساهم في إنعاش الشارع الطرابلس تجاه دعمه لتيار المستقبل.
الناس العادية والبعيدة عن الاصطفافات السياسية، متعبة وعطشى، والحريري يبدو كالمياه في صحراء قافلة بالنسبة لهم. لم تعد تهمهم أسباب شح المياه القادمة. ما يداهمهم هو حاضرهم ومستقبلهم، وهم يجدون في الحريري بارقة أمل. والبعض الآخر في طرابلس، من مناصري التيار، في أسعد لحظات حياتهم. لم يخذلهم “القائد”. سيعود لهم بزمن العز.
ووسط ردود الفعل هذه، لا يغيب ذكر رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي. المقربون من الحريري أو مناصروه لا يخفون سعادتهم من أن ميقاتي سيمتعض من عودة الحريري. وحتى يبدأ التيار بالتحرك فعلياً في الشارع الطرايلس احتفالا بهذه العودة وتجسيداً لها، لن يبقى من يحاسب عمّا مضى.

السابق
كيف حاربت 8 آذار الحريري ولماذا استنجدت به؟
التالي
مصادر الحريري لجنوبية: عاد رغم الخطر لوقف انهيار البلد