واقعة ‘اللبوة’ وخبريات ‘الأمرُ لك’

طالما ان الجيش الذي يقدم الشهداء على الأرض والذي يعرف الطنجرة وغطاها موافق على القافلة الإغاثية الى عرسال لا بل انها كانت بمواكبته وحمايته، طالما أنه موافق، ما دخل "اهل" هذه البلدة او تلك؟ فكيف إذا كان الأمر على خلفية مذهبية في هذا الوضع المتفجر؟

لنفترض جدلاً ان قافلة لمساعدات المتوجهة الى عرسال أو بعضها وقع في ايدي الإرهابيين، اليس الجيش وحده من يحق له المراقبة وتقدير الوضع؟ هناك كارثة إنسانية في عرسال، هناك بداية مجاعة ونقص فادح في المواد الطبية والغذائية. الجيش على الأرض ادرى الناس بهذه الأمور وعليه… تعالوا نتخيل غداً لو يتم نشر صور على الفيسبوك لأطفالٍ ماتوا من الجوع في عرسال على غرار ما حصل في مخيم اليرموك!؟هل هذا يخدم الجيش مثلاً؟

قضية منع “اهالي” بلدة اللبوة لقافلة إغاثة كانت متجهة إلى عرسال بمواكبة الجيش وحمايته ما زالت تتوالى فصولاً. فإلى ردات الفعل بقطع طرقات في مناطق اخرى، هناك على الفيسبوك من اراد -على خلفيةٍ مذهبيةٍ – تبرير ما حصل في اللبوة فأوقع نفسه في مغالطاتٍ فاضحة وكشف انحيازاً حاول إخفاءه بمسحة “موضوعية” سقطت إبتداءاً من ثاني سطر هذا دون إغفال إقحام “المظلومية” التي يتعرض لها اهل اللبوة على “خلفية مذهبية” كما يقول القائلون!
اياً يكن: انتقاد ما حصل هو انتقاد فعل زعرنة اياً كان فاعله، صودف بالأمس انهم اهل اللبوة (او لنقل بعضهم او اكثريتهم لا فرق)! هناك من حكى بنفحةٍ طائفية نعم، هؤلاء مع اننا لسنا معهم إلا انه ينبغي ملاحظة ان فعل الزعرنة نفسه (منع القافلة) كان على خلفية مذهبية فئوية في زمن تأجيج “حرب المئة عام”، فكان من “الطبيعي” إذن (وللأسف) ان ينتفض “المذهبيون” في المقلب الآخرعبر قطعهم للطرقات او خلاف ذلك!
يعني فعل وردة فعل.
أما السؤال الكبير الذي لا ننتبه له عن قصد او غير قصد هو: طالما ان الجيش الذي يقدم الشهداء على الأرض والذي يعرف الطنجرة وغطاها كما يقول المثل اللبناني موافق على القافلة الإغاثية لا بل انها كانت بمواكبته وحمايته.. ما دخل “اهل” هذه البلدة او تلك؟ وكيف إذا كان الأمر على خلفية مذهبية في هذا الوضع المتفجر؟
هل يعرف هؤلاء “الأهالي” الوضع على الأرض اكثر من الجيش؟
الم يكن فعلهم هذا إساءة للجيش وإحراجاً له اكثر من اي شيء آخر وبالتالي مزيداً من تأجيج الأتون المذهبي الذي يعمل الجيش جاهداً لاحتوائه!؟
ولنفترض جدلاً ان هذه المساعدات او بعضها وقع في ايدي الإرهابيين، اليس الجيش وحده من يحق له المراقبة وتقدير الوضع؟
هناك كارثة إنسانية في عرسال، هناك بداية مجاعة ونقص فادح في المواد الطبية والغذائية.
الجيش على الأرض ادرى الناس بهذه الأمور وعليه… تعالوا نتخيل غداً لو يتم نشر صور على الفيسبوك لأطفالٍ ماتوا من الجوع في عرسال على غرار ما حصل في مخيم اليرموك؟
هل هذا يخدم الجيش مثلاً؟
إذا قمع الجيش عمليات قطع الطرق في مناطق اخرى (وهي ردات فعل) وتساهلَ في اللبوة، هل هذا يخدم وحدة المؤسسة العسكرية مثلاً؟
كيف لأولئك المنادين بـ”الإمرة للجيش” ان يستكتروا عليه فعل “سيادة” بالمرور اينما كان على ارض الوطن وتحت اي ظروف او اسبابٍ كانت؟
الواقع صار يعرفه كثيرون وشعارات “حب” الجيش والمزايدة عليه لأسباب فئوية او مذهبية ما عادت تنطلي على كثيرين!
المدافعون عن الجيش اثنان: واحدٌ لوطنه وواحدٌ لفئةٍ وطائفةٍ وزاروب، وبالتالي فإن هذا الجيش لو كان “الأمرُ لهُ” فعلاً، لكان نصف المدافعين عنه اليوم.. في السجون!

السابق
وفاة النائب السابق أحمد حبوس متأثراً بجروحه
التالي
دواعش من نوع آخر في العراق