هيئة العلماء تتحدث عن مغادرة المسلحين .. والمعارضة تعتذر لعرسال

كتبت “اللواء” تقول: بموازاة الجهد التفاوضي الذي يسعى الى تمديد وقف النار “المتقطع” يوماً آخر، اي الى السابعة من مساء اليوم، وضعت المساعدات الفورية والعاجلة للجيش اللبناني والقوى الامنية والتي تحدث عنها الرئيس سعد الحريري، وقيمتها مليار دولار لرفد “الدولة اللبنانية بالامكانات التي تتيح دحر الارهاب وردّه على اعقابه”، على النار، في ضوء اتصالات الرئيس الحريري مع كبار المسؤولين في الحكومة وقيادة الجيش لتحديد الاحتياجات الملحة للقوى العسكرية والامنية من ضمن المساعدات العسكرية الجديدة.

والوضع في عرسال من جوانبه كافة سياسياً وميدانياً وتجهيزياً، فضلاً عن تداعياته الجانبية في القرى المحيطة بعرسال، او عودة التوتر الى طرابلس او المداهمات الاحترازية لاماكن تواجد وتجمعات النازحين في صيدا والنبطية، واشكال المساعدات الى عرسال التي اعترضها اهالي اللبوة، والتحرك لاقفال طريق المدينة الرياضية في بيروت، سيكون على جدول اعمال مجلس الوزراء في جلسته العادية قبل ظهر اليوم.

ومن المؤكد وفقاً لمصدر وزاري، فإن المساعدة المالية السعودية الجديدة، والسابقة اضافة الى مفاوضات اخراج المسلحين من عرسال، وادخال المساعدات الغذائية والمؤن، فضلاً عن اخراج الجرحى، ستتصدر المناقشات.
واكد المصدر لـ”اللواء” ان المجلس ما يزال يتمسك بوحدة الموقف حيال دعم الجيش اللبناني في معركته.

ويشارك في الجلسة قائد الجيش العماد جان قهوجي، وقادة الاجهزة الامنية، مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، ومدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم ومدير عام امن الدولة اللواء جورج قرعة، ومدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل.

ووفقاً للمصدر الوزاري نفسه، فإن ما سيقدمه قادة الاجهزة الامنية من معطيات قد يعطي اشارة الى ما يمكن اتخاذه من قرارات في الجلسة.
ولم يخفِ وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس قلقه حيال تداعيات قطع الطريق في اللبوة، وقال: “كنا بغنى عن المساعدات، وانا اخشى اليوم من انعكاس قطع الطريق على مجريات الاوضاع”.

واكد الوزير درباس لـ”اللواء” انه يتعين الوصول الى حل في عرسال، وفقاً لثابتين:

1- انسحاب المسلحين الغرباء من البلدة.
2- انتصار الدولة والجيش والشعب في المواجهة الحالية لحفظ الاستقرار وتأكيد وحدة الدولة ومؤسساتها.
واستبعد وزير المال علي حسن خليل في تصريح لـ”اللواء” طرح اي موضوع خلافي في الجلسة، لا سيما ما اثير عن توسيع القرار 1701 ليشمل الحدود الشرقية للبنان.
وبقيت قضية عرسال في واجهة الاهتمام الحكومي، واولوية في نشاط الرئيس تمام سلام، الذي رحب بالهبة السعودية الجديدة البالغة مليار دولار، معتبراً أن مبادرة الملك تؤكد حرص المملكة العربية السعودية على أمن لبنان وأمانه ومنعته.
سباق بين
التسوية والتصعيد
على الأرض، استمر السباق بين جهود التسوية التي تقودها هيئة العلماء المسلمين لإخراج المسلحين الغرباء عن عرسال ومنها، وإدخال المساعدات الاغاثية للاهالي المتواجدين داخل البلدة، وإخراج الجرحى، وإيقاف القصف على بلدة عرسال، على أن يجري العمل على استعادة كل المحتجزين والأسرى والمفقودين من الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى.

وبعد الاتفاق على تمديد وقف النار يوماً آخر، اندلع القتال مجدداً بعد ساعة.
ونسبت وكالة “رويترز” إلى مصادر سياسية قولها أن الجيش لم يكن يعتزم الدخول إلى عرسال على الفور، بل يهدف إلى اجلاء المدنيين.

وأبلغ مسؤول أمني وطبيب في عرسال الوكالة أن “اعداداً كبيرة من المتشددين فرت إلى الجبال المحيطة في أعقاب القصف الذي قام به الجيش”.

وشوهدت العشرات من ناقلات الجند المدرّعة والدبابات وهي تتحرك على الطريق المؤدي إلى المنطقة وجرى أيضاً نشر قوات خاصة لبنانية بعد أن وصلت إلى بلدة اللبوة قرب عرسال حيث يتمركز مئات الجنود.
ونقلت شاحنة عسكرية نحو 30 اسيراً وقد اوثقت أيديهم خلف ظهورهم من البلدة، ومعظمهم شبان كانوا يستخدمون الكوفية.

وقال الشيخ حسام الغالي انه تمّ الإفراج عن ثلاثة جنود لبنانيين كان المسلحون يحتجزونهم وبدأ المتشددون في الانسحاب وتم مد أجل الهدنة 24 ساعة أخرى.

وقال في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون ان المسلحين تعهدوا بالانسحاب من عرسال وانه تمّ تلقي انباء بأنهم بدأوا الانسحاب. على أن تبدأ مفاوضات للافراج عن 27 من أفراد قوى الأمن لا يزالون رهن الاحتجاز في البلدة ويشملون 10 جنود من الجيش و17 من الشرطة.
وأفاد شهود عيان أن عدداً من أعضاء تنظيم “داعش” قتلوا في معركة عرسال بينهم أحد قادتهم أبو حسن الحمصي.
وقال هؤلاء أن البلدة محاصرة، فيما ترك ممر للمسلحين الذين يريدون الانسحاب.
الحجيري: منع التموين
عن عرسال خطير
وليلاً، علمت “اللواء” من رئيس بلدية عرسال علي الحجيري انه في الثامنة من مساء امس توقف القصف على عرسال، وانه لا يوجد في عرسال أي مصدر للقصف بالصواريخ والمدفعية، وإذا صدر اي شيء من ذلك فان مصدره الجبال والتلال البعيدة، وأن الخسائر من أهل عرسال أصبحوا 10 قتلى، وهناك خسائر بشرية كبيرة في صفوف المهجرين السوريين حيث احترقت اغلب الخيم التي يسكنون فيها، ورأى ان الخسائر الكبيرة هي في صفوف المهجرين وأهل عرسال والجيش اللبناني، اما خسائر المنظمات العسكرية السورية المعارضة فهي لا تزيد عن 5 قتلى، وهم لا يكترثون لقتلاهم.

وأعلن الحجيري أن الفصائل المسلحة السورية لا تعتمد كثيراً على عرسال فهي لديها طرقات مفتوحة على الشمال السوري حيث يأتيها عبرها التموين والسلاح والمال، واعلن اسفه لمنع أهل اللبوة مرور شاحنات التموين، وأكّد أن اي تموين او أدوية تدخل الى عرسال يستلمها رئيس البلدية والمسلحون لا يتدخلون في ذلك وهم لديهم اكتفاءهم الذاتي، أما الحاجة فهي لدى أهل عرسال حيث لا كهرباء ولا ماء ولا تموين، وأفاد أن غالبية المسلحين أخذت تنسحب من عرسال فيما بقيت متمركزة في نقاط تمركزها السابقة في التلال المحيطة بعرسال، وأن قطع التموين عن البلدة أوجد أزمة في البلدة فغالبية أهل عرسال ما زالوا فيها يرفضون ترك منازلهم، وقال “أستغرب السلطة لمن على الطرقات للجيش الذي نطلب حمايته ليل نهار أم لحزب الله؟”، وقال “قطع الطرقات على عرسال والتهديد بخطف العراسلة شيء خطير، وأطالب الجيش بأن يفتش شاحنات التموين قبل السماح بإدخالها الى عرسال، أما قطع الطرقات والتموين هذا شيء خطير ومرفوض، وأذكر مجدداً على أننا حريصون على أفضل العلاقات مع الجوار، وأن ما يجري في سوريا وما يصدر من السوريين لا علاقة لعرسال وأهلها به.

وفي المعلومات التي توافرت لـ “اللواء” ليلاً أن غالبية العناصر من “النصرة” و”داعش” انسحبوا من البلدة، وأن الجيش اللبناني يعزز وجوده في محيط المهنية، ويتقدم باتجاه شوارع عرسال.

الإغاثة
على صعيد عمليات الإغاثة والإسعاف، تم نقل عدد من الشهداء والجرحى الى المستشفيات العاملة في البقاع.. لكن التطور الخطير، تمثل باعتراض أهالي بلدة اللبوة، الجارة لعرسال، قافلة المساعدات، وعزا رئيس البلدية رامز أمهز الخطوة بأنها لمنع وصولها الى داعش والنصرة.

وتجمع عدد من النازحين في عرسال أمام مسجد محمد الأمين في بيروت للمطالبة بإدخال المساعدات وإخراج الجرحى. ولدى سماع نبأ اعتراض الإغاثة في اللبوة، قطع شبان غاضبون الأوتوستراد الساحلي بين صيدا وبيروت احتجاجاً، لكن ما لبث الوضع أن عاد الى طبيعته بعد تدخل الجيش.

وفي التداعيات الميدانية، انفجرت عبوة محلية الصنع في محلة الخنادق، تردد أن الغرض منها استهداف دورية للجيش اللبناني، لكن عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ محسن شعبان ربط بين انفجارها ومرور موكب الشيخ مالك جديدة، وأدت الى سقوط قتيل و7 جرحى.

وفي خطوة، ساهمت في تبريد الأجواء، وبعد إعلان هيئة العلماء المسلمين عن قرب التوصل الى حل للأزمة، صدر بيان عن “الجيش السوري الحر” والقوى العسكرية في القلمون أدان فيه “العمل الخاطئ” الذي جرى على أرض عرسال، وبدأته عناصر غير مسؤولة، في إشارة الى تنظيم “داعش”.

واعتذر البيان عما ألمّ بالعرساليين من حوادث، وحمّل الدولة والمنظمات الإنسانية المسؤولية عن حماية اللاجئين ومعاناتهم.

وشكر كل الجهود لحل الأزمة خصوصاً الوزراء والنواب وهيئة العلماء المسلمين ومؤسسة “لايف”، مشيراً الى أن ذلك يأتي حرصاً على دماء السوريين واللبنانيين مع الشكر العميق للبنان شعباً وحكومة على ما قدموه للاجئين.

السابق
عرسال تفرغ تدريجاً تحت حصار الجيش
التالي
السفارة الأميركية: المزاعم حول دور واشنطن في انشاء ’داعش’ باطلة