صدر حديثاً العدد التاسع (صيف 2014) من المجلّتين الشقيقتين “تبيُّن” (للدرسات الفكرية والثقافية) و”عُمران” (للعلوم الاجتماعية والإنسانية) الفصليتين عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”.
وف
ي «تبيُّن» مجموعةً من الأبحاث والمقالات المحكّمة، منها دراسة عن “إستراتيجية التفكيك عند دريدا: الهدم والبناء” للباحث المغربي عمر التّاور يكشف فيها كيف وظّف دريدا التفكيك داخل الفلسفة من أجل محاصرة أدواء فكر غربي ينطلق بنظرياته ويعود منها إلى ذاته؛ ودراسة عن “إشكالية التأسيس لنظام الحكم في الفكر الإسلامي المعاصر بين الخصوصية والعالمية” للباحث السوري رشيد الحاج صالح يقارب فيها مسألة قابلية الإسلام للدولة المدنية أو لنظام ديمقراطي تتزاوج داخله قيم الإسلام وقيم الحداثة.
وتشدّنا دراسة عن “مساهمة الاستشراق الأنغلو-أميركي في صعود دراسة المناطق” للباحث المغربي عبد الفتاح نعوم يبيّن فيها تطوّر ميدان الدراسات الاستشراقية بعد الحرب العالمية الثانية في اتجاه “دراسات المناطق”.
ونقرأ أيضاً في عدد “تبيُّن” الجديد دراسة لمعتزّ الخطيب بعنوان “الفقيه والدولة في الثورات العربية: معضلة الفقيه في ظل الدولة الوطنية الحديثة”؛ وأخرى للباحث المغربي محمد الناسك بعنوان “الدعاية الصهيونية في المغرب خلال الحماية وبُعيد الاستقلال: السينما نموذجاً”، إضافة إلى الفصل السادس عشر من كتاب إريك هوبزباوم “أزمنة مشروخة: الثقافة والمجتمع في القرن العشرين” الذي سيصدر قريباً عن “المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”، وأبحاث أخرى لمحمد بوعزّة وبرهان غليون وشمس الدين الكيلاني وإبراهيم عمري ورابح طبجون.
أمّا عدد مجلّة “عُمران” الجديد، فيقارب مسائل تنموية واقتصادية متصلة بالسياسات الصناعية، إضافة إلى مجموعة من الدراسات والبحوث المختلفة.
ومن هذه الأوراق، دراسة الباحث العراقي دارم البصام حول “سياسات التنمية البديلة في بلدان الثورات العربية” التي يقدِّم فيها مساهمة على مستوى المفاهيم والنظريات المتداولة في مجال هذه السياسات، مركّزاً على ضرورة الأخذ في الاعتبار الخصوصيات المحلية لتحديد هذه السياسات.
ونقرأ أيضاً دراسة للباحث علي عبد القادر علي حول “العدالة الاجتماعية وسياسات الإنفاق العام في دول الثورات العربية” يتناول فيها ضرورة تلبية مطالب الثورات العربية ضمن سياسات الإنفاق العام. ومن هذه الضرورات، التأسيس لأنظمة حكمٍ ديمقراطية، وبالتالي لمؤسسات سياسية تعدّدية وذات كفاءة تؤول إلى تحقيق عدالة اجتماعية.
كما تحضر في هذا العدد دراسة للباحثين إبراهيم أحمد بدوي وسامي عطا الله يخوضان فيها مسألة “إعادة تأهيل السياسة الصناعية في الوطن العربي: دروس الماضي وتحديات الحاضر وآفاق المستقبل”؛ ودراسة للباحث محمد ناجي التوني بعنوان “تحليل الوضع الراهن للصناعات الصغيرة والصناعات المتوسطة في دول مجلس التعاون الخليجي”؛ بدون أن ننسى دراسة ساري حنفي وريغاس أرفانيتيس التي تقارب “كتابة مقالات الرأي في الصحف اللبنانية” ومساهمة الأكاديميين فيها؛ ودراسة الباحثة ضحى سمير “الإخوان المسلمون: سياسات الفجوة الجيلية في حقبة ما بعد الثورة”.
