إطلاق 3 عناصر محتجزين… والمواجهات مستمرة في جرود عرسال

كتبت صحيفة “الشرق” تقول : مع دخول المواجهة العسكرية بين وحدات من الجيش اللبناني، ومجموعات مسلحي “داعش” و”النصرة” السورية، في منطقة جرود عرسال يومها الخامس، حيث دارت اشتباكات عنيفة… فقد أحدث افراج المسلحين أمس، عن ثلاثة عناصر (اثنان من الجيش وواحد من قوى الأمن من أصل 22 عنصراً هم رامي جمال ومطانيوس مراد وخالد صلح كخطوة أولى في اطار مبادرة متعددة العناصر شارك فيها نواب، كما شاركت فيها “هيئة العلماء المسلمين “(أحدث)” انفراجاً طفيفاً في الواقع الأمني المتفجر أسفرت مساء أمس عن “اتفاق تهدئة” لأربع وعشرين ساعة، لكنه لم يسفر عن اتفاق نهائي لأسباب عديدة، فاستمرت الاشتباكات والمعارك الضارية بين الجيش الذي عزز من وجوده وحرّر المزيد من المواقع والتلال، وبين المسلحين…

قهوجي: للاسراع في تسليح الجيش

وفي هذا فقد طالب قائد الجيش العماد جان قهوجي، بالاسراع في تزويد الجيش بالأسلحة الفرنسية، وفق الهبة الملكية السعودية بثلاثة مليارات دولار لتسليح الجيش… محذراً من خطورة الوضع، ومؤكداً مواصلة الجيش المعركة مع المسلحين.

وقال قهوجي، في حديث مع “وكالة الصحافة الفرنسة” ان “هذه المعركة تستلزم معدات وآليات وتقنيات يفتقد اليها الجيش…” ليؤكد “ضرورة الاسراع في تزويده المساعدات العسكرية اللازمة…” منبهاً الى “ان الوضع الأمني على أطراف عرسال، وفي محيطها خطر…” معتبراً ان “معركة جرود عرسال التي يخوضها الجيش، ليست إلا حلقة في مواجهة الارهاب، بكافة أشكاله وأينما كان…”.

حراك أمني شمالاً

وإذا كان البقاع القابع تحت نيران المسلحين الارهابيين، يواجه إجرامهم بدماء وتضحيات الجيش والمدنيين من أبناء عرسال، فإن الشمال، لاسيما طرابلس، لم تكن في منأى عن نار الاستهدافات، إذ اعتدى مسلحون ملثمون على حافلة تقل عناصر من الجيش غير مسلحين في منطقة الملولة، ثم اندلعت اشتباكات بين عناصر الجيش ومسلحين عند مداخل التبانة اثر شيوع نبأ اصابة الشيخ سالم الرافعي ومرافقيه… ما أدى الى اصابة عدد من العسكريين بجراح، وبنتيجة الاشتباكات توفيت طفلة اثر اصابتها بطلق ناري في باب التبانة…

وفي هذا، فقد أكد مجلس اتحاد بلديات عكار في بيان “ان الاستنكار والادانة لم يعودا كافيين ضد هؤلاء الارهابيين التكفيريين… والمطلوب وقفة جامعة الى جانب الجيش”.

الحريري: سنكون ظهيراً قوياً للجيش

وتوازياً مع استمرار مساعي الوصول الى “اتفاق” لوقف النار واطلاق المحتجزين وانسحاب المسلحين، فقد استمرت ردود الفعل الداخلية والخارجية الداعمة للجيش…

فقد أكد الرئيس سعد الحريري في تصريح أمس، ان “دعمنا الجيش اللبناني في معركته ضد الارهاب والزمر المسلحة التي تسللت الى بلدة عرسال هو دعم حاسم لا يخضع لأي نوع من أنواع التأويل والمزايدات السياسية…

ولفت الحريري مذكراً “اننا بمثل ما وقفنا وراء الجيش والشرعية اللبنانية في انهاء ظاهرة التمرد والارهاب في نهر البارد… نعلن اليوم ان معركة الجيش ضد الارهاب هي معركة كل اللبنانيين… وسنكون ظهيراً سياسياً قوياً للجيش، مهما تنادى المشككون الى حشد الادعاءات الباطلة والتلاعب على العصبيات الصغيرة…” مؤكداً أيضاً “مؤازرتنا للتوجهات الى أعلنها رئيس الحكومة بعد جلسة مجلس الوزراء (أول من أمس) ورأى “ان التضحيات التي يقدمها الجيش وسائر القوى الأمنية لا هوية طائفية او حزبية لها…”

ولاحظ الحريري، الذي توجه بالتحية لأرواح شهداء الجيش أنه “بمثل ما نرفض ان تتخذ أي جهة مسلحة من تدخل حزب الله في القتال في سوريا ذريعة لخرق السيادة اللبنانية والاعتداء على الجيش اللبناني، فإننا لا يمكن تحت أي ذريعة ان نستدرج الى تغطية مشاركة حزب الله في القتال السوري خلافاً لكل قواعد السيادة والاجماع الوطني”.

جعجع: الوضع خطير

من جهته وإذ دعا رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى “انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن”، فقد قال “ان الوضع الأمني في عرسال خطير، ولو أنه حادث معزول في المكان وليس في الزمان، ولكن قد لا يعود حادثاً معزولاً في المكان، إذ قد ينتقل الى أماكن أخرى، عازياً سبب المشكلة الى “مشاركة “حزب الله” في القتال داخل سوريا…”.

عون: لا تفاوض مع المسلحين

أما رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب (الجنرال السابق) ميشال عون فقد أعلن رفضه التفاوض مع المسلحين من “داعش” وغير “داعش”، داعياً الى التفاوض مع الحكومة السورية على خلفية، أنه اذا كان أمن لبنان من أمن سوريا فإن المسؤولية تقع على سوريا تماماً اذا كان أمن سوريا من أمن لبنان فتقع المسؤولية على لبنان…ولفت عون الى أنه اذا كان التفاوض مع “داعش” مطلوباً فالأولى ان يكون مع الحكومة السورية…وفي سياق التحركات الداخلية، على مسار دعم وتأييد الجيش، فقد استقبل العماد قهوجي في مكتبه في اليرزة أمس الرئيس ميشال سليمان، في حضور وزير الدفاع سمير مقبل، وجرى البحث في الوضع القائم، حيث أكد سليمان “دعمه الكامل للجيش في مواجهة الارهاب ولجهوده الآيلة الى وأد الفتنة وطرد الارهابيين واعادة فرض الأمن والاستقرار في المنطقة…

التحرك الجنبلاطي للخروج من أزمة الاستحقاق الرئاسي

على خط رئاسة الجمهورية، الذي شهد جفافاً ملحوظاً هذه الأيام، فقد نقلت “المركزية” عن “مصادر سياسية مطلعة” ان ما يجري في عرسال ليس منفصلا عما يدور في المنطقة بدءاً من العراق مروراً بسوريا، حتى أنه متصل في جزء منه بالتسويات الدولية الكبرى لاسيما الملف النووي، وإذ توقعت ألا تطول العمليات، أشارت الى ان رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط الذي التقط الاشارات الدولية يتجه فور معالجة الوضع في عرسال، الى التحرك على خط انجاز الاستحقاق الرئاسي، عبر مبادرة تبدأ بلقاءات يعقدها مع عدد من القادة السياسيين المسيحيين لبحث سبل الخروج من دوامة أزمة الانتخابات الرئاسية.

وقد أبلغ جنبلاط، حسبما أوضحت المصادر، زواره ان الوضع اللبناني لم يعد يحتمل المزيد من المجازفة ويوجب ارساء حل سريع يبعد البلاد عن نار الفتنة التي بلغته، قد يكون من بوابة اعادة التواصل السني – الشيعي خصوصاً بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” باعتباره معبراً الزامياً لأي حل خصوصاً في ظل غياب القرار الخارجي المتصل بالرئاسة، مشيرة الى ان جنبلاط لمس خلال لقائه مع أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله اتجاها لدى الحزب لتسريع وتيرة انتخاب رئيس للبلاد، من دون ان يعني ذلك المبادرة من الحزب نفسه، بل الدفع لوضع حد للفراغ عبر أكثر من قناة سياسية. وتحدثت عن ان الحزب ليس في وارد الطلب من رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون التراجع عن ترشحه، لأن الأمر ليس من صلب مهام الحزب بل من واجب القيادات المسيحية.

التمديد لمجلس النواب

ولفتت المصادر الى ضرورة انتخاب رئيس قبل 20 أيلول المقبل، وهي المهلة الأخيرة للتراجع عن الترشح للانتخابات النيابية في وزارة الداخلية، ليصار في ضوئها الى تمديد ولاية المجلس النيابي مجدداً، مادامت ظروف إجراء الانتخابات من جوانبها كافة غير متوافرة.

وأدرجت المصادر عينها اجتماع نصر الله مع رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في اطار البحث عن حل للملف الرئاسي، والحث على توفير مناخ مؤات لانجازه بعدما بدأ الفراغ ينعكس سلبا على البلاد عموما وحزب الله في شكل خاص.

فرنسا مستعدة لتلبية حاجات الجيش

خارجياً، فقد أعلنت وزارة الخارجية الروسية دعم القوات المسلحة وقوات الشرطة اللبنانية التي تواجه الخطر الارهابي… في حين أكدت فرنسا على لسان الناطق باسم الخارجية الفرنسية فنسان فلورياني “التواصل الوثيق” مع المسؤولين اللبنانيين لتلبية احتياجات لبنان سريعاً، بعدما طالب قائد الجيش العماد جان قهوجي بالاسراع في تزويد الجيش بالأسلحة الفرنسية، وفقاً لهبة الثلاثة مليارات من المملكة العربية السعودية…

دعم دولي وأميركي

الى هذا ومع اعلان جامعة الدول العربية تأييدها للجيش وادانتها للتعرض له فقد استقبل رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومي أمس، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة في لبنان روث ماونتن، الذي أكد دعم سيادة لبنان ومندداً بالاعتداءات التي يتعرض لها الجيش والقوى الأمنية ثم تلا ما ورد في بيان تمّ التوافق عليه في مجلس الأمن (الليلة قبل الماضية) وندد “بالاعتداءات العنيفة من مجموعات متطرفة ضد الجيش اللبناني وقوى الأمن في منطقة عرسال…” مؤكداً دعم جهود الجيش وقوى الأمن، في معركتهم ضد الارهاب والحؤول دون زعزعة الاستقرار في لبنان، وتأكيد الحاجة الى جهد أكبر لتأمين ما تحتاج اليه القوات المسلحة لمحاربة الارهاب ومواجهة التحديات الأمنية…

كذلك استقبل سلام السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل الذي أكد بعد اللقاء دعم بلاده للجيش اللبناني وللأجهزة اللبنانية في عملها لتأمين حماية حدود لبنان ولحماية لبنان من الارهاب وابعاد لبنان عن النزاعات الاقليمية…” لاحقاً الى “ان الادانة والدعم المعنوي، وعلى رغم اهميتهما لا يكفيان…” خاتماً “ان لبنان يستطيع الاعتماد على الدعم الاميركي المستمر للجيش اللبناني…”.

وكان هيل زار وزير العدل اشرف ريفي للغرض نفسه، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي استقبل في عين التينة سفيرة الاتحاد الاوروبي انجلينا ايخهورست حيث جرى عرض للتطورات الراهنة…

السابق
نقل جثة امرأة حامل وجريح إلى المستشفى جراء معارك عرسال
التالي
الجيش يحظى بغطاء دولي لمكافحة الإرهاب