قصر الأونيسكو معطل.. والإهمال مستمر

غير مقبول أبداً أن يبقى قصر الأونيسكو أو قصر الثقافة معطلاً لسبب تافه هو عطل في محرك الكهرباء. فعلى كل من أراد أن يقيم نشاطاً ثقافياً فيه أن يضع يده على قلبه وعينيه على المصابيح، خوفاً من أن تنقطع الكهرباء فتقع الكارثة. وأمس كانت أمسية شيوخ الطرب تحت رحمة الصدف والمفاجآت، وسوف يكون أي نشاط لاحق أيضاً خاضعاً لـ«هاوس» محطة التغذية.

يعرف المتابع لأنشطة القصر أنه من شهر تقريباً أصيب المحرك الرئيسي بعطل في «الرادياتور»، وقد ألغيت أنشطة، وخُيّر المشرفون على أخرى بين الإلغاء أو تحمل برنامج التقنين المضطرب هذه الأيام، والذي أتحفنا بساعات انقطاع أكثر.

وحتى الآن لمّا يزل العطل معطِّلاً للأنشطة. وربما أسعف الصيف المسؤولين عن هذا التسويف في تخفيف الضجة حول المشكلة، كون أنشطة هذا الفصل أقل بكثير منها في فصل الشتاء، وقد أتى استرخاء الناس في شهر رمضان مناسباً لفترة التعطيل…

ومع ذلك فإننا أمام أمرين هامين:
أولاً، إن فترة التعطيل التي بلغت شهراً سوف تلحقها فترة قد تساويها، إلى حين تتم إجراءات تصليح المحرك، التي لا بد من أن تمر بأنفاق الروتين المعتمة، ودهاليز تقديم أكثر من عرضين، وفض عروض، وإيجاد الوقت المناسب لدى المسؤولين في وزارة الثقافة لتذكّر المشكلة. ثم إن مثل هكذا مشكلة قد لا تعتبر مهمة لدى الوزير أو المدير العام، بل إن الثقافة بأمها وأبيها قد لا تعنيهما… وإلا لماذا لم يعمدا إلى حل سريع يلتف على الروتين الإداري الممل، وهما لا بد يعرفانه تماماً؟
ثانياً، إن مثل هذا العطل قد يحدث مرة ثانية وثالثة، والإجراءات قد تكون هي هي، بل لو كان العطل أكبر لامتد تعطيل القصر شهوراً أكثر. فماذا تعمل الوزارة لتفادي الغرق في المشكلة نفسها مرة ثانية. ثم إن قصراً تجتمع فيه أهم الأنشطة الثقافية، بل تقام فيه أنشطة اجتماعية وسياسية، ويستقبل مهرجانات ومؤتمرات وأمسيات فنية ومعارض وسواها، لا بد له من أن يكون مؤمّناً تماماً، لجهة استمراره في تأدية المهمة المطلوبة منه في كل الظروف، وقد بات محط أنظار كل الناشطين ومقصد الراغبين في التواصل مع الناس أو المهتمين، أو حتى النخب السياسية والثقافية. لماذا لا يكون لديه صندوق أو ميزانية يتحرك من خلالها لحل مشكلات بسيطة، قد تحتاج إلى مبلغ قليل جداً من المال.
وهنا لا بد من التوقف عند الحفلات غير المجانية التي تقام على مسرح القصر، والتي قد يجني أصحابها أرباحاً لا بأس بها، فنسأل لماذا لا يقتطع القصر ولو جزءاً بسيطاً يغذي به صندوق نفقاته الضرورية، والذي يمكن من خلاله حل بعض المشاكل البسيطة على الأقل، حتى لا تتكرر الأعطال التي من شأنها أن تشل عمل القصر.
لا يمكن لأي مهتم بالثقافة وقصرها أن يقف غير مبالٍ إزاء هذا الإهمال المتعمّد من قبل الوزارة، ولو كان نشاط القصر في فصل الذروة لكانت الصرخة أقوى بكثير مما يتصور المسؤولون في الوزارة. أما الروتين الإداري فلا يعنينا، بل نعرف ويعرفون أن كل قانون يمكن أن تكون له منافذ حلول سريعة.
نرفع الصوت هنا، ليتنبّه كل مسؤول عن التقصير بحجة الروتين، ونحن نعلم أن الآذان يمكن أن تُصمّ أمام مثل هذه الأصوات، لكن للصوت ترددات.. وربما درجات أعلى!

 

السابق
قتل نازحين من عرسال واحتلال بيوت ونهبها
التالي
وزيرة دولة في بريطانيا تستقيل بسبب سياسات حكومتها تجاه غزة