قهوجي الى الرئاسة … وروكز الخَلَف؟

قائد الجيش

في 29 آب 2008 كان جان قهوجي الضابط الأوفر حظاً لتبوء منصب قيادة الجيش، رغم ان اختياره لم يحظَ بإجماع القوى السياسية حينها، بعدما سجّل وزراء التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية اعتراضهم في جلسة مجلس الوزراء.

فمهمة اختيار قائد للمؤسسة العسكرية دونها محاذير كثيرة. بعد تجربة العمادين اميل لحود وميشال سليمان، بات هذا الموقع كأنه يشكل احتياطي المرشحين لرئاسة الجمهورية، في ظل تزايد الشرخ الطائفي والانقسام العمودي في البلد، وعدم فرز الطبقة السياسية نخب من خارج الاصطفافات المعهودة. وبذلك أصبح كل قائد للجيش مشروع رئيس محتمل.

حافظ معظم الفرقاء على تمتين العلاقة بالجنرال قهوجي، ف”حزب الله” كان الشريك الحتمي في ظل ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي كرستها الحكومات المتعاقبة، فكانت له الحظوة لدى قيادة الحزب. الا ان هذه العلاقة لم تفسد للودّ قضية مع “تيار المستقبل” الذي حرص على عدم قطع الطريق مع الجيش طوال الفترة الماضية، لا سيما بعد اندلاع الاحداث في سوريا والتصادم الذي وقع في اكثر من مكان في المناطق السنية والتي كان اخطرها في الكويخات وعرسال وعبرا. الا ان “المستقبل” امتصّ تململ شارعه وكان للجيش وقيادته التحية الاولى في اكثر من تصريح للرئيس سعد الحريري، وفي هذا الاطار ايضا كان للحفل التكريمي الذي اقامته النائب بهية الحريري للعماد قهوجي في البيال، في 3 آب الماضي، وقعه لا سيما انه جاء بعد ايام من انتهاء معركة عبرا والقضاء على حركة الشيخ الفارّ احمد الاسير.

أسهم قهوجي مرتفعة وحوّلته الى المرشح الاوفر حظا لرئاسة الجمهورية، وعاد اسمه ليُطرح بقوة في الايام الاخيرة، لا سيما بعد اللقاء الذي جمعه بالنائب وليد جنبلاط الذي سبق ووضع “فيتو” عليه، وكان من اشد الرافضين لوصول العسكر الى بعبدا. ورغم المشهد الضبابي وعدم ظهور اي بوادر اقليمية توحي بانهاء الازمة الرئاسية، الا ان المعلومات المتوفرة في الايام الاخيرة توحي ببحث جدي في الاستحقاق الرئاسي ولكن من بوابة الانتخابات النيابية وتحديد الاولوية ما بين الاستحقاقين.

وفي هذا الإطار، تشير المعلومات الى ان البحث بالاسماء لم يبدأ بعد، الا ان العين على العماد قهوجي كأحد المرشحين من خارج اصطفافي 8 و 14 أذار، اضافة الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

وفي هذه الاثناء، بدأت تتجه الانظار الى قائد الجيش المقبل اذا ما وصل قهوجي الى بعبدا. وتلمّح اوساط سياسية الى قائد فوج المغاوير وصهر العماد ميشال عون العميد شامل روكز. وتفيد مصادر مطلعة انه يتم تحضير روكز لهذه المهمة، مشيرة الى ان روكز كان يُفترض احالته الى التقاعد او وضعه في تصرف قيادة الجيش العام الماضي، كما حصل مع قائد فوج المجوقل جورج نادر، الامر الذي لم يحصل وبقي في موقعه كقائد لفوج المغاوير. في اشارة واضحة الى تحضيره لتولي قيادة الجيش كما تفيد هذه المصادر، في خطوة قد ترضي العماد عون في مساعي التوصل الى مخرج للازمة الرئاسية.

وبانتظار اي بارقة امل قد تفتح الطريق الى بعبدا، تبقى الرئاسة الاولى رهينة التجاذبات المحلية والقرار الاقليمي، في حين يصعب حسم الخيارات النهائية. الا ان لبنان اعتاد على التسويات الطارئة وحلول ربع الساعة الاخيرة، والتي يمكن ان تُنجَز في اي لحظة والتي علينا ان نتوقعها في اي وقت.

السابق
جنبلاط: ليس صحيحا ان تدخل حزب الله في سوريا هو سبب قدوم داعش
التالي
عرسال في عين العاصفة