ماذا وراء القتيل الأول للحزب في العراق؟

إبراهيم محمود الحاج

اثار تشييع القيادي في “حزب الله” ابرهيم الحاج أمس في مشغرة في البقاع الغربي اهتماما واسعا بعدما كشف النقاب عن مقتله في الموصل وليس في سوريا اذ اعتبر اول مقاتل للحزب يسقط علنا في العراق.

ومع ان الحزب معروف بتكتمه المطبق عن كل ما يتصل بالاوضاع الميدانية التي تحوط بانخراطه في الحرب السورية او بسقوط مقاتليه وجرحاه في هذه الحرب فان تشييع الحاج امس بما تردد عن كونه من القريبين للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله شكل الإشارة اللافتة المثيرة للاهتمامات والقلق ايضا من احتمال تمدد انخراطه وتورطه في الحرب العراقية بعد السورية والدلالات والتبعات التي ستنشأ عن ذلك.

بطبيعة الحال لا يمكن بعد البناء على حالة فردية لم تعرف ظروفها وملابساتها لإستشراف أفق هذا التطور قبل معرفة ما اذا كان نتيجة حالة فردية ام طليعة تطور اكبر واوسع يتصل بتمدد انخراط الحزب في القتال على جبهتي سوريا والعراق ولكن الانطباعات الاولية التي تسود بعض الاوساط المتابعة تستبعد مبدئيا ان يتورط الحزب في القتال في العراق تورطا واسعا لمجموعة اسباب ودوافع موضوعية وتميل الى الاعتقاد بوجود ظروف ميدانية محصورة ومحدودة وراء مقتل الحاج.

ذلك ان الحزب الذي يخوض معارك استنزاف شديدة العنف والشراسة على جبهة القلمون وجرود عرسال عند الحدود الشرقية مع سوريا منذ أسابيع يصعب ان يوسع في الفترة الراهنة على الأقل وقبل حسم الواقع الميداني على هذه الجبهة اي تورط واسع له للقتال في العراق هذا في حال الافتراض ان ثمة قرارا متخذاّ في هذا التوسع.

ولكن مجمل المعطيات المتجمعة عن جبهة القلمون لا تشير الى امكان حسم الوضع الميداني لأي فريق نظرا الى صعوبات كبيرة تحوط الواقع الجغرافي وكذلك توزع القوى بين الفريقين المتحاربين . وعلى رغم استبعاد التورط الكبير لـ”حزب الله” في القتال في العراق فان الاوساط نفسها لا تخفي ان دلالات، فقد الحزب لكادر قتالي كبير في الموصل ليست من النوع الذي يستهان به اذ تشير على الأقل الى ان الحزب يقوم بمهمات امنية خاصة في مناطق عراقية بما بات يؤشر الى عامل ميداني طارئ نشأ بعد تمدد تنظيم “داعش” في العراق وسوريا وصارت معه الجبهتان جبهة واحدة مترامية بكل المتورطين في الحربين.

 

السابق
كم كلفت حرب غزة إسرائيل؟
التالي
لا ثروة حرجية جنوبا إلا في الملكيات الخاصة