مسؤول في حزب الله لرستم غزالة: شبابنا يقتلون وأنتم تلتقطون الصور

اللواء رستم غزالة

لا يمكن إلا التأمل سياسيا وأخلاقيا عند التدقيق بالحوار الساخن الذي شهده أحد الإجتماعات رفيعة المستوى للتنسيق الأمني بين مجموعة الأمن الخاصة الملاصقة للرئيس السوري بشار الأسد ولجنة امنية تتبع “حزب الله” اللبناني الشريك الأكبر للنظام في الحرب الأخيرة.

في هذا الإجتماع والذي تمكنت «القدس العربي» من الإطلاع على تفصيلاته، وقف المسؤول الأرفع في جهاز يعنى بالأمن السياسي اليوم في دمشق وهو الجنرال رستم غزاله خبير «اللبنانيات» لتقديم ملاحظات «نقدية» حادة جدا للجانب اللبناني ممثلا في قيادات “حزب الله”.

غزاله سارع بغضب في هذا الإجتماع لتوجيه «تهمة» من الوزن الثقيل لمسؤولي “حزب الله” في الإجتماع عندما تحدث عن “شراء الحزب لبعض المناطق المحررة بالمال وليس بالقتال ولأغراض التصوير والدعاية السياسية.”

لهذه التهمة المفاجأة سبب وخلفية بطبيعة الحال فأحد المعنيين بالتنسيق الأمني بإسم الحزب إندفع خلال نفس الإجتماع لـ«تقريع» المؤسسات الأمنية السورية لإنها تحرص على إحضار «الكاميرات» وإلتقاط التسجيلات والصور في «المناطق المحررة» التي يقوم مقاتلوا “حزب الله” بتخليصها من المعارضة المسلحة.

واكد مسؤول “حزب الله” في السياق: “شبابنا يقاتلون ويقتلون وتأتي «وزارة إعلامكم» مع الكاميرات وتلتقطون الصور ثم تصدر تعليمات تمنع كاميرات محطاتنا مثل “الميادين” و”المنار” من الدخول للمنطقة المحررة.”

وتابع المسؤول اللبناني: “هذا لا يجوز ويشكل عبئا علينا في الحزب امام جماهيرنا. لاحقا تقدم مسؤول “حزب الله” بملاحظات إضافية ذات طبيعة “فنية ومهنية”.

ولوحظ ان احدا من ممثلي النظام السوري لم يعلق أو يرد على إتهامات مسؤول التنسيق الأمني في الحزب، الأمر الذي دفع الجنرال رستم غزاله لطلب الحديث والتقدم بمداخلة وصفت انها “نارية وساخنة جدا”.

وجه غزالة حديثه مباشرة لمسؤول “حزب الله” قائلا: “اولا وقبل كل شيء وحتى نفهم بعضنا جيدا لابد من تذكير الرفاق والأخوة أنه لولا سوريا لما كان يوجد أصلا “حزب الله “ولا مقاومة لبنانية، موضحاً “لولا سوريا الأسد لما كنتم موجودين على الخريطة من حيث المبدأ.”

“صدمة” إجتاحت الحضور عندما إعترض غزاله على طريقة مخاطبة مسؤولي الحزب لسوريا خصوصا عندما يتعلق الأمر بفنون الحرب والقتال والمناورات التكتيكية التي تعلمها رجال “حزب الله” من مدربين سوريين.

لكن الأهم مسارعة غزاله لإتهام “حزب الله” بدفع المال لبعض مجموعات ومرتزقة المعارضة لقاء الأراضي وبعض البلدات التي ينسحب منها المقاتلون المعارضون بدون قتال وبدون رشى مالية، حسب رستم.

وقال بغضب: “تعلمون ونعلم أنكم تدفعون المال وحررتم بعض المناطق بالمال وليس بالقتال وهذا خير وبركة لا إعتراض عليه، لكن ينبغي تذكيركم أن المعركة معركتكم أيضا وليست معركة سوريا الأسد فقط، مضيفاً: بدون تحميل “جمايل”.

وإنتهت مداخلة غزاله الغاضبة بالإشارة إلى انه شخصيا «يقول الحق» ولا شيء غير الحق وانه شخصيا لم يحصل على مبالغ مالية من حزب الله كآخرين “لم يحددهم”.

وتعكس مثل هذه الحوارات في الأحوال وجود خلافات بين بعض أركان المؤسسة الأمنية في النظام السوري وبعض حلقات “حزب الله” الذي يحاول بصعوبة تبرير وتعويض خسائر وعوائد مشاركته في الحرب في معادلة الداخل اللبناني.

السابق
اغتيال قنصل لبنان الفخري في بنين
التالي
لا تنزع حذاءك الذكي فتصير تائها