لبنان يفتح ابوابه موقتا وعودة النازحين السوريين الى ديارهم ضرورة

النازحين السوريين الى لبنان

لم يحل اعلان الحكومة الفرنسية جهوزيتها لاستقبال مسيحيي العراق ضحايا “الاضطهادات” بصفتهم طالبي لجوء دون تحرك الكنيسة الفرنسية في اتجاه دعم هؤلاء لابقائهم في ارضهم والوقوف في وجه اي مخطط يهدف الى تفريغ العراق من مسيحييه كتوطئة ربما لافراغ الشرق الاوسط منهم وقد اطلقت كنيسة فرنسا حملة تضامن مع مسيحيي الموصل رشح منها حتى الساعة مشروع توأمة بين ابرشيتي ليون والموصل وزار الكاردينال فيليب بارباران رئيس اساقفة ليون ومدير عام جمعية اعمال الشرق المونسنيور باسكال غولنيش والمطران ميشيل دوبو اسقف ابرشية ايفري الاراضي العراقية هذا الاسبوع وشكلت الزيارة جرعة دعم معنوية لهؤلاء ولفتة نظر دولية في اتجاه المسيحيين الهاربين من الموصل حيث التطهير الديني خصوصا انها تزامنت مع جولة وفد من مسيحيي الموصل على عدد من دول القرار حيث يزور راهنا واشنطن طلبا للحماية الدولية ودعما لانشاء اقليم مسيحي على غرار اقاليم الاكراد والسنة والشيعة في العراق.

وتوازيا ارتفعت اصوات في عدد من دول الاغتراب اللبناني مطالبة بتشكيل وفد كنسي علماني يزور الدول المشار اليها لمؤازرة مطلب مسيحيي الموصل تحت عنوان ابقاء مسيحيي الشرق في ارضهم للحفاظ على رسالته وتنوعه كنموذج للعيش المشترك وحوار الحضارات، وهو موضوع سيشكل محورا لعدد من المؤتمرات تعقد في لبنان حيث تفتح بكركي ابوابها في 7 آب المقبل لبطاركة الشرق لاتخاذ مبادرات تصب في خانة الحد من تهجير المسيحيين في الموصل بعدما دعا اللقاء التشاوري لممثلي الطوائف المسيحية والاسلامية في مطرانية جبيل اليوم الى تكوين قوة ضغط من المرجعيات الدينية وتشكيل وفد يطالب الدول بإيجاد حل سياسي يضمن بقاء المسيحيين والاقليات في اوطانهم.

وعلمت “المركزية” ان فاعليات سياسية مسيحية واسلامية تتداول في امكان عقد مؤتمر وطني اسلامي – مسيحي يخصص للتشاور في اوضاع المسيحيين في الشرق الاوسط ووجوب الحفاظ على التنوع الديني والثقافي والحضاري في دوله، تحت عنوان “نعم نحن “ن” اي نور. ويضيء المؤتمر على دور المسيحيين في النهضة العربية وتطور الدول سياسيا واجتماعيا وحضاريا وثقافيا.

في الجانب الميداني، والى النزوح السوري الذي تخطى المعقول والمقبول، بدأ نزوح مسيحيي الموصل في اتجاه لبنان يزيد منسوب الضغط الاجتماعي الذي يرزح اللبنانيون تحت وطأته على مختلف المستويات. وتعزو مصادر سياسية متابعة حركة النزوح العراقي نحو بيروت الى توافر عامل الطمأنينة للمسيحيين المضطهدين من الدولة الاسلامية اذ يرون في لبنان ملجأ آمنا، غير ان قدرات الدولة لم تعد تحتمل تدفق المزيد الى اراضيه نسبة للاعباء الكبيرة التي يرتبها نزوحهم وتؤكد ان على السلطات حزم امرها في ما يتصل بالوجود السوري الذي بلغ ارقاما تخطت كل التوقعات ولامست المليون ونصف مليون نازح علما ان الجزء الاكبر من هؤلاء موجود في لبنان بهدف الحصول على مساعدات من مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين ولم تعد تنطبق عليهم مواصفات النزوح خصوصا ان معظمهم من الموالين للنظام السوري، وفق ما اظهر مسار العملية الانتخابية التي جرت في السفارة السورية في اليرزة منذ نحو شهرين، ويمكن لهؤلاء ان ينتقلوا للعيش في المناطق الآمنة الشاسعة التي يسيطر عليها النظام، ذلك ان عودة هؤلاء الى بلدهم وتحويل المساعدات الدولية الخاصة بهم الى سوريا، يفسح المجال امام لبنان لاحتضان العراقيين المضطهدين موقتا لتأمين عودتهم الى بلادهم فور ارساء الحلول الكفيلة بذلك، لأن لجوءهم الى فرنسا التي فتحت لهم ابوابها سيشكل هجرة تسهم في تفريغ العراق من المكون المسيحي فيما المطلوب بقاءهم في هذه المنطقة وتقديم المساعدات الدولية المناسبة ليتمكنوا من العودة الى ديارهم بعد وضع حد لممارسات تنظيم داعش المتفلتة من القيم والاخلاقيات.

السابق
رستم غزالة ينفي حصول حوار ساخن مع حزب الله
التالي
حزب الله محرج إزاء حليفه المسيحي ويوكل لبري مهمة التمديد