السياسة الإعلامية لـ«حزب الله»: المنار نموذجاً

هي ورشة تنظيمية مكثفة تلك التي تجري اليوم في أروقة قناة «المنار» من شأنها إعادة هيكلة الجسم التنظيمي والإداري ليواكب المرحلة المقبلة، وهي تأتي في إطار إعادة توزيع المهام على صعيد القطاع الإعلامي في «حزب الله».

تأتي هذه المرحلة مع تولي إبراهيم فرحات، رئاسة مجلس الإدارة والادارة العامة للقناة قبل خمسة اشهر، واستكملت بتعيين الدكتور ابراهيم الموسوي، الذي نقل، بناء على طلبه، الى «المنار» ليتولى موقع نائب المدير العام ومدير البرامج السياسية والأخبار بعد ان تم دمجهما، بالإضافة الى عضويته في المجلس السياسي لـ«حزب الله».
ما هو التغيير الذي سيطرأ على البرامج السياسية والأخبار في «المنار»؟

يتمثل العنوان الأساس بالنسبة الى القناة بـ«تركيز وترشيق» الأداء، وهي تستند الى مشروع لتطوير القناة على المستويات كافة، شكل دمج المحطتين الأرضية والفضائية أول بوادره. يأتي هذا الأمر بعد أن كانت الجهود مشتتة في السابق بين دورتي البرامج المحلية والفضائية، مع تأكيد مسؤولي القناة على إيصال الرسالة الإعلامية الى الجمهورين المحلي والاغترابي.

أما العنوان الكبير الثاني فيلخص بزيادة مساحة الأخبار والبرامج السياسية، وقد استهل هذا الأمر فعلياً، وإن بجرعة زائدة، مع أحداث غزة، وتخصيص الجزء الغالب من البث لمتابعة العدوان على القطاع، على أن تستمر زيادة الجرعات السياسية في القناة «بشكل ثابت وبالتأكيد مهني إن كان على صعيد مساحة التغطية أو على صعيد تحديث الأداء»، يقول الموسوي.

«إنها مرحلة تحضيرية لإعادة البرمجة وهدفنا ترشيق وترشيد وتجويد المضمون على مستوى نشرات الاخبار والمواجز والبرامج السياسية»، يضيف الموسوي، مشيراً إلى ان الرؤية المستقبلية للقناة اقتضت دمج مديريتي البرامج السياسية والأخبار، وستكون سمة المرحلة المقبلة إجراء ورش عمل لإعادة الهيكلة، مشدداً على أهمية «الاستفادة من الجهود الجبارة الماضية التي بذلت منذ تأسيس المحطة حتى الآن على كل المستويات». ويضيف: سنجعل موارد العمل اكثر طوعية وسنعطي مساحات أكبر للضيوف السياسيين كما اننا سنزيد عدد مواجز الأخبار وسنعيد النظر ببعض النشرات الإخبارية وتقسيماتها بما يضمن انسيابية النشرة وسلاسة مضمونها.

لكن كيف ستواجه القناة تحدي الموضوعية السياسية في ظل موقعها على ضفاف الاستقطاب السياسي الحالي؟

يأتي الموسوي الى مهمة قديمة ـ جديدة، فهو قد أمضى 29 عاماً من عمره الحزبي في القطاع الإعلامي، حيث تولى مديرية البرامج السياسية، كما انه كان أول من أطلق النشرات الأجنبية (الإنكليزية والفرنسية) حين تولى مديرية النشرات الأجنبية. وهو أستاذ محاضر في عدد من الكليات في الجامعة اللبنانية، ومن هذا الموقع، يؤمن بأهمية دور ورسالة الإعلام بالنسبة الى موضوع مثل العدوان على غزة.

يقول الموسوي: تشكل القضية الفلسطينية رأس الأولوية على الدوام بالنسبة الى «المنار» برغم كل الأحداث التي طفت على الساحة، ونحن نواكب القضية من باب حق الشعب الفلسطيني في أرضه المحتلة. من هنا، يشكل موضوع غزة أولوية بالنسبة إلينا، وقد جاء هذا الأمر على حساب بعض البرمجة الخاصة بشهر رمضان برغم ما يرتبه هذا الأمر من خسارة مادية على القناة.

إذاً، هي ورشة شاملة ومقدمة ضرورية على مستوى التخطيط الاداري والهيكلي والفني والبرامجي، إضافة الى مواكبة التطور التكنولوجي في الاقسام كافة، ويبدو ان متابعي القناة سيكونون بانتظار «شكل فني» جديد لها في العام المقبل، الأمر الذي سيتزامن مع انتقال القناة الى موقعها القديم – الجديد في حارة حريك، طبعاً بعد تحديثه فنياً وتطويره لكي يلائم المتطلبات الجديدة للقناة والعاملين فيها.

السابق
استحداث مكاتب سجل عدلي في بنت جبيل
التالي
تركيا تستأنف رحلاتها الى اسرائيل