مناضلو الفيسبوك والحرب على غزة!

غزة
يُظهر "المناضلون الفيسبوكيون" كماً ملحوظاً من الإحتفاء بالأشلاء والجثث المتفحمة التي تتسبب بها طائرات العدو، تجدهم وكأنهم لا يخفون "سعادتهم" بأعداد الشهداء، يكتبون بحماس أن العدد وصل إلى 500 او 600 وهذا برأيهم فضيحة إسرائيلية –إضافةً إلى مشاهد الأشلاء والدمار- فضيحة لهز الرأي العام العالمي.

يُظهر “المناضلون الفيسبوكيون”  كماً ملحوظاً من الإحتفاء بالأشلاء والجثث المتفحمة التي تتسبب بها طائرات العدو، تجدهم وكأنهم لا يخفون “سعادتهم” بأعداد الشهداء، يكتبون بحماس أن العدد وصل إلى 500 او 600 وهذا برأيهم فضيحة إسرائيلية –إضافةً إلى  مشاهد الأشلاء والدمار- فضيحة  لهز الرأي العام العالمي.

 

في غمرة الحرب على غزة ينقسم اللبنانيون (والعرب بشكل عام) إلى مجموعات متناحرة يزايد بعضها على البعض الآخر، يشتمون بعضهم ولا يتردد غلاة المتحمسين في تخوين من لا يُجاريهم في “تضامنهم” الإفتراضي المشهود!

ينسى المعلقون أو يكادون أنّ الحرب هي على أرض فلسطين وليست على الفيسبوك وأنّ من يسقط شهيداً هناك هو غير من يحكي من وراء شاشة..

تجدهم يزايدون على الفلسطينيين انفسهم ويعطونهم ما توفر من التعليمات طالبين ضرب المزيد من الصواريخ أو قصف هذا الهدف او ذاك، ولمّا تخترق طائرةٌ جدارَ الصوت في سمائهم تراهم يهرعون هاربين!

يظن غلاة المزايدين أنّ “نضالهم” الفيسبوكي لا غنىً عنه وأنّ كتائب عز الدين القسام وغيرها من فرق المقاومين تنتظر تعليماتهم بفارغ الصبر، لا تتحرك إلا بعد جوجلة صباحية ل”بوستات” الفيسبوكيين!

يُظهر “المناضلون الفيسبوكيون” كماً ملحوظاً من الإحتفاء بالأشلاء والجثث المتفحمة التي تتسبب بها طائرات العدو، تجدهم وكأنهم لا يخفون “سعادتهم” بأعداد الشهداء، يكتبون بحماس أن العدد وصل إلى 500 او 600 وهذا برأيهم فضيحة إسرائيلية –إضافةً إلى مشاهد الأشلاء والدمار- فضيحة لهز الرأي العام العالمي.

ومن هنا فإنّ صفحاتهم تفيض بهكذا مشاهد مع طلبات مستعجلة للفيسبوكيين بالمشاركة في النشر “حتى يرى العالم” بعينيه ماذا يفعل العدو!

المطلوب من اجل تحقيق “الإنتصار” اكبر كمٍ من الشهداء وما أمكن من جبال الركام، هنا فقط “يهتز” الضمير العالمي وهنا فقط “ننتصر”!

لا اهمية لأطفالنا وشهدائنا ولا قيمة، المهم ان “نمرمغ” انف العدو بالذل حتى ولو لم يسقط منه 5 بالمئة مما يسقط لنا.. المهم “الكرامة”!

بطبيعة الحال يُسطر المقاومون على الأرض ملاحم بطولية في مواجهة الآله العسكرية الصهيونية بأدنى وسائل المقاومة والصمود. وبصرف النظر عن الأسباب والوقائع والمسؤوليات فإن ما حصل قد حصل ولم يعد هناك (بالمبدأ) مكان للخلافات والإنتقادات. دم الأطفال يسيل، هناك من يستثمر الحرب من أجل امور لا حاجة لأهل غزة المحاصرين بها الآن وبطبيعة الحال ليس بهدف تحرير فلسطين الذي لم يكن يوماً إلا شعاراً إستهلاكياً، شعار حق يُراد به كل شيء إلا الحق!

وعلى هذا النمط يأتي انقسام اللبنانيين والعرب. هناك بالتأكيد من يتضامن فطرياً حباً بفلسطين واهلها، وهناك من يتضامن (او ينتقد) عملاً بمنطق النكايات، فأتباع الممانعة مثلاً يشمتون الآن بحركة حماس لأسباب سورية صرنا نعرفها جميعاً.

وهناك في تيار المستقبل وجمهوره (المرتبط بالسعودية و ومصر من يصور نفسه “عاقلاً” يسأل عن الكلفة الباهظة وينتقد الحرب من اساسها (كما حزب الله تماماً، اللهم إلا بعض “التضامن” الشكلي إن لم يكن باتصالٍ هاتفيٍ فببيان). هناك بالمقابل من يدافع عن الحرب و”اصحابها” من وحي “إخوانية” حماس وتبعيتها الحالية لقطر!

قالت غولدا مائير رئيسة وزراء العدو بعد حرق المسجد الأقصى : “لم انم طوال الليل, كنت خائفة من أن يدخل العرب اسرائيل افواجاً من كل مكان، ولكن عندما اشرقت شمس اليوم التالي علمت ان باستطاعتنا ان نفعل مانريد”

الفيسبوك الذي لم يكن متوفراً في عهد غولدا مائير لن يمنع “اسرائيل” اليوم من فعل ما تريد، وحدهم المقاومون على الأرض يفعلون!

السابق
حرب يلاحق التخابر الدولي غير الشرعي
التالي
وعادت حماس إيرانية!