إلى أين يسافر اللبنانيون؟

يتوجه اللبنانيون إلى أصقاع الأرض مسافرين ومستكشفين لثقافاتٍ جديدة في دولٍ عدة من قارات العالم أجمع، والسفر مهم خصوصاً لناحية التحول النفسي الجذري الذي يحيط بالفرد، ففيه يتنشّط ويخالجه شعورٌ مختلفٌ عمّا يختبره في حياته الروتينية اليومية، ويشكّل السفر كذلكَ مناسبةً لإعادة التفكير والتأمل والاستجمام لطالما احتاج إليها الإنسان لإعادة التوازن لحياته جسدياً ونفسياً.

يختلف ترتيب سفر اللبنانيين باختلاف وجُهاتهم وأهداف سفرهم، ليتلخّص بالنقاط السبع الآتية:

1) اللبنانيون السّاعون للسياحة والتعرف الى ثقافات ولغات جديدة:

حبّ المغامرة والسياحة والترفيه عن النفس هو الدافع الأساسي عندهم لحجز تذاكرهم والسفر، حتى ولو لفترةٍ قصيرة من الوقت، فيسافرون في مجموعاتٍ من الأصدقاء أو الأقرباء، متوجهين خصوصاً في رحلاتٍ بحرية مستفيدين من رزمة عروضات مغرية تقوم بها مكاتب السفر. أبرز هذه الرحلات تجول في البحر الأبيض المتوسط بين دولٍ مثل اليونان، تركيا، كرواتيا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، تونس… يمكثون خلالها في الباخرة السياحية، ويجولون في المدينة التي ترسو فيها الباخرة لمدّةٍ تراوح بين ساعات عدة إلى نهار بأكمله، وذلك بحسب مدة الرحلة بأكملها (5 أيام، 6 أيام، أسبوع، 10 أيام).

2) السيدات المسافرات بهدف الاستجمام والاسترخاء:

يبرز الدافع الصحي الاستجمامي للسفر عندهنّ، فتكون رحلاتهنّ بهدف التدليك العلاجي والاستمتاع بأجواء الراحة والاسترخاء، وذلك عبر اللجوء إلى أحواض استحمام بالماء الساخن أو إلى السونا مما يبعد عنهنّ الهموم الضاغطة. كما أن سعيهنّ يشمل أيضاً إزالة السموم والسوائل الزائدة في الجسم، فيتوجّهن إلى منتجعات سياحية وحمامات معدنية، خصوصاً في الدول الأوروبية مثل تشيكيا وفرنسا وتركيا، بالإضافة إلى دولتَي تايلاند وماليزيا في آسيا. تؤكد المكاتب اللبنانية لـ”النهار” أن الإقبال على هكذا رحلات خفيف، ويقتصر على السيدات اللبنانيات، وأحياناً الأزواج معاً.

3) هواة الموضة:

يسافرون بهدف التبضع خصوصاً من محال الماركات العالمية، سعياً لتجربة تسوّق ممتعة. شغفهم الموضة، يبتاعون كل ما يروق لهم من ألبسة وأحذية وحقائب، يركّزون على جودة المحال الراقية و”يتفتّلون” في مدن الموضة باريس، ميلان، نيويورك… ومنهم من يرتاد أسابيع الموضة العالمية.

4) المؤمنون المشاركون في رحلات دينية:

الرحلات الدينية هي الأخرى جاذبة للمسافرين اللبنانيين، ولطالما شكّلت السياحة الدينية محطّ اهتمامٍ لهم، وما زيارة اللبنانيين لـ”سيدة مديوغوريه” في البوسنة والهرسك وتوجّهُهم في رحلات الحج إلى المسجد الحرام في مكة المكرمة في المملكة العربية السُّعودية، إلا دليلان على ذلك، وأتى إعلان قداسة الباباوين يوحنا بولس الثاني ويوحنا الثالث والعشرين في نيسان الماضي فارضاً نفسه على مكاتب السفر، إذ أمّنت عروضاً للبنانيين للسفر إلى الفاتيكان، بسبب كثرة الطلب والإقبال المحلي.

5) محبّو الرياضات الخطِرة (Extreme Sports):

يستقطب هذا النوع من الرياضات شريحة واسعة من اللبنانيين، وتؤمَّن رحلات إلى العديد من الأماكن، مثل رحلات الـSafari إلى تانزانيا وكينيا وجنوب أفريقيا، وتوضح مكاتب السفر لـ”النهار” أن اللبنانيين يتوجهون إلى الأرجنتين حيث يمارسون الغوص (Scuba Diving) وإلى شرم الشيخ حيث يمارسون الغوص والتزلج الهوائي أيضاً (Parasailing)، وأنّ منهم من يشارك المتسلقين رحلتهم إلى أعلى قمة في العالم – قمة إفرست.

6) رحلات خاصة بـ”شهر العسل”:

هم المتوجهون في رحلاتٍ يستمتعون خلالها بأجواء رومنسية ومناظر خلابة، وتكثر رحلات اللبنانيين المتزوجين جديداً إلى جزر المالديف، وإلى المدن الإيطالية من البندقية إلى روما ففلورنسا، كذلك تكثر رحلاتهم إلى مونتي كارلو في فرنسا، وإلى جزيرة ميكونوس اليونانية، على سبيل المثال لا الحصر. تقدّم المكاتب اللبنانية عروضات خاصة بـ”شهر العسل” جاذبةً اللبنانيين الداخلين القفصَ الذهبي، بأسعارٍ تتناسب وميزانياتهم، كما أن بعض المكاتب تؤمّن رحلات للزواج المدني في قبرص مسهّلةً الإجراءات أمام الثنائي.

7) الشباب اللبنانيون عشّاق كرة القدم:

يشكل عشاق رياضة كرة القدم من الشباب اللبناني فئة مهمةً من مغادري مطار رفيق الحريري الدَّولي، خصوصاً إلى إسبانيا حيث تشكّل مدينة برشلونة الجاذب الأكبر لهم حالياً، بحسب ما تُجمع شركات السفر اللبنانية، إذ يتوجه اللبنانيون إلى ملعب Camp Nou الخاص بنادي برشلونة، كما يزور اللبنانيون العاصمة الإسبانية مدريد وملعب النادي الملكي Santiago Bernabeu Stadium لمشاهدة المباريات ولاعبيهم المفضّلين، وتلي المدنُ الإيطالية إسبانيا كموقعٍ جاذبٍ لعشاق كرة القدم، وبعدها المدن الإنكليزية، ولقد تكاثرت الرحلات المتوجهة إلى البرازيل أيضاً لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2014 (FIFA World Cup) الماضية، ما يؤكد ارتباط السفر بالأحداث العالمية في الكثير من الأحيان.

السابق
صاروخ عين عطا سقط في حاصبيا
التالي
صبي (9 سنوات) وعروسه (62 سنة)!