بعد التأجيل التاسع لانتخاب رئيس للجمهورية، عقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع مؤتمرا صحافيا في معراب استهله “بالأحداث الدموية غير المقبولة التي تشهدها غزة والموصل”. وحيا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، داعياً الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الى “التدخل سريعا لاتخاذ القرارات اللازمة، والا متى يتحرك مجلس الأمن ويتدخل؟”. واذ رأى ان “الوضع في الموصل مماثل لما يجري في غزة”، أكّد ان “المسلمين معنيون مباشرة ويجب أن يتدخلوا لإيقاف ما تقوم به بعض المنظمات كالدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، باعتبار أن مثل هذه الأعمال تؤذي الدين الإسلامي”. كما ناشد “المجموعات الاسلامية المعتدلة” في العراق التدخل لمنع ارتكابات “داعش” في حق المسيحيين والأقليات وحتى في حق الأكثرية السنيّة.
وفي موضوع الانتخابات الرئاسية، كرر اسفه للفراغ “ولاسيما أن لا أسباب موجبة وقاهرة له، ولا مبرر للتعطيل سوى أن هناك رغبةً لدى فريق من النواب في إيصال مرشحه الى سدّة الرئاسة، “أو عمره ما يكون في انتخابات ولا رئيس جمهورية!”.
ورأى ان “تعطيل الرئاسة يجرُّ تعطيلاً على مستوى مجلسي النواب والوزراء”، منتقدا “من يطرح التعديلات الدستورية في ظل هذه الظروف”، ولافتا الى ان “توقيت هذا التعديل غير مناسب”، وذكر بأنه “كان الأحرى بمن يريد طرح تعديل دستوري أن يطرحه قبل عام أو أكثر، وحرام المتاجرة بالناس”.
وتحدث عن “عاملين يساهمان في تعطيل الانتخابات الرئاسية هما: العامل الداخلي المتمثل في “تكتل التغيير والاصلاح” الذي يريد إيصال العماد ميشال عون الى سدّة الرئاسة، والعامل الخارجي ويتمثل في ايران و”حزب الله” الذي ينتظر الحصول على سعر أفضل لبيع رئاسة الجمهورية على مذبح المصالح الايرانية والاقليمية”.
وكشف ان “المشاورات بدأت داخل 14 آذار، وما يُطرح هو ما نطرحهُ في معراب ويطرحه كل مواطن، وبصراحة، لم نصل الى خطوة عملية. البعض طرح أن نسمّي مرشحاً توافقياً في وجه الآخرين علّهم يكفون عن التعطيل، ولكن أياً كان هذا المرشح، ففريق 8 آذار مصرٌّ على إيصال مرشحه”.
ونوّه بجهود البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “الذي يفعل كل ما يجب فعله عبر تحديد المشكلة”، مؤكدا “مواصلة الضغط لإجراء الاستحقاق الرئاسي، ولكن في حال وصلنا الى موعد الانتخابات النيابية ولم ننتخب رئيساً بعد، أميلُ شخصياً الى إجراء الانتخابات النيابية كي لا نستمر في المنهج التعطيلي”.
وخلص الى ان موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري هو “دعم العماد عون لرئاسة الجمهورية ولم ألمس معطيات تشير الى جهوزه للانتقال الى مرحلة أخرى للبحث عن اسم توافقي أو مرشح آخر”، كاشفا ان “بعض الكتل النيابية يعمل للتمديد لمجلس النواب وهذا أمرٌ غير مقبول”.
وبعد الظهر عرض جعجع مع عضو كتلة “المستقبل” النائب سمير الجسر موضوع الانتخابات الرئاسية وضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت، وما يُمكن أن تقوم به 14 آذار لإحداث اختراق في جدار التعطيل.
