أصحاب عقارات مراكز ’اليونيفيل’ يصعّدون

تعود كل مدة قضية أصحاب العقارات المشغولة من قبل قوات “اليونيفيل” في الجنوب إلى الضوء. ويمكن أن يكون أمين يحي أشهرهم، وهو الذي لم يكلّ خلال كل تلك السنوات من المطالبة وتكرار المطالبة باستراجع أراضي والده، الذي أقعده همّ خسارة أرضه ورؤية أشجار بستانه تقطع.

أمين يحي قرر نصب خيمته أمام مقر القوة الماليزية في حاريص أمس. المقر يمتد على ثلاثة عشرة دونماً من الأراضي، التي تعود ملكيتها لأمين ولإثني عشر أخاً وأختاً، لم يطأوا أرضهم منذ عقود. قرر أمين أن يحاصر “اليونيفيل” بجسده وحيداً ويمنعهم من إخراج مياه البئر الموجودة في أرضه، فيما هو يتحسر على نقطة ماء وسط أزمة المياه المنتشرة في لبنان.
يصر يحي على استرجاع أرضه، مشيراً إلى أنها تساوي حالياً أكثر من أربعة ملايين دولار، فيما هو يعمل سائق باص لنقل الطلاب. سنوات نضال قاسية عاشها يحي من أجل استعادة أرضه، التي يقول إنها “مسروقة”. تظاهر واعتصم وقطع الطرق ونام في العراء، إلا أنه يصر على مواصلة الطريق حتى “تحرير” أرضه. روايات كثيرة يحكيها عن لقاءات بمسؤولين ووزراء ونواب لكنها كلها كانت “جعجعة بلا طحن”.
وأمام دموعه التي تسيل على مقربة من أرضه، التي ينظر إليها من وراء السياج، يصبح الحديث عن تعويضات فائتة وبدلات إيجار لم تدفع منذ سنوات، فضلاً عن قيمتها الزهيدة قياساً بالثمن الفعلي للأرض (300 دولار سنوياً للدونم الواحد)، يصبح كل ذلك بدون قيمة. يقول: “أنا اريد ارضي كما كانت، وليسترجعوا كل ما دفعوه لي وحبة مسك”.
محمد الرباعي المتحدث، باسم “تجمع أصحاب العقارات المشغولة من الطوارئ”، يشير إلى أن أصحاب العقارات لهم مستحقات متراكمة منذ عقود في ذمة الدولة، وكل لقاءاتنا المتكررة مع المسؤولين منذ بداية التسيعنيات لم تفض إلا إلى إعطائنا النزر اليسير من الأموال التي هم أقروها لنا ولا نقبل بها. وتساءل الرباعي كيف تستطيع خزينة الدولة دفع المليارات فوائد ديونها ولا تستطيع دفع ملايين قليلة لقاء الأراضي التي تشغلها القوات الدولية، مشيراً إلى أن عشرات الملاك توفوا وفي قلوبهم حسرة أن يسكنوا في منازلهم، ومنهم أحد ملاك مقر الكتيبة الماليزية حالياً، الذي توفي ولم يدخل بيته بل كان يستأجر منزلا في البلدة.
وكشف الرباعي أن “بعض أصحاب العقارات وقعوا منذ ستة أشهر على أوراق استلام أراضيهم، إلا أن أحدا لم يستلم متراً حتى اليوم”، متسائلاً عن الجهة التي ستعيد تلك الأراضي إلى حالها، خاصة أننا نملك أوراقاً أعطانا إياها الدوليون منذ سنوات يتعهدون خلالها إعادة تلك الأراضي إلى الحالة التي كانت عليها قبل إشغالها”. وطالب الرباعي الدولة بسحب يدها من الموضوع “ونحن نستطيع إخراجهم من الأرض بالقانون عبر رفع دعاوى دولية على الأمم المتحدة”.

السابق
هكذا باعت تركيا نفط كردستان إلى اسرائيل!
التالي
الحجيري: فقدنا السيطرة على جرد عرسال