خطاب الحريري بداية فك ارتباط بـ’القوات اللبنانية’

صنّفت مصادر سياسية مراقبة خطاب الرئيس سعد الحريري بالامس في خانة الخطابات العادية، التي يمكن ان تقال في كل المناسبات وفي اي ظرف عادي، وليس في مثل هذا الظرف الدقيق والحساس الذي يمر به لبنان، وقد مضى على حالة الفراغ في سدة الرئاسة الاولى ما يقارب الشهرين، وفي ظل جمود قاتل سواء على مستوى عمل المؤسستين التشريعية والتنفيذية، أو على مستوى الحال الاقتصادية الصعبة والضائقة المعيشية التي يعيشها المواطنون.

واعتبرت هذه المصادر أن ما قاله الحريري لم يحمل جديدا، وهو اكتفى بتشخيص الداء من دون أن يصف العلاج، وهو كلام يقوله أي مواطن يتابع اليوميات السياسية ويتتبع نشرات الاخبار ويقرأ الصحف.

وتوقفت هذه المصادر عند نقطتين اثارهما الحريري في خطابه: الاولى، عندما تحدث عن ضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية سريعا وكأولوية لا تتقدمها اولوية وطنية اخرى، واشارت إلى أن رئيس تيار “المستقبل”، وهو الذي تبنى ترشيح رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع كمرشح وحيد لقوى 14 آذار، وهو الذي فتح حواراً عريضاً مع “التيار الوطني الحر” ورئيسه العماد ميشال عون، يعرف تماما أن عقدة الرئاسة تقف عند حدود الرابية ومعراب.

واضافت: إذا كان الحريري جدياً في سعيه إلى إخراج هذا الاستحقاق من عنق الزجاجة من خلال تشديده على إجراء الانتخابات الرئاسية اليوم قبل الغد، فهذا يعني عمليا فك تحالفه مع “القوات اللبنانية” في الموضوع الرئاسي حصرا، ووقف مفاوضاته مع العماد عون، واعلانه صراحة أنه يفضل أن ترشح 14 آذار شخصا آخر غير الدكتور جعجع، وكذلك إبلاغ “التيار الوطني الحر” وفي شكل واضح وصريح رفض ترشيح العماد عون.

وبذلك يكون الحريري، كما تقول هذه المصادر، قد فتح على نفسه جبهتين في آن واحد: جبهة الرابية وجبهة معراب، وهما من الاركان الاساسيين في التركيبة السياسية والمسيحية، وهو يعرف ضمنا أن أي حل آخر لموضوع الرئاسة لا يمكن أن يكتب له النجاح ما لم يكون لهذين الفريقين المسيحيين دور اساسي ورئيسي، في عملية الترشيح أو في تسمية المرشحين المفترضين من ضمن خطة اطلق عليها تسمية الخطة “ب”.

أما النقطة الثانية فهي حديث الحريري عن الحكومة الجديدة على صورة الحكومة الحالية، أي من دون “القوات اللبنانية”، مما يعزز احتمال فرضية فك الارتباط معها، ليس على الصعيد الرئاسي وحسب بل وعلى الصعيد الحكومي، وقد تنسحب هاتان الخطوتان على التحالفات في الانتخابات النيابية، الامر الذي يهدد بفرط عقد تحالف قوى 14 آذار، وحزب “القوات اللبنانية” شريك اساسي في مكوناتها.

وفي رأي هذه المصادر أن ما قاله الحريري بالامس ومشى لن تكون له ترجمات عملية على ارض الواقع وسيبقى صداها تردادا في وادٍ الفراغ الرئاسي.

السابق
القصة الكاملة لمنذر الحسن
التالي
بالصورة: الإعلامي نديم قطيش يهاجم