حافلة عمومية.. للاستحمام!

اتخذت مجموعة أميركية غير ربحية مقاربة جديدة لمسألة مساعدة المشردين في مدينة سان فرنسيسكو، من خلال تمكينهم من الاستحمام في حافلة تم تجهيزها لهذه الغاية.

وتمكنت المجموعة التي ترأسها دونيس ساندوفال من تجهيز حافلة قديمة للنقل العمومي بغرفتين صغيرتين للاستحمام يتوفر فيهما الماء الساخن والصابون، بالإضافة غلى مرحاضين نظيفين ومناشف مجانية.
وتحاول ساندوفال، مؤسسة «حافلة الاستحمام المتجولة لافا ماي»، من خلال مشروعها «إعادة بعض الكرامة إلى أولئك الذين يعيشون في الشوارع»، فبحسب رأيها «يعيش المشرد في الشارع، ويصبح معدماً، لا يستطيع التقدم إلى وظيفة أو استئجار منزل، فيتجرد بذلك من كل ما يمت إلى الإنسانية بصلة، ولذلك قد يكون الاستحمام أمراً رائعاً نقدمه إلى هؤلاء المشردين».

وتعتبر مؤسسة «لافا ماي» أن حافلاتها المتحركة «ستسمح لنا بالوصول إلى جميع من هم بلا مأوى، والمنتشرين في كافة أنحاء المدينة».

وكان مسح أجري في العام الماضي أحصى وجود 6400 مشرد في سان فرانسيسكو. ويختبر المسؤولون في المدينة حافلة مجهزة بمراحيض للعموم، في مقاطعة تندرلوين التي تعج بالمشردين، بحيث ستكون متوفرة لساكني الشوارع في أوقات محددة يومياً.

أما حافلة «لافا ماي»، فبلغت تكلفتها 75 ألف دولار، تم تمويلها بتبرعات خاصة، أبرزها من شركة «غوغل»، التي أثارت حافلاتها الخاصة التي تنقل موظفيها إلى مقر الشركة استياء سكان المدينة، والذين نظموا العديد من التظاهرات ضدها. ويسمح للحافلة الخيرية بتعبئة مياهها من مراكز الإطفاء الموجودة في المدينة.

من جهته، أخذ المشرد رالف براون (55 عاماً) أول حمام له في حافلة «لافا ماي» الشهر الماضي. ويقول براون «عندما يبدأ الناس بالهروب منك، أو الابتعاد عنك كثيراً في الأماكن العامة والحافلات العمومية، هذا يعني أنه عليك الاستحمام».

وتتواجد في المدينة الأميركية مراكز عامة للاستحمام، ولكنها تتطلب عادة فترات انتظار طويلة نظراً لحجم الطلب عليها.

وتوفر الحافلة الجديدة، فضلاً عن خدمة الاستحمام، فرصة للراحة والاستمتاع بالموسيقى الهادئة. «لقد تفاجأت لردة فعل المشردين عندما رأوا الحافلة لأول مرة»، تقول ساندوفال، مضيفة أنها «فرصة رائعة أن تقدم لبعض المعدومين شيئاً بهذه البساطة، ولكنه جوهري وأساسي لحياتهم».

السابق
النظام السوري واستراتيجية الرهان على الوقت
التالي
مئة مليون ’لايك’ لشاكيرا