القلق من كلام الحريري… بكل صراحة

“لنتصارح أكثر يا دولة الرئيس(الحريري) . ذلك أن علاقة خطابك يوم الجمعة الماضي بالاستحقاق الرئاسي المجهض أو المقبل، كانت موضع بحث مطول ومعمق في نقاشات اللقاء المسيحي ، كما في أوساط بكركي نفسها.ولنكشف الأوراق كلها يا دولة الرئيس، كما اعتدنا دوماً. فنحن أناس لا يعرفون التقية ولا الباطنية ولا نهج اللغتين أو اللسانين أو الوجهين. نحن أناس كما تعرف، يقولون ما يفكرون فيه. ويفكرون كما يقولون. عملاً بالنعم نعم، أو لا فلا. والتزاماً بأن أبناء الحق يقبلون على الضوء ولا يخافون النور. فلنقل كل شيء. نعم لقد طرح جدياً وبعمق في نقاشات اللقاء المسيحي موضوعان مقلقان: أولاً، لماذا توقيت كلامك الآن بالذات؟ وثانياً، إلى أين يراد لهذا الكلام في هذا التوقيت، أن يقود البلد؟ لماذا إذن قررت الكلام الآن؟ ولأننا نتصارح يا دولة الرئيس، كان الانطباع في اللقاء وفي أوساط بكركي وفي البيئة المسيحية الشريكة لك في الوطن، تساؤلات من نوع: هل تحرك شيء ما في الإقليم وفي الخارج؟ هل صحيح مثلاً، أن تطوراً ما قد سجل في بغداد، من نوع تغيير حكومي، قد يفتح الباب على ميني ـــ صفقة سعودية إيرانية برعاية أميركية؟ وهل يمكن أن يتلازم ذلك مع تحديد الموعد الجديد للتفاوض النووي في 24 تشرين الثاني، بما يُحدث ثغرة في جدار الأزمة الخارجية، قد تنفذ منها صفقة وصاية جديدة، تفرض علينا رئيساً جديداً، كما حصل ويحصل منذ ربع قرن من مأساة اتفاق الطائف؟ وهل يعقل أن يكون توقيت كلامك مرتبطاً بهذا الحراك الخارجي لا غير؟ بحيث يبدأ في بيروت تمهيد بلدي، يلاقي الصفقة الدولية، فيكون للبنان تعيين آخر برفع الأيدي نفسها، وبصم الأصابع ذاتها، مرة أخرى؟

السابق
لماذا لا تدعو المسيحية السياسية اللبنانية إلى حالة طوارئ حول مسيحيّي المشرق؟
التالي
48 ساعة لإطلاق الصباغ وإلا فلبنان من المصنع إلى العبودية في الشارع