غزّة: إيران تعاقب حماس

المستوطنيين الثلاثة
عملية اختطاف المستوطنيين الثلاثة ومن ثم تصفيتهم تبين أن من قام بها مجموعة تابعة لفصيل فلسطيني يعمل لمصالح ايران. فإيران تريد أن تعاقب حماس على موقفها الداعم للشعب السوري ضد النظام الديكتاتوري، وايضا تريد أن تحرف الانظار عما يتعرض له محورها في العراق وسوريا.

عملية اختطاف المستوطنيين الثلاثة ومن ثم تصفيتهم تبين أن من قام بها مجموعة تابعة لفصيل فلسطيني يعمل لمصالح ايران. فإيران تريد أن تعاقب حماس على موقفها الداعم للشعب السوري ضد النظام الديكتاتوري، وايضا تريد أن تحرف الانظار عما يتعرض له محورها في العراق وسوريا.

حتّى او قلنا “غزّة يا نبض الضفة”، ليس للضفة نبض نسمعه يحاكي جراح غزّة حاليا، فكيف بالانظمة العربية والاسلامية؟ الا من رحم ربي، والذي يتكلم صمتها عن موافقة وربما علمها المسبق بما يجري في غزة، من هجمة همجية صهيونية، ربما أراد الكيان الصهيوني من خلالها أن يرتقي الى المستوى الاجرامي الذي تمارسه بعض الانظمة العربية تجاه شعوبها.
فعملية اختطاف المستوطنيين الثلاثة ومن ثم تصفيتهم، لم تكن عملية عشوائية، بل عملية مخطط لها بشكل محكم، الهدف الأساسي منها، اعطاء الدولة العبرية ذريعة من اجل القيام بعدوانها والقضاء على حركة حماس التي لم تعلن مسؤوليتها عن هذه العملية.
عملية تبين لاحقا، أن من قام بها مجموعة تابعة لفصيل فلسطيني يعمل لمصالح ايران، فتصفية الشبان الاسرائليين ما كانت لتتم لو ان حماس من قامت بهذه العملية، لأن حماس كانت لتستثمر هذه العملية بعملية تبادل للاسرى، أما التصفية فستجر حرب تعرف حماس جيدا انها ستكون وحيدة في خوضها في ظل ما تشهده المنطقة من ثورات شعبية وحروب مذهبية نسيت في ظلها فلسطين كل فلسطين، وأصبحت البوصلة لا تصوب نحوها ابدا من قبل تجار الشعارات والاوطان.
فإيران تريد أن تعاقب حماس على موقفها الداعم للشعب السوري ضد النظام الديكتاتوري، وايضا تريد أن تحرف الانظار عما يتعرض له محورها في العراق وسوريا، حيث أعادت انتفاضة الشعب العراقي خلط الاوراق في المنطقة بعد الانتصارات والتقدم السريع التي احرزته ضد نظام المالكي حليف ايران وأهم ممولين مشروعها في المنطقة، فما كان من ايران الا الايعاز لاتباعها في غزة بالقيام بعملية الاختطاف والتصفية لتفتح امام الكيان الصهيوني ابواب الحرب على غزة.
أما نظام السيسي في مصر الذي كان أكثر وضوحا منذ الاساس، حيث عبر بصراحة عن اتهام حماس بالاعتداء على الكيان الصهيوني، مسجلا خطوة جريئة باعطائه الضوء الاخضر للدولة العبرية للقيام بعدوانها، والقضاء على حماس، الذي يعتبرها عدوه الاول في المنطقة، واحدى المنظمات الداعمة للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، الذي عزله السيسي بانقلاب عسكري، انتقل بمصر من ضفة مناصرة المظلوم والشعوب العربية التواقة للحرية، الى ضفة مناصرة الظالم والوقوف في وجه الحركات التحررية الطامحة الى الحرية، فتصريحات وزير خارجية نظام السيسي لم ترتق لمستواها سوى تصريحات المسؤولين الصهاينة.
السيسي طرح مبادرة، مبادرة ذل واستسلام المقاومة الفلسطينية التي يريد سحقها، ووضع غزة تحت وصايته، حيث يعتبر الكيان الصهيوني نظام السيسي خشبة الخلاص في زمن تحرر الشعوب العربية، هذه المبادرة التي قوبلت من قبل المقاومة بالرفض القاطع، والتي علق عليها احدى قادة المقاومة بالقول “لن نقبل بالاذلال بعد اليوم اما أن نحصل على مطالبنا أو ان نقاوم حتى أخر شخص في غزة”.
إن قوة الارادة في التصدي للعدوان التي ابدته المقاومة الفلسطينية، جعل الجميع يبدأون بالتفكير بطرق مختلفة عما كان مخطط له، فأوباما يرسل وزير خارجيته الى مصر للعمل على اعادة احياء اتفاق الهدنة المشرف الذي ابرم في عهد الرئيس محمد مرسي بين الصهاينة والمقاومة الفلسطينية، واعلام بعض أنظمة المنطقة وعلى رأسه القنوات الايرانية الناطقة باللغة العربية، بدأت تحسن من لهجتها تجاه مديح المقاومة، وتغطية الاحداث بشكل مكثف بعد ان تجاهلت ما يحدث في بداية العدوان، متناسية شعار تحرير فلسطين بعد أن اصبح شعارها الاول تحرير سوريا والعراق من شعبيهما، فمعركة غزة أسقطت ما تبقى من أقنعة تجار القضية الفلسطينية.

السابق
المعلم: دمشق واثقة من النصر بفضل الدعم الروسي
التالي
مصطفى علّوش لمنتقديه: لم يفهوا كلامي أو لم يشاهدوا المقابلة