توقيف حسام الصباغ وقع عن طريق الخطأ والأجهزة الأمنية مرتبكة

وجدت الأجهزة الأمنية نفسها مربكة أمام ما حدث، خصوصاً أنّ الصباغ مطلوب بموجب أحكام سابقة وليس فقط مذكرات توقيف، وبالتالي الكلمة الفصل عند القضاء. وهم يحاولون أن يجدوا مخرجاً لائقاً للإفراج عن الشيخ من دون إثارة المشاكل أو الظهور كحماة الشيخ.

أفادت مصادر مطّلعة لموقع جنوبية أن توقيف الشيخ حسام الصباغ، المعروف بعلاقاته مع القاعدة واشتراكه في القتال في أفغانستان والشيشان والعراق سابقاً، وقع “عن طريق الخطأ”، ممّا ترك الأجهزة الأمنية في حال من الارباك لكون خطوة كهذه لم تكن مخططة ولا محسوبة.

وفي التفاصيل، أكّدت المصادر أن لا علاقة بين توقيف الصباغ ومداهمة منذر الحسن في الـ”سيتي كومبلكس”، طرابلس، الّتي نفّذها فرع المعلومات. وبحسب المصادر، لقد مرّ الشيخ الصباغ عند الحاجز الأمني، وتوقف كما يجب ان يحدث. ولما طلب العناصر عند الحاجز اسمه وأفادهم به، ولأنّه مطلوب من السلطات اللبنانية، فكان توقيفه محتّماً.

الصبّاغ الذي تربطه علاقة وثيقة بالأجهزة الأمنية، وحتّى بوزير الداخلية، ويلتقي بمسؤولين كبار دائماً، يتجول بحرية في كافة أنحاء البلد، لكن لا يفترض به أن يمرّ عند الحواجز الأمنية.
ولمّا بات الموضوع عند الشرطة العسكرية، لم يعترض الشيخ على توقيفه الّذي اعتبره “نصيبه” وقال: “الله كاتبلي هيك” من دون أن يقاوم التوقيف. وبحسب المصادر، يتولّى الصباغ دائماً مهمّة تهدئة الأجواء في طرابلس ويضبط الشارع، ومشهود له بالدور الإيجابي الّذي لعبه في تطبيق الخطة الأمنية الّتي أنهت اشتباكات طرابلس في شهر نيسان.
وبسبب شعبيته في الشارع الطرابلسي، لطالما تمكّن الصباغ من ان يأخذ على عاتقه مهمة ضبط الانفعالات، وقد لعب مؤخراً دوراً كبيراً لإعادة فتح الطرقات إثر الاعتصام الأخير عند دوار أبو علي في طرابلس.

وقد وجدت الأجهزة الأمنية نفسها مربكة أمام ما حدث، خصوصاً أنّ الصباغ مطلوب بموجب أحكام سابقة وليس فقط مذكرات توقيف، وبالتالي الكلمة الفصل عند القضاء. وهم يحاولون أن يجدوا مخرجاً لائقاً للإفراج عن الشيخ من دون إثارة المشاكل أو الظهور كحماة الشيخ.
هذا وقد طلب الشيخ، إثر توقيفه، من الأجهزة الأمنية ان يؤمنوا له اتّصالاً مع “الشباب” من مناصريه لكي يطلب منهم ألّا يتحركوا للتنديد بتوقيفه أو المطالبة بإطلاق سراحه. “فالشيخ تعب من المهمة الكبيرة الّتي ألقيت على عاتقه ويريد قسطاً من الراحة، وقد يجده ربما في السجن”، بحسب مقرّبين من الصباغ. ويختم المقربون من الشيخ حديثهم بضحكة تنم عن الكثير من سخرية هذا الموقف: “قد تبدو ملابسات التوقيف مضحكة وسوريالية، لكن هذا ما حدث!”.

السابق
هنية: مطالبنا وقف العدوان وإطلاق الاسرى ورفع الحصار
التالي
السنيورة: ‘المستقبل’ يقف علانية الى جانب إقرار’السلسلة’