الموسوي: سنواجه إجرام العدو بقدرات قتالية نعمل على زيادتها

أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي خلال احتفال تأبيني في بلدة حاريص أن “الشهداء الذين نقدمهم إنما يدافعون عن لبنان بأسره بجميع طوائفه وأحزابه، لأن الخطر التكفيري بدا أنه لا يميز بين أحد وآخر، واليوم فإننا نشهد تهجيرا جماعيا المسيحيين من الموصل ومن قبل هجر مئات الآلاف من مختلف الطوائف في العديد من المناطق السورية، فكل من لم يقف مع الفكر التكفيري كان مصيره الموت أو التهجير. لذلك فإننا في لبنان اليوم، نحافظ على بقائنا وعلى تعدديتنا وعلى العيش معا بأننا نقف هذه الوقفة التي قمنا بالوقوف بها لأجل الدفاع عن المقاومة، ولو استبق غيرنا التطورات واتخذ الموقف نفسه لحمى العراق من الجرائم التي ألمت به. ونذكر أن المئات يجري قتلهم بدم بارد في حين أننا حين نقدم شهداءنا فإننا نكسب هذا الوطن والأمة حصانة في وجه هذا السم الذي يحاول التفشي في جسدنا”.

وأضاف: “إن ما نشهده في غزة اليوم وخصوصا المجزرة المروعة التي ارتكبت في حي الشجاعية، والتي بلغ ضحاياها حتى الآن ما يزيد عن 60 شهيدا و250 جريح، فهذه الجريمة النكراء ارتكبها العدو الصهيوني العنصري بدعم من قوى دولية وعربية، ونذكر ان من ارتكب الجريمة هو العدو الصهيوني لكي لا تقلب الدعاية الغربية وبعض الدعاية العربية الضحية إلى جلاد والمجرم إلى ضحية، ولكي لا يقال إن السبب في المجزرة التي حصلت هو المقاومة، فالذي ارتكب هذه الجريمة هو العدو العنصري الذي عرفنا جرائمه نحن في لبنان وعرفها الكثير من الشعوب العربية، فهذه الخلاصة يجب أن نضعها أمام أعيننا وهي أننا في إزاء عدو صهيوني لا تنفع معه الدعاوى الإنسانية، وفي حال المواجهة معه لن يكون لنا من غطاء يحمينا من مواجهة إجرامه إلا القدرات القتالية التي يجب أن نعمل على الدوام على زيادتها”.

وتابع:”منذ أكثر من عشرة أيام لم يتحرك بما يسمى الرأي العام الدولي، وهو يترك الصهاينة يفتكون بالشعب الفلسطيني، والشعب الفلسطيني لا يقوم بأكثر من حقه المشروع في الدفاع عن نفسه في سعيه من أجل تحرير أرضه وإنسانه ومن أجل تحرير آلاف المعتقلين في السجون الإسرائيلية واستعادة أرض آبائه وأجداده، وهو اعتمد من أجل تحقيق هذه الأهداف على قدراته الذاتية وعلى مقاومته وسلاحه، ولم يكن له كما لم يكن لنا من قبل مصير إلا قدراتنا، فليس للشعب الفلسطيني مصير إلا قدراته. إننا نعتقد أنه على الرغم من الجرائم النكراء التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني إلا أنه حقق حتى الآن انتصارات، وبوسعه أن يحقق نصرا موصوفا على العدو الصهيوني، وأذكر بأن الخلاصات التي أصدرت في تقرير لجنة “فينوغراد” نصت على أن أي حرب يخوضها الجانب الإسرائيلي يجب أن تكون على النحو الذي يؤدي إلى نصر سريع وحاسم وواضح. واليوم بعد عشرة أيام فإن العدو لا يستطيع أن يتحدث عن نصر فضلا عن أن يكون نصرا سريعا وواضحا وحاسما، فهذه الخلاصة التي جرى التوصل إليها واعتبرت بمثابة الكتاب المقدس لأي عمل عسكري إسرائيلي قادم تظهر عجز إسرائيل عن تحقيق نصر سريع وواضح وحاسم”.

وتابع: “إن العدو الصهيوني الذي عمل على إبعاد أن تكون جبهته الداخلية هي ساحة المعركة إلا أنه وعلى الرغم من مبالغته بفعالية القبة الحديدية يعترف بأنه ما من مكان في الكيان الصهيوني إلا ويضطر أهله إلى النزول إلى الملاجىء، وحين تطلق صفارات الإنذار على الرغم من أن ثمة صواريخ تنطلق لتعطيل وصول صواريخ المقاومة ولكن النتيجة متحققة أنهم يهرعون جميعا من أماكنهم إلى الملاجىء لدرجة أن الحكومة الإسرائيلية نفسها تعقد اجتماعاتها في مقر رئاسة الأركان ولا تعقدها في مقرها الأساسي”.

وقال: “إن المقاومة قد نجحت في إشعار سكان الكيان الصهيوني أنهم في حال الإستهداف بغض النظر عن النقاش إذا كانت الصواريخ قد وقعت في هذا المكان أو ذاك، وإننا من متابعتنا للصحافة العبرية فإن هذه الصحافة لم تعد تتعاطى بطريقة شفافة بل تتصرف على أنها في حال حرب، لذلك تمارس الرقابة العسكرية مضافة إلى الرقابة الذاتية على ما تنشر، ولذلك فإنها تتستر على الوقائع المحددة لحرصها على إبقاء معنويات شعبهم عالية في ظل ما يشهدونه من تحد لإرادتهم، في وقت لم تستطع إسرائيل كسر إرادة وقدرة المقاومة، التي لا زالت قادرة على إرسال الصواريخ”.
واكد “إن العنف الذي يستهدف المدنيين بصورة متعمدة كان الهدف منه هو أن ينفضّ الشعب الفلسطيني من حول المقاومة، ولكن هذا الشعب وعلى الرغم من الآلام التي تلمّ به فإنه لا زال وراء مقاومته صوتاً وموقفاً واحداً، وهذه المقاومة أيضاً في مجال الإنتصارات أثبتت أنها في المواجهة البرية كانت يدها هي العليا، وفي المواجهة مع الوحدات الإسرائيلية من النخبة التي حاولت التقدم ميدانياً بيّنت أنها قادرة على مواجهة القوات العسكرية الإسرائيلية المتقدمة برياً، وهذا يجب أن يسجل للمقاومة التي تمكنت من أسر جندي صهيوني وإيقاع خسائر مهمة في صفوف مقاتلي النخبة الإسرائيلية”.

ولفت إلى أنه “بوسع المقاومة أن تحقق انتصارها الكامل، وهو آت على الطريق، في المقابل فإن قتل العدو للمدنيين لا يعد انتصارا له، وإذا كان سيزعم أن انتصاره يتحقق بقتل المدنيين فإن ذلك سيساوي في نظر الإنسانية مجرما وقاتلا تجب محاكمته، لأن الإنتصارات تتحقق بمواجهة المقاتلين الذي يحملون السلاح. إن قناعتنا الواضحة هي أن المقاومة في غزة وفي فلسطين قادرة بإمكاناتها وبقدراتها على تحقيق انتصارها، ولا يستطيع العدو ان يحقق انتصاره، بل هو عاجز الآن عن تقديم فكرة عن صورة النصر الذي يمكن أن يفكر به، فلا وقف للصواريخ التي تنطلق ولا إمكانية لتحقيق انتصارات برية أو لعزل المقاومة شعبيا، لذلك لم يبق أمام المقاومة الفلسطينية الآن إلا الإستمرار في الصمود والمواجهة وتحسين إدارة العملية السياسية التفاوضية التي تفضي إلى تفاهم يؤدي إلى دفع عمل المقاومة إلى الأمام”.

وقال:”هذا الوضع يشبه ما مررنا به سابقا، ففي عام 1993 كنا في وضع محدد ولكننا في عام 1996 حسنا وضعنا أكثر من خلال التفاهم الذي كتب والذي كان الطريق إلى التحرير الكامل لمعظم المناطق اللبنانية في عام 2000، فالإنتصار الذي حدث عام 2000 خرج من رحم المواجهة في نيسان عام 1996 ومن رحم شروط التفاهم التي فرضناها. لذلك فإن المقاومة اليوم في غزة بما تملك من سلاح وإمكانيات فهي قادرة على تحقيق انتصارها، كما عليها التمسك بكل ما تعتبره المقاومة ضرورة لهذا الانتصار”.

وأضاف: “إن ما ينبغي أن نلتفت إليه اليوم في لبنان هو أن نوجه الجهد اللبناني بأسره إلى دعم الشعب الفلسطيني، وألا تتسلل دعوات التحريض المذهبي والطائفي إلى صفوفنا، فيجب ألا نسمح للمغامرين أن يقودوا اللبنانيين إلى جحيم التباغض في ما بيننا، ولذلك يجب أن نواصل ترسيخ الوحدة الوطنية، وألا نقابل أي موقف تصعيدي إزاءنا بموقف تصعيدي مماثل لأننا حريصون على إبقاء وجهة المعركة حيث هي مع العدو الصهيوني وألا نفتح أبواب اهتمام تشغل الرأي العام أو الناس عن الإهتمام بالقضية الرئيسية”.

وقال:”إن لبنان يحتاج اليوم إلى وحدته الوطنية كما يحتاج إلى فعالية مؤسساته الدستورية، ولذلك نشدد على وجوب أن تواصل الحكومة القيام بمسؤولياتها تجاه مواطنيها لا سيما المواطنين الذين يتألمون كثيرا جراء غياب المواد أو العناصر الأساسية للعيش من كهرباء وماء. فعلى الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها في هذا الصدد وأن توفر للبنانيين الكهرباء والماء، وهذه مسؤولية تقع على عاتق الحكومة يجب أن تقوم بها، وهي مسؤولية السلطة الإجرائية البديهية، ويجب أن تبادر إلى توفير هذه المقومات الأساسية لعيش المواطنين، ولا يمكننا أن نبرر تحت أي اعتبار هذا التقاعس الحكومي عن القيام بالمهام الضرورية”.

وختم:”في ما يتعلق بعمل مجلس النواب فنحن كنا وما زلنا على استعداد للمشاركة في الجلسات التشريعية التي تهتم بمعالجة قضايا الناس وفي طليعتها آلية الصرف والإنفاق وسلسلة الرتب والرواتب، في المقابل فإن هناك ثمة من اتخذ قرارا بشل العمل التشريعي في لبنان، ونحن ما زلنا ندعوهم للعودة عنه وإلى مواصلة العمل التشريعي لما فيه من مصلحة للمواطنين”.

السابق
طورسركيسيان: على الحكومة ان تجتمع حتى لو لم تتخذ اي قرار
التالي
كيري يسخر من الهجوم الاسرائيلي على غزة: يا لها من عملية دقيقة