السيد هاني فحص: تهجير مسيحيي الموصل نكبة إنسانية

هاني فحص

وصف السيد هاني فحص ما تعرض له مسيحيي العراق من تهجير على أيدي “داعش” بأنه “نكبة انسانية بعدما بدأوا يغلقون أديرتهم وكنائسهم، إثر قرار أطفال داعش وجهلائها المزايدة على الله ورسول الله بهذه الفجاجة والوقاحة التي لا تستند الى أي معطى ديني. 

 

صباح السبت الفائت، أبلغ حاكم مدينة الموصل المعين من قبل دولة العراق والشام الإسلامية “داعش” المدعو سلمان الفارسي، أن أية عائلة مسيحية ترغب بالبقاء في الموصل، ولم تدخل في دين الإسلام، عليها دفع الجزية، وهي مبلع 550000 دينار عراقي أي ما يعادل 450 دولارا أمريكيا أو مغادرة بيوتهم وترك المدينة بالثياب التي عليهم فقط، وهذا ما حدث. فقد صادرت “الدولة الاسلامية” بيوت المسيحيين الذين أجبروا على مغادرة الموصل، وتم وضع علامات على بيوتهم تشير إلى أنها “من أملاك داعش”.

ولاحقا، نقلت وكالات الانباء العالمية، ان 52 عائلة مسيحية غادرت مدينة الموصل في اتجاه مدينة إربيل وإقليم دهوك الكرديين، ويبعد إقليم دهوك الذي تلقى العدد الأكبر من النازحين 140 كيلومترا عن الموصل.

وقد أحدث هذا النزوح الاجباري المفاجىء للمسيحيين صدمة عارمة على الصعيدين العربي والدولي، وقالت الامم المتحده ان هذا العمل البربري”يرقى الى جريمة حرب”، كما أدان الزعماء السياسيين العراقيين بمجملهم هذا العمل المستهجن والجبان بحق “المسيحيين المتواجدين منذ مئات السنين في الموصل وسهل نينوى وهم مكون أصيل من مكونان الشعب العراقي” كما قال رئيس المجلس الأعلى العراقي السيد عمار الحكيم.

أما في لبنان فقد دانت المؤسسات الدينيه والاحزاب والقوى اللبنانية بكافة اتجاهاتها هذا العمل الهمجي ودعت “المجتمع الدولي لحماية مسيحيي العراق” وهو ما طالب به البطريرك الماروني بشارة الراعي.

هذا وقد تحدّث لموقع “جنوبية” العلامة السيد هاني فحص المقرب من الأوساط السياسية والثقافية العراقية عن ملابسات ما جرى، وعن جهوده التي بذلها في سبيل التخفيف عن مسيحيي العراق آلامهم العصيبة في هذه الساعات الحرجة والمضنية التي يمرون بها، فقال: “في أي ساعة قد يصبح الخطر على مسيحيي سهل نينوى في العراق – الموصل – أحد اصول العراق العريقة، خطراً على وجودهم بعد ما كان خلال الأشهر الأخيرة خطراً على استقرارهم وكرامتهم ، ما حدث هو “نكبة انسانيّة”، ونخشى ان تخلو منهم ديارهم التي لم يتبق فيها أكثر من ربعهم، وقد بدأوا يغلقون أديرتهم وكنائسهم، بعدما قرر أطفال داعش وجهلاؤها المزايدة على الله ورسول الله بهذه الفجاجة والوقاحة التي لا تستند الى أي معطى ديني، بل الى رغبة في محاولة تطويع الدين ليصبح على شاكلتهم الجاهلة الممسوخة”.

وعن الجهد الذي بذله ساعة سماعه بعمليات التهجير القسرية قال فحص: “لقد بذلنا مع المخلصين من فرح العطاء في بيروت الى “سانت ايجيديو” في روما الى البطريرك ساكو الى دولة الرئيس برهم صالح في كردستان، جهوداً أثمرت استقراراً نسبياً وغير نهائي وقلقا شديدا في المرحلة الأولى من دخول داعش الى سهل نينوى. وعاد القلق ليصبح خطراً مشهوداً من خلال التهديد بالأسلمة أوالجزية أو القتل، في وقت حرج يمر على المنطقة مع الهجوم على غزة من قبل مجرمي الصهاينة، وضد مكون عراقي تاريخي مسالم وطني لا ينسب اليه شر بأحد”.

واضاف السيد هاني فحص: “إننا نثق بعقل وحكمة القيادات الكردية المجربة في هذا المجال ونعول عليها حماية اخوتهم المسيحيين المنكوبين بهذا التهجير القسري، ونتمنى عليها أن تتصرف كما عوّدتنا على أساس ان كل من في المنطقة أمانة في عنقها .. متفقين على أن أمن المسيحيين وغيرهم من أهل الاديان والإثنيات هو إنجاز يحسب للشعب الكردي تاريخياً، المدعو الآن الى مواصلة واجبه القومي والوطني والانساني في هذه اللحظة العصيبة، ونحن متأكدّون أن هذا الشعب كما عودنا في الأوقات الحرجة، سيكون أقوى من المخربين على رفع الحرج”.

السابق
طرابلس أسيرة سوريا: تسأل عن حزب الله والإرهاب
التالي
الكتائب: لانهاء ولاية الفراغ والتبصر في تداعيات عدم انتخاب رئيس