الاستحقاق الرئاسي يحضر في المناسبات.. ودعوات لا تصرف

الفراغ الرئاسي

كتبت صحيفة “الشرق” تقول : دخلت حرب الابادة الاسرائيلية على قطاع غزة يومها الرابع عشر، على نحو غير مسبوق، ذكر بالمجازر الجماعية التي اتصف بها هذا الكيان منذ انشائه وحروب الابادة ضد الشعب الفلسطيني المتروك لقدره… وسط تواطؤ دولي لافت، وصمت عربي مريب، فيما “الوساطات” تترنح تحت ضربات القصف البري والبحري والجوي.

وإذ لم يكن لبنان بعيداً عن ردات الفعل القاضية، حيث نظمت الاحزاب والقوى اللبنانية والفلسطينية تظاهرة أمام السفارة الاميركية في عوكر، تنديداً بالعدوان الاسرائيلي على غزة، حيث أحرق المتظاهرون العلمين الاميركي والاسرائيلي، فإن لبنان الذي دخل يومه الثامن والخمسين من دون رئيس للجمهورية، يعيش حالة غير مسبوقة من التراضي وادارة الظهر لسائر التحديات والملفات الموقوفة على “توافق” بين الافرقاء كافة، يبدو صعب المنال، على رغم حديث الافرقاء كافة عن خطورة ما يجري في المحيط الاقليمي وتداعياته المباشرة على لبنان، سياسياً وأمنياً واجتماعياً… حيث تذهب الدعوات الى تحصين البلد من كل التداعيات ادراج الرياح وكأنها لم تكن، بسبب ان الافرقاء متمسكون كل بموقفه وشروطه ولا تقدم ايجابياً على أي مسار من المسارات…
أحداث طرابلس ومقتل الحسن

هذا في وقت شهد الوضع الأمني في طرابلس، يوم أمس، تطوراً بالغ الأهمية ولافتاً، حيث دهمت قوة من فرع المعلومات (فجر أمس) شقة في مبنى “السيتي كومبلكس 2” في طرابلس حيث يسكن المدعو منذر الحسن، المتهم بإيصال المتفجرات للسعوديين اللذين قاما بتفجير نفسيهما منذ بضعة أسابيع في فندق “دو روي” في منطقة الروشة في بيروت، ودارت اشتباكات بين الحسن والقوة التي تمكنت من قتله بعدما بادر الحسن الى رمي قنابل هجومية خلال محاولة العناصر دخول الشقة بعدما رفض الاستسلام وحصل اطلاق نار أدى الى اصابة 4 عناصر من قوى الأمن… إلى ذلك، فقد شهدت بعض المناطق في طرابلس (لاسيما باب التبانة والقبة) اطلاق نار في الهواء والقاء قنابل صوتية، احتجاجاً على توقيف الشيخ حسام الصباغ، المطلوب بعدة مذكرات توقيف لقيامه بأعمال ارهابية،… وأفيد عن وقوع اشتباكات بين مجموعة مسلحة (من جماعة الصباغ) وعناصر الجيش اللبناني في شارع سوريا حيث سقط عدد من الجرحى…
تداعيات خطاب الحريري

وفي الجانب السياسي فقد ترك خطاب الرئيس سعد الحريري في افطار “المستقبل” يوم الجمعة الماضي ارتياحاً في أوساط سياسية وروحية وشعبية، فكان أول المرحبين البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الذي نقل عنه زواره ارتياحه لخريطة الطريق السداسية التي أعلنها الحريري، فيما أكد المسؤول الاعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض ان البطريرك “يثمن مبادرة الحريري وكل المبادرات التي تسعى الى تسهيل الاستحقاق الرئاسي…”.

بدوره قال النائب نضال طعمة ان “خارطة الطريق التي رسمها الرئيس الحريري جاءت لتؤكد أولوية وضرورة وأهمية انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان… لاخراج البلد من شرنقة الفراغ المخيف…” لافتاً الى ان تأكيد الحريري “على المسؤولية المشتركة في مواجهة الارهاب، واعتبار ذلك مسؤولية الدولة وليس طرفاً بعينه ليس سوى وضع اليد على الجرح وتجسيداً لوعي خطورة المرحلة…”.

إلى هذا قال وزير الصحة وائل ابو فاعور ان الحريري أعاد بخطابه “تكريس الثوابت خصوصاً لجهة الالتزام باتفاق الطائف” وأضاف ان الخطاب” فتح باب النقاش للتوافق على رئيس للجمهورية يكون عليه اجماع من كل القوى السياسية…”.

من جهته رأى (الوزير والنائب السابق) طلال المرعبي، أمام حشد من الفاعليات والهيئات السياسية والبلدية والاختيارية والاجتماعية زارته في بلدته عيون الغزلان – عكار، ان “كلام الحريري جاء ليكرس اعطاء الأولوية لانتخاب رئيس جديد للبلاد، لأن الشعور الرئاسي بدأ يشكل عبئاً كبيراً على لبنان…”.

أما وزير الاتصالات بطرس حرب فرأى خريطة الطريق الحريرية بأنها “خطوة الى الامام منطلقة من مبدأ المناصفة ومن الحفاظ على النظام السياسي في لبنان”.
السعي العقلاني لملء الشغور

من جانبه قال وزير الزراعة أكرم شهيب في كلمة له في حفل افتتاح القصر البلدي الجديد في بعورته: “ان واقعنا مرّ وصعب وندعو الى عقلانية لمواجهة هذا الزمن… وآن لنا ان ندرك في لبنان ان أمان وطننا يكون بالعودة الى لبنان وتحصينه عبر انهاء الشغور في موقع الرئاسة الأولى والسعي العقلاني الى استعادة المجلس النيابي لكامل فعاليته ودوره انتخاباً وتشريعاً ورقابة، والتصدي لكل تعطيل يستهدف حكومة المصلحة الوطنية ودورها، وأول دور لها هو تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية والتحضير لاجراء الانتخابات النيابية وعودة كل المؤسسات الى دورها في تحصين الوطن”.

استحقاق معلق

أما عضو كتلة “التغيير والاصلاح” النائب ابراهيم كنعان فدعا الىتحييد الأمور الحيوية عن التجاذبات السياسية والعودة الى الدستور وقانون المحاسبة العمومية.

ورأى ان “العائق الدستوري أمام التشريع هو عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية”.

ورأى ان “تداخل العناصر الاقليمية في الاستحقاق الرئاسي تجعله معلقاً حتى اشعار آخر… والمجلس النيابي غير قادر على تمثيل إرادة الناس في هذه الاستحقاقات المصيرية…”.

الاستحقاق الرئاسي…تعطيل متمادي

إلى ذلك وعلى مسافة أيام قليلة من موعد الجلسة التي حددها الرئيس نبيه بري لانتخاب رئيس للجمهورية يوم الاربعاء في 23 الجاري فقد حضر الاستحقاق الرئاسي يوم أمس، في العديد من المواقف والمناسبات… وخلال ترؤسه قداس عيد مار شربل في عنابا، بحضور الرئيس ميشال سليمان ووزراء ونواب وحشد من المسؤولين والفاعليات، كشف البطريرك الماروني عن اننا “كنا نأمل ان نحتفل واياكم اليوم مع الرئيس الجديد”… لكننا حرمنا بسبب عجز المجلس النيابي الحالي عن القيام باشرف مهمة سلمها اليه الشعب اللبناني، وهذا جرح بليغ في كرامة هذا الشعب… متوجهاً بالكلام الى الرئيس سليمان قائلاً: “كنا نتمنى استمراركم على رأس الدولة حتى انتخاب الرئيس الجديد… لكن محبي الفراغ رفضوا…” داعياً “نواب الأمة ليتحرروا من كل حساب رخيص ويتصالحوا مع الوطن والشعب، بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد الاعتبار لسدة الرئاسة… اليوم قبل الغد”. متسائلاً: “ولكن كيف نرجو ذلك وباب البرلمان مقفل خلافاً تماماً لما ينص عليه الدستور…”؟!
وفي هذا، رأى وزر العدل اللواء اشرشف ريفي ان “الواقع الذي يعيشه لبنان يتطلب الترفع عن الانانيات والاقلاع عن المسار التعطيلي والكف عن خطيئة تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية، الذي يشكل مظلة الأمان السياسي للبلاد…

وقال ريفي في كلمة بثت مباشرة عبر الهاتف خلال افطار اقامته “جمعية أبناء الضنية” في سيدني – اوستراليا: “ان التعطيل المتمادي، بدءاً من الرئاسة الأولى، الى باقي المؤسسات، لن يحقق لمريديه أي مكاسب، إنما يحملهم مسؤولية ارتداداتها السلبية على اللبنانيين…
الربط بين الملفات والاستحقاقات

وان لم يغب الاستحقاق الرئاسي عن مواقف قوى في 8 آذار، إلا ان اللافت ان هؤلاء فصلوا بين انتخاب الرئيس وبين اقرار سائر الملفات العالقة.

وفي هذا السياق وإذ أكد عضو كتلة “التحرير والتنمية” النائب علي بزي، ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي والحد من الشغور الذي حصل، بحيث لا ينسحب على تعطيل باقي المؤسسات وتحديداً المؤسسة الام، مجلس النواب فقد دعا النواب الى النزول الى المجلس وبت ملف موضوع الرواتب وقوننته، لأن الموظفين بأمس الحاجة الى رواتبهم…

بدوره رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، ان “هناك مشروعا تعطيليا للدولة بكاملها في لبنان، فقد عمل البعض على الاطاحة بكل شيء ومنها الانتخابات الرئاسية…”.

وقال: “ان الحكومة والجامعة اللبنانية وتصحيح الامتحانات الرسمية التي أجريت ومشروع سلسلة الرتب والرواتب ورواتب القطاع العام كلهم معطلين…” مشيراً الى “اننا اليوم على مستوى الدولة في وضع جامد ومعطل بالكامل، وهذا تهديد حقيقي للدولة وللاستقرار الاجتماعي والسياسي ولا يقل خطراً عن التهديد الأمني…”.

لافتاً الى ان “بقاء لبنان مرتبط بهزيمة المشروع التكفيري الذي اذا انتصر فلن يكون هناك شيء اسمه لبنان او دولة او مؤسسات ولا انتخابات رئاسية ولا نيابية ولا حتى حكومة او غير ذلك…”.

السابق
جلس الأمن يعقد جلسة طارئة الليلة لبحث الوضع في غزة
التالي
مبروك غسان حجار