إسرائيل تنتقم لإخفاقها البرّي في غزة بمجزرة الشجاعية

ارتكبت اسرائيل امس سلسلة من المجازر في قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من مئة قتيل فلسطيني في يوم هو الاكثر دموية في القطاع منذ سنوات. وكانت المجزرة الكبرى في حي الشجاعية شرق القطاع المكتظ بالسكان حيث سقط أكثر من 60 قتيلاً و200 جريح. وبدا ان المجزرة أتت رداً على مقتل 13 جندياً اسرائيليا من لواء غولاني الذي يعتبر من الوية النخبة في الجيش الاسرائيلي والذي حاول التقدم في الحي. ص11 وأعلنت “كتائب عز الدين القسام” أسر جندي اسرائيلي في عملية بحي التفاح بالقطاع. ومع تصاعد العمليات العسكرية، تكثفت الاتصالات الديبلوماسية في محاولة لوقف النار. واتصل الرئيس الاميركي باراك أوباما برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، على أن يوفد وزير الخارجية جون كيري الى القاهرة “قريباً” للعمل على التوصل الى اتفاق لوقف النار، بينما تشكل الدوحة محور اتصالات اقليمية ودولية هدفها وقف الصراع وخصوصاً في ضوء رفض حركة المقاومة الاسلامية “حماس” المبادرة المصرية. وتحدث أوباما هاتفيا مع نتنياهو للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام. وقال البيت الأبيض: “أثار الرئيس ايضا قلقه البالغ من تزايد عدد القتلى بما في ذلك زيادة القتلى في صفوف المدنيين الفلسطينيين في غزة ومقتل جنود إسرائيليين”. وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي أن كيري سيتوجه قريبا إلى القاهرة سعياً إلى وقف فوري لاعمال العنف استنادا إلى اتفاق التهدئة الموقّع في تشرين الثاني 2012. وأضاف: “أكد الرئيس أن الولايات المتحدة ستعمل عن كثب مع إسرائيل والشركاء الاقليميين لتنفيذ وقف فوري للنار وأكد الحاجة إلى حماية المدنيين في غزة وإسرائيل”. مشاورات في الدوحة ووصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى الدوحة أمس لمناقشة سبل التوصل الى اتفاق لوقف النار في قطاع غزة مع رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” خالد مشعل. وقال عباس في كلمة بثها التلفزيون الفلسطيني الرسمي: “إن فشل مجلس الأمن في اتخاذ قرار يوقف العدوان والمجازر في حق شعبنا لا يعفيه من مسؤولياته وفق القانون الدولي… لذلك فإنني أدعو الى جلسة طارئة أخرى وعاجلة هذه الليلة لمجلس الامن ليتخذ واجباته المفروضة عليه في حماية الشعب الفلسطيني”. وأفادت وكالة الانباء القطرية “قنا” ان عباس سيلتقي كذلك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. والى الدوحة وصل أيضاً الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون الذي وصف عقب لقائه وزير الخارجية القطري خالد العطية المعارك بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة بأنها “جرح مفتوح وينبغي وقف النزف فوراً”. وقال: “يجب على اسرائيل ان تبذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين”. واستنكر العطية مقتل العشرات من الفلسطينيين في قطاع غزة، واصفاً ذلك بأنه “مذبحة” ودعا الى وقف للنار يضمن رفع الحصار عن القطاع. وينتقل بان كي – مون الى القاهرة اليوم للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومناقشة الاقتراحات للتوصل الى هدنة في النزاع الدموي في غزة. وقام مشعل بزيارة قصيرة للكويت حيث اجرى محادثات في شأن غزة مع امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وعدد من الديبلوماسيين. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الكويتية أن الكويت تدعم المبادرة المصرية لانهاء النزاع في غزة. وأعلنت “حماس” ليل السبت – الاحد انها تلقت دعوة من مصر لزيارة وفد منها برئاسة مشعل القاهرة لمناقشة الاقتراح المصري لوقف النار، الا انها ردت بان موقفها “معروف” من هذا العرض الذي سبق لها ان رفضته. لكن مصدراً مصرياً مطلعاً في القاهرة، قال “إنه في إطار سلسلة الأكاذيب والادعاءات والمراوغات من مسؤولين وقيادات من حركة حماس ، ادعى عدد منهم زوراً وبهتاناً أن مصر قد وجهت دعوة الى حركة حماس لاستقبال رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل للبحث في التهدئة، وأن الأخير رفض هذه الدعوة، وهو أمر عار تماماً من الصحة ولا يمت الى الواقع بأية صلة حيث لم تقدم مصر الدعوة للحركة أو قياداتها لزيارتها في الفترة الأخيرة”. وأوردت وسائل إعلام رسمية مصرية أن وزارة الخارجية المصرية استدعت القائم بأعمال السفير التركي في القاهرة للاحتجاج على تصريحات لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وصف فيها الرئيس المصري بأنه “طاغية غير شرعي”. وشدّد رئيس الوزراء التركي انتقاده لإسرائيل وحلفائها في الأيام الاخيرة واتهم إسرائيل “بتجاوز هتلر في البربرية” . وانتقد الولايات المتحدة وبقية دول العالم الإسلامي لعدم تدخلها. ورد نتنياهو على اردوغان قائلاً: “سمعت ما قاله رئيس وزراء تركيا وهي كلمات بالغة الخطورة… أبلغت جون كيري أن (هذه) التصريحات معادية للسامية. تحمل نبرة معادية للسامية”.

السابق
نصرالله يتهاتف مع مشعل وعبدالله
التالي
اسطنبول: وثيقة لمواجهة التطرف الإسلامي