عادات رمضان تغيب عن الضاحية الجنوبية

شهر رمضان

تغييرات كثيرة طرأت على عادات وتقاليد شهر رمضان الذي كان له وقع خاص في ضاحية بيروت الجنوبية. اليوم كل شيء تغير وما عاد لرمضان نكهته السابقة.

عادات وتقاليد شهر رمضان تغيرت وغابت عن شوارع الضاحية الجنوبية وأحيائها. تغيّر كلّ ما يدل على حلول الشهر الكريم. فلا زينة في الشوارع ولا مظاهر الشهر الفضيل موجودة هذه السنة.
كان لرمضان طقوسه الخاصة فمثلا كنا نستقبل هذا الشهر بتنظيف الحي ونقوم بطلاء الجدران ونزّين الشوارع وكان اهالي الحي يتشاركون معا في التنظيف والتزيين.
كنت أشمّ رائحة شهر رمضان، فهو يملك رائحة خاصّة به لم أعد أشمّها اليوم. وقبيل حلول الإفطار بعشرة دقائق كانت الشوارع تخلو من المارة والسيارات، وحدها رائحة الطعام تفوح من المنازل وأصوات قراءة القرآن الكريم تُسمع، وما ان يحل المغرب حتى تسمع قرقعة الملاعق من أول الحي الى آخره.
السهر، وهو من أهم مظاهر الشهر الفضيل، غاب ايضا. فالضاحية كانت تعج بالناس الذين يقصدون المقاهي والمطاعم ومحلات بيع العصائر وكانت زحمة الناس تبقى حتى موعد السحور. كل هذا تعير اليوم. حتّى المسحراتي في الاحياء اختفى.
حتى نسبة الالتزام بالصيام انخفضت، فبسهولة يمكن ان يلاحظ سكان الضاحية وزائريها ان هناك نسبة مفطرين كبيرة وان المطاعم والمخابز والمقاهي تفتح ابوابها بشكل عادي لزوارها الذين يقصدونها.
وغابت سهرات رمضان العائلية ليحلّ محلها الواتس اب الذي صار يحل محل الجمعات العائلية.
وهناك سرّان غريبان في شهر رمضان هذه السنة، لم أستطيع أن أفكّ شيفرتهما: ظاهرة إفطار أصحاب التاكسي والفانات، فمعظمهم لا يصوم، ويتباهى في حمِل سيجارته، خصوصا أصحاب الفانات، أما السرّ الثاني فهو “انقطاع التيار الكهربائي المريب”، الذي يحلّ علينا خلال شهر رمضان المبارك فلم تعد تلمح نور الكهرباء إلاّ بالصدفة، ما جعل أحد الظرفاء يقول: :افرحوا واطمئنوا ما دام الكهرباء جاي عند علي عمار… ولا يهمك”.

السابق
هل بدأ الشيعة يسألون حزب الله : الى أين؟
التالي
اللواء تكشف مماحكات إجتماع المالية.. والحملة على السنيورة