ريفي: استمرار الفراغ يؤدي الى فوضى دستورية وتفكك الدولة

اشرف ريفي

أقام مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كباره سحورا رمضانيا في منتجع الميرمار في طرابلس، في حضور وزير العدل اللواء اشرف ريفي ممثلا الرئيس سعد الحريري، نبيل موسى ممثلا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنواب: محمد كباره، سمير الجسر، فادي كرم، خضر حبيب، خالد زهرمان، رياض رحال، خالد ضاهر، احمد فتفت، بدر ونوس، قاسم عبد العزيز، كاظم الخير، انطوان ابي شاهين ممثلا النائب سامر سعاده وسعد الدين فاخوري ممثلا النائب روبير فاضل، رئيس بلدية طرابلس نادر غزال، رئيس غرفة التجارة والصناعة في الشمال توفيق دبوسي، رئيس مجلس ادارة منتجع الميرامار محمد اديب وحشد من الفاعليات الشمالية.

بداية كلمة ترحيب من الزميل عبدالله بارودي. ثم القى صاحب الدعوة عبد الغني كباره كلمة قال فيها: “أريد أن أرحب بالجميع وأقول لكم بأننا على موعد في كل عام مع لقاء في شهر رمضان في طرابلس التي نحبها جميعا والتي أعطتنا ونحن من واجبنا أن نعطيها. الذي نستطيع أن نعطيه لطرابلس هو الأمن والأمان والإستقرار والذي سنعطيها إياه هو بذل جهد كبير حصل في الفترة الماضية، جميعنا عشنا هذا الوضع ورأينا أن الأمور اليوم من حسن الى أحسن. نأمل أن تبقى هذه الأمور مستمرة وأن تبقى هذه الحياة الجميلة التي نحن نعيشها حتى نستطيع أن نرى أولادنا وشبابنا وبناتنا عائدين الى الوطن ويساهموا في إعماره”.

وختم: “أريد أن أحيي الشيخ سعد الحريري الذي هو حريص على أن يقام في كل عام دعوات لعائلات طرابلس وأن يكون هناك من يمثله وهو قريب على قلوبنا ونحبه ويحبنا وأكيد هو اليوم سيكون اللواء أشرف ريفي، اللواء ريفي هو الذي يمثل الى حد كبير الواقع الأمني واليوم هو يمثل الى حد كبير أيضا العدل والعدالة التي ننشدها جميعا في طرابلس تحديدا وفي كل لبنان. فإنني أقدم لكم صديقي وعزيزي اللواء أشرف ريفي وزير العدل”.

ريفي

ودعا الوزير ريفي في كلمته الى “انتخاب رئيس للجمهورية لان استمرار الفراغ يؤدي الى فوضى دستورية وتفكك الدولة”.

ورأى ان “المؤسسات الدستورية تتعرض للتعطيل والشلل والترهيب منذ العام 2005″، مؤكدا ان “المشاركة في الحكومة لا يمكن ان تكون تغطية لممارسات وجرائم يرتكبها حزب الله في سوريا دفاعا عن نظام مجرم”.

ولفت الى ان “الاعتدال والعيش المشترك والتمسك بالدولة هو من يبني الوطن”، مؤكدا ان “امن طرابلس جزء لا يتجزأ من سلام الوطن، ولن يسمح بعودة دوامة العنف الى المدينة وقال: “في هذا الشهر الفضيل الذي نعيش فيه إيماننا ونؤدي فرائضنا وواجباتنا الدينية، نتضرع الى الله سبحانه وتعالى، أن يحمي أهلنا وأولادنا وعائلاتنا، وأن يحمي وطننا لبنان من كل شر.

كلفني دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري تمثيله بهذه المناسبة الكريمة وهو شرف لي.
كلفني دولة الرئيس سعد الحريري بإلقاء كلمة في هذا الحفل الكريم وهو لما ينتهي بعد من كلمته المعبرة التي ألقاها غروب هذا اليوم. فقلت في نفسي، أيقال شيء ولما ينتهي صاحب القول من كلمته؟
أن ألتقيكم اليوم فهي مناسبة هامة ومشرفة لي”.

واردف: “يا أهل طرابلس، يا أهل الشمال، أيها الأوفياء، كنتم وما زلتم، كما دائما، في مقدمة الدفاع عن هذا الوطن.

مررنا، ونمر اليوم في ظروف صعبة، وهذا ليس خافيا على أحد، ولربما ينتظرنا المزيد، ولكن كلي ثقة،أننا بوحدتنا، وإرادتنا، ووعينا، قادرون على إفشال المؤامرات.

وتابع :”طرابلس كانت وستبقى سدا منيعا بوجه مؤامرات التخريب. لقد أحبطنا وإياكم العديد من المؤامرات والاستهدافات، ولن نسمح لأحد، كائنا ما يكون، أن يعبث بأمن المدينة أو يضرب استقرارها. لقد تعهدنا في لحظة دخولنا للحكومة، أن ننصف الشمال وعاصمته الحبيبة، إقتصاديا وإنمائيا وسياسيا، ونحن على العهد باقون.
لن نقبل أن يظلم أحد أو يعتدى على حق أحد ولن نتراجع عن حماية الاستقرار الذي تحقق والذي تسعى قوى مشبوهة لتعكيره.
أمن المدينة تضمنه الدولة، والدولة فقط، وبقواها الشرعية، نعم وبقواها الشرعية فقط، لن نقبل أن يعتدي أحد على أمننا وعلى أمن أولادنا خدمة لأجندات خاصة.
أمن المدينة لأهلها، نعم أمن المدينة حق لأهلها وليس منة من أحد.
أمن طرابلس جزء لا يتجزأ من سلام الوطن، ولن نقبل أن نعود الى دوامة العنف التي حاول فرضها التحالف الفارسي الأسدي على المدينة.

فكما كنت أقول دائما، لقد هزمت طرابلس المجرم الأصيل، ويوم كان في عز قدرته، وهي قادرة حتما على إسقاط مشاريعه ومشاريع وكلائه الصغار، وهؤلاء أصحاب التاريخ الأسود والرهانات الفاشلة، فأنتم ونحن نعرفهم جيدا وعشنا خلال حكومتهم والتي دبرت في ليل جولات العنف.

ستبقى طرابلس، وبخيارها الحر، مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هذه المدينة شاركت، وبخيارها الحر أيضا، في ثورة الاستقلال، وقاومت كل محاولات الإخضاع.
سنبقى مع دولة الرئيس سعد الحريري، نحمل هذه الأمانة في أعناقنا حتى النهاية.
لقد انتصرنا وإياكم في معركتنا هذه، وأنا على ثقة أن النصر سيكون إلى جانبنا دائما”.

واضاف: “تعودنا أن نتصارح، في المفاصل الصعبة، في النجاحات وفي الإخفاقات، وكنا دائما نضع النقاط على الحروف ونسمي الأشياء بأسمائها. واليوم وكما دائما، نصارحكم وكما تعلمون إننا وجزء كبير من حلفائنا، قررنا المشاركة في هذه الحكومة من أجل حماية لبنان من الفتنة، والتي كانت تعدو إليه عدوا وكأنها قادمة على صهوة حصان.
لقد كان خيار المشاركة إحدى الخيارات الأساسية لإنقاذ لبنان، ولم تكن المشاركة طمعا في حكم أو تلبية لشهوة السلطة، والكل يعلم أن هذه المشاركة كانت تحمل تضحية كبرى.

صحيح أننا مكون أساسي في هذا الوطن، وحقنا في المشاركة في السلطة ليس أقل من حق أي مكون لبناني آخر.
لم تكن هذه المشاركة ولن تكون إلا على قاعدة استمرار المواجهة مع مشروع الدويلة لصالح مشروع الدولة.
ففي الوقت الذي نتمسك فيه ببقاء هذه الحكومة لحفظ الاستقرار ومنع الفتنة، لا يمكن أن نقبل أن تكون مشاركتنا فيها تغطية لممارسات وجرائم، يرتكبها حزب الله في سوريا، دفاعا عن نظام مجرم لفظته كل الشرائع السماوية والانسانية والوضعية.
لا يمكن أن نقبل أن تشكل مشاركتنا في هذه الحكومة، حاضنة سياسية لامتصاص النتائج الكارثية لسياسة إيران التوسعية في المنطقة. لا يمكن ان نقبل بالتفرج على حدودنا السائبة وهي تنتهك، وعلى العراضات الميليشياوية المسلحة وهي تضرب هيبة الدولة وقدسية قرارها، وخاصة أننا نرى ذلك يحصل تحت أعين بعض القوى الأمنية والعسكرية والتي من مسؤوليتها وحدها ودون سواها ضبط الحدود بالاتجاهين وحماية لبنان.
لا للسلاح غير الشرعي بأيدي أي كان، الدولة وحدها مسؤولة عن أمن الناس.
لم نكن يوما شهود زور، لا داخل مجلس الوزراء ولا خارجه، ولن نكون. نحن نشغل مسؤولياتنا بتكليف من أهلنا، وعندما نعجز عن تحقيق أهدافنا، أو ما يجب أن نقوم به، نتخذ ما يمليه علينا ضميرنا، فالمواقع السلطوية بالنسبة إلينا مجد زائل”.

واردف: “بتاريخ 14 شباط 2005، اغتيل رجل كبير من هذا الوطن، يومها اغتال الإرهاب الرئيس الشهيد رفيق الحريري، منذ ذاك اليوم عاش لبنان المرحلة الأصعب في حياته. لقد حاول الإرهابيون إلغاء رجالات هذا الوطن الكبار، بدءا بالرئيس الشهيد رفيق الحريري وصولا إلى سائر الشهداء وانتهاء بالشهيد الغالي الوزير محمد شطح (وآمل أن يكون الشهيد الأخير).

لقد مورس الإرهاب علينا، فواجهناه بالثقة بالنفس، وبالإرادة القوية وبالإيمان بالله وبالقضية، وبحتمية العدالة. وها هي المحكمة الدولية تبدأ محاكمة من ارتكبوا هذا المسلسل الإجرامي الكبير، ونحن على ثقة أن العدالة آتية، وأن المجرمين بكبيرهم وصغيرهم سيساقون إلى أقواسها. لقد أصبح المشهد واضحا، إرهابيون في وجه معتدلين،
مجرمون في وجه مسالمين، نعم لقد كان الإرهاب في وجه الإعتدال.
لقد رعى هذا التحالف نظام غلبة مذهبية في العراق، وشارك في ارتكاب أبشع المجازر في سوريا.
وبعمله هذا استدرج وساعد، في نمو عنف وإرهاب مرفوض من قبلنا، ونحن إذ نرفض الإرهاب الأول ونواجهه، نرفض الثاني وندينه. قناعتنا إن الارهاب لا يبني وطنا. فالاعتدال والعيش المشترك والتمسك بالدولة هو من يبني هذا الوطن، ويجعل منه نموذجا للحرية والديموقراطية والتعدد في هذه المنطقة”.

وقال: “منذ العام 2005 والمؤسسات الدستورية تتعرض للتعطيل والشلل والترهيب. واليوم كما في العام 2008، يتكرر سيناريو الفراغ نفسه، ومن عطل الانتخابات الرئاسية يومها، يعطل الانتخابات الرئاسية اليوم. لقد تسببوا بفراغ يكاد أن يكون قاتلا للوطن إذا استمر طويلا. من هنا نحن ندعو وفورا إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية كأولوية لا تتقدمها أية أولوية أخرى، فاستمرار الفراغ هو مقدمة للفوضى الدستورية الشاملة التي يمكن أن تؤدي، لا سمح الله، إلى تفكك الدولة وإلى تهديد سلامة أبنائها”.

وختم: “إني أتفهم صرخة أهلنا في طرابلس، لاسيما أهالي الموقوفين الذين سلموا أنفسهم إلى الأجهزة الأمنية والقضائية. وأنا، ومن موقع المسؤولية، أؤكد أنني أتابع هذه القضية ساعة بساعة، ولن أتخلى عن واجباتي تجاه أهلي وتجاه وطني، وقد كلفنا عددا من المحامين لتولي مهمة الدفاع عن هؤلاء أمام المراجع القضائية المختصة والعمل على تسريع البت في ملفاتهم دون تأخير وتحت سقف القانون.

إني أغتنم هذه المناسبة لأجدد التاكيد أننا دفعنا أثمانا غالية لخروج مدينتنا من دوامة الموت المجاني، وهي تستحق منا أكثر من ذلك، وقد دخلت مدينتنا مرحلة من الأمن والاستقرار، فلن نتراجع عنها ولن نتنازل عن أمن أهلنا وأولادنا تحت أي ظرف أو سبب.
وليكن واضحا للجميع أن طرابلس أهم من أي منا، وهي كما سبق وقلت أهم من أشرف ريفي، وأهم من الجميع، ولن نسمح بعودة عقارب الساعة إلى الوراء، فأمن فيحائنا وأطفالنا أمانة في أعناقنا جميعا ولا يعتقدن أحد أنه خارج المسؤولية.

لقد بدأنا بالعمل على تثبيت الأمن والاستقرار من خلال خطة نهوض اقتصادية تؤمن فرص العمل للآلاف من شبابنا، وتحرك الدورة الاقتصادية وقد كان للشيخ سعد رفيق الحريري أياد بيضاء في ذلك. ومن هنا أدعو كافة المقتدرين لأن يساهموا في خطة النهوض هذه وأي تقاعس عن هذه المساهمة يعتبر أكثر من تقصير بحق طرابلس وأبوتها.

 

السابق
غزة تحترق: 300 شهيد ربعهم أطفال!
التالي
أماكن جنوبية تحفظ ذاكرة المقاومة.. وتتسع للفرح