مطلقو الصواريخ جنوبا ينفذون أوامر مخابراتية اقليمية

اعتبرت مصادر امنية جنوبية لـ”المركزية”، ان اطلاق الصواريخ المشبوهة والعشوائية من الجنوب على اسرائيل خمس مرات على التوالي، كان يراد منه تحويل الجنوب الى ارض مستباحة والعودة الى الممارسات الخاطئة قبل العام 1982، مشيرة الى ان مجموعة فلسطينية صغيرة ومتشددة تقف وراء هذه الاعمال بدافع ظاهره عاطفي تضامنا مع غزة، انما يبقى غير مبرر.

وقالت ان الجيش اللبناني اتخذ اجراءات امنية مشددة واستثنائية في البساتين وعلى جانب الحدود لمنع اطلاق الصواريخ وتوقيف مطلقيها وهو نفذ ليل امس انتشارا واسعا في بساتين المعلية – القليلة، صور، بعد رصد حركة غير طبيعية وأوقف فلسطينيا فيما تمكن 3 آخرون من الفرار.

وتابعت المصادر “ما هكذا تنتصر غزة وتحرر فلسطين، انما بفتح كل الجبهات العربية لدول الطوق لا جبهة جنوب لبنان فقط الذي لم يقصر منذ العام 1948 في نصرة القضية الفلسطينية واحتضان الشعب الفلسطيني، مشيرة الى ان مطلقي الصواريخ ورغم الاجراءات الامنية للجيش يغيّرون في تكتيكاتهم، فتارة يطلقونها من العرقوب وطورا من صور، وهذا ليس دليلا الى الحرفية والاتقان انما الى استباحة ارض الجنوب لمآرب ومخططات اقليمية.

واعتبرت ان الامور تختلف اليوم كثيرا عما كانت عليه قبل العام 1982 حيث لم تكن هناك دولة، بينما اليوم ورغم الازمة السياسية توجد دولة ومؤسسات وجيش لبناني واجهزة امنية هي بالطبع معنية بالحفاظ على الامن والاستقرار في الجنوب وعلى سمعة لبنان في المحافل الدولية حيث يوجد في الجنوب جنود لقوات اليونيفل يراقبون ما يجري ويرفعون تقاريرهم الى قيادتهم في الناقورة ومنها الى الامم المتحدة، لذلك يصر الجيش اللبناني على منع اطلاق الصواريخ، لعدم توريط لبنان في فتن ومشاكل، والمهمة محصورة في كيفية وقف اطلاق الصواريخ وتوقيف الفاعلين لحفظ الاستقرار، والحفاظ على قوات اليونيفل وعلى سمعة لبنان والتزامه القرارات الدولية وفي مقدمتها القرار 1701. واضافت المصادر “اذا كان اطلاق الصواريخ يراد منه التضامن مع غزة، فإنه لن يفيد لا غزة ولا فلسطين انما يستدرج لبنان الى اتون الحرب الاقليمية”، مؤكدة ان استباحة ارض الجنوب بهذه الطريقة ولأي جهة كانت، ممنوعة، لان باعتراف كل الموفدين الدوليين الى لبنان، فان المنطقة الوحيدة التي تتميز باستقرارها منذ العام 2006 هي منطقة الجنوب اللبناني. واكدت ان مطلقي الصواريخ من الجنوب ينفذون اوامر مخابراتية اقليمية، مشيرة الى ان رغم ذلك لن ينزلق الوضع في الجنوب الى اي مواجهة او حرب، فاسرائيل حتى الان فشلت في تحقيق اهدافها العسكرية والاستراتيجية في غزة، فكيف تنجح في فتح حرب جديدة ؟

واكدت ان الامور في الجنوب ما تزال ممسوكة وتحت السيطرة، ولن تنزلق الى مواجهة بين لبنان واسرائيل ولن يتمكن المصطادون في المياه العكرة من النجاح في زج لبنان وجيشه ومقاومته وشعبه في مواجهات مع اسرائيل. كما ان موازين القوى باتت مختلفة على الحدود، ففي لبنان معادلة ردع صنعها “حزب الله” وجهوزية عالية في صفوف الجيش والشعب.

السابق
حوري: نقاش عالي الوتيرة بين المستقبل وامل
التالي
بلغاريا: منفذ الاعتداء على الاسرائيليين في بورغاس يحمل الجنسيتين الفرنسية واللبنانية