ألتون جون يعلن اعتزاله!

خلال حفل له في كاركاسون في جنوب فرنسا منذ ايام قليلة، اعلن النجم البريطاني المغني التون جون امام عشرات الآلاف من معجبيه انه اعتزل الغناء نهائياً، فنزل الخبر كالصاعقة امام محبيه الذين بدأوا بالتصفيق وبمطالبته بالعودة عن قراره. وكان التون جون في تلك اللحظة جالساً الى البيانو فقال لهم بشكل فجائي: «لا مزيد من الحفلات، ولا مزيد من الموسيقى، ولا مزيد من الأغنيات الجديدة». وصرح بهذه الكلمات في نهاية الحفل وبعد ان ختم بأغنية عزيزة على قلبه ويعتبرها من اغنياته التي تمثله بقوة وهي: «شمعة في الريح» كتبها عام 1973 ثم اشتهرت مجدداً حين غناها ذات يوم لأميرة ويلز الراحلة ديانا زوجة الامير تشارلز في وداعها، وقد صرح بعد قرار اعتزاله انه اقدم على الامر ليتفرغ لتربية ولديه اللذين تبناهما مؤخراً. وقد ذكرت هذه التفاصيل كاملة صحيفة «الانديبندنت» البريطانية التي شرحت ايضا ان المغني التون جون كان قد الغى في الصيف الماضي 28 حفلة من حفلاته الغنائية التي كانت مقررة في جولة صيفية عالمية بسبب اصابته بالتهاب الزائدة الحاد الذي كاد يودي بحياته بسبب اهماله للعوارض الصحية وبسبب الحفلات فتعرض لأزمة صحية جعلته يلغي باقي حفلات الجولة المتبقية.

وقد صرح مع بداية هذا الصيف انه سيعود بحفل ارضاء لمعجبيه الذين طالبوه بإطلالة جديدة. وما اعلنه منذ ايام لا يعني الاطلالة الاخيرة بل صرح بأنه سينهي الجولة الحالية التي تتضمن تسعة مواعيد صيفية لتموز وآب المقبل. ولكن هل ان القرار نهائي ام ان التون جون سيتراجع عنه ما ان يجد نفسه قد ملّ وأزعجته العزلة كما حصل مع غيره من المطربين؟ ان هذه الوداعات على الخشبة مع ما تحمل من صخب وهيجان في صفوف الحاضرين صارت على «الموضة» باعتبارها تؤجج العواطف والمشاعر حيال الفنان فتجعل عودته حدثا كبيرا تتناوله وسائل الاعلام والصحافة فيأخذ الوهج الضروري لسنوات مقبلة، خاصة ان جون وهو من مواليد العام 1947 يبلغ اليوم 67 عاما ولا زال في حال جيدة للاستمرار في الغناء. وقد باع جون حتى اليوم أكثر من 250 مليون البوم خلال مسيرته الفنية المستمرة منذ اكثر من 40 عاماً. ويعتبر الفنان البريطاني الأكثر جدلاً. وقد بدأت انامله تعزف على البيانو منذ ان كان في الرابعة من عمره، وفي الحادية عشرة ربح جائزة «الثقافة» التي تقدمها «الأكاديمية الملكية للموسيقى»، وبعد سنوات في دراسة الموسيقى انطلق في عالم الغناء لكنه بقي عازفاً على البيانو في كل اطلالاته ليصبح واحداً من اشهر الفنانين الشاملين في بريطانيا، فهو مغن وعازف ومؤلف اغان وملحن.

وفي السبعينات اصبح جون نجم البوب الأشهر في العالم من حيث المبيعات والشعبية واصبحت أغنياته شهيرة الى درجة كبيرة، خاصة عناوين مثل: «غود باي ييلوو» و«يورسونغ» و «شمعة في الريح» وغيرها… ومن المعروف انه خلال تعلمه الموسيقى، كانت موهبته خارقة لدرجة ان ملكة بريطانيا جعلته يدرس ويتخصص في الموسيقى على نفقتها الخاصة في الجامعة. كذلك من التفاصيل المهمة في حياته الى جانب دعم ملكة بريطانيا له، ان المغني الشهير جون لينون، عضو فريق «البيتلز» الشهير كان منتج وداعم الالبوم الاول لجون وعنوانه «كيم» في العام 1971، بعدها اسس جون فرقته الموسيقية الاولى «بلوسولوجي» وكان ذلك عام 1961. أما انطلاقته الكبيرة فكانت في العام 1970 بعد ان تعامل مع احدى شركات الانتاج الضخمة التي جعلته يخرج من بريطانيا الى الولايات المتحدة الاميركية، فكانت حفلته الأولى هناك في لوس انجلس وبدأ يصعد سلم النجاح خاصة مع اطلاقه اغنيته الشهيرة آنذاك «يورسونغ».

وفي العام 1976، كانت النقطة السلبية في مسيرته حين اعلن شذوذه الجنسي فبدأ جمهوره يتحول بعض الشيء عنه وهبطت مبيعاته نسبياً لكن الامور تغيرت مع الوقت وفي العام 2012 أظهرت احصاءات رسمية ان النجم التون جون تصدر لائحة المبيعات بـ 4،9 ملايين نسخة لإثنتين من اغنياته ودخلت لائحة هذا التصنيف العالمي اكثر من 32 الف اغنية من كل اقطاب العالم صدرت منذ عام 1952 ليبقى منها 123 اغنية فقط تجاوزت مبيعاتها المليون، اما جون فتصدر هذه اللائحة. هل يستمر التون جون بقرار اعتزاله الفني هذا ام انه سيتراجع عنه؟ سؤال طرحته وسائل الاعلام بقوة منذ يومين كذلك طرحته وبقلق شديد شركات الانتاج الفنية التي كانت تستفيد وما زالت من مبيعات هذا الفنان العالمي.

السابق
نشرة أخبار لبنانيّة واحدة.. من أجل غزّة
التالي
ألبير وماري رزق قضيا في الطائرة الماليزية